قناديل على الدرب – وسائل نشر الإلحاد (1)
يبدو أن الملاحدة جاهدون في نشر باطلهم بشتى السبل، ولاسيما في محيط أبناء المسلمين، وهذا ما يدل عليه الواقع الحالي؛ لأن الملحد في العالم الإسلامي يشعر بالغربة؛ لذا فهو يريد أن يدخِل أكبر عدد من الأفراد في هذا الفكر حتى تخف عنه الغربة التي يعيش فيها، أيضًا كلما زاد عددهم قويت شوكتهم، وعلا صوتهم في المجتمع؛ مما يمكنهم التأثير في الواقع حسب أهوائهم.
من هنا اتخذ الملاحدة وسائل عدة يهدفون بها إلى نشر الفكر الإلحادي بين شباب المسلمين ذكورًا وإناثًا، ومنها:
1- القنوات الفضائية: عن طريق عرض مفاهيم ومصطلحات وتساؤلات إلحادية واضحة أو مبطنة من خلال برامج أو حوارات أو مناظرات، أو من خلال البرامج العلمية الوثائقية التي تؤصل النظريات الإلحادية كنظرية داروين مثلاً، وهذا ما تقوم به بعض القنوات الوثائقية المشهورة اليوم.
2- اللقاءات المباشرة مع الشباب، من خلال جلسات خاصة أو عامة، أو صالونات ثقافية فنية، تطرح فيها الأفكار والشبهات.
3- الكتب الإلحادية: التي تباع بأثمان زهيدة، أو حتى عن طريق الإنترنت، ولا يلزم أن تصرح تلك الكتب بالفكر الإلحادي مباشرة، وإنما ترمي إليه بعبارات وأفكار وموضوعات تستهدف في النهاية الشك والتساؤل والريبة، ومن هنا يُعشّشون في عقول الشباب. أيضا تؤصل تلك الكتب تبغيض الدين والشك في نصوصه وثوابته، كالشك في السنة النبوية وعلى رأسها الشك في صحيحي البخاري ومسلم، بل وأحيانًا الشك في القرآن ذاته.
4- الروايات: والمقصود هنا الروايات المنحرفة عقديًا الهدامة لعقول الناشئة، فالروايات عبارة عن قصص خيالية أو واقعية، والنفوس مجبولة على حب هذا النوع من القصص التي تعد في كثير من الأحيان منفذًا يهرب به الشباب من عالمهم الحقيقي إلى عالم الخيال، ولاسيما إذا كانت تلعب على وتر العاطفة أو العشق أو إثارة الغرائز. تلك الروايات بما أنها تميل إلى الخيال فهي تصطدم بثوابت الدين كقضية القدر مثلاً، ففي إحدى الروايات قد يتساءل بعض الشباب: لماذا مات بطل الرواية؟! ولم تمر يحدث له كذا وكذا؟! ثم يشرعون في تطبيق ما اكتسبوه من مفاهيم وآراء خلال تلك الروايات ومقارنتها فيترتب على ذلك التشكيك في حكمة الله -عز وجل- في خلق الأشياء وتسيير الكون، وبالتالي يخلق جيلاً قائمًا على الشك والريبة في كل أمور حياتهم.
والله الموفق والمستعان.
لاتوجد تعليقات