رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 22 سبتمبر، 2014 0 تعليق

قناديل على الدرب- وسائل مواجهة الإلحاد (1)

     من الحكمة والعقل أنه إذا اكتشف في بلد وباء فتاك، يُخشى من سرعة انتشاره فلابد من التصدي له، كذلك الحال بالنسبة للإلحاد لابد من إيجاد الوسائل الممكنة والمتاحة لمجابهة هذا المرض العضال في جسد الأمة الإسلامية، حتى وإن قل عدد حالات الإلحاد في المجتمع الإسلامي كله؛ لذلك تنقسم سبل مواجهة الإلحاد إلى نوعين:

- الأول: سبل وقاية.

- الثاني: سبل علاج.

وسنتناول في عددنا هذا سبل الوقاية من خطر الإلحاد التي تستهدف بذل الأسباب التي تحول بتوفيق الله بين الشباب المسلم وبين الوقوع في براثن الإلحاد ومنها:

- أولا: العكوف على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تلاوة وتدبر آياته والعمل بها. قال تعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ } (آل عمران:101).

- ثانيًا: غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الناشئة بكل وسيلة متاحة كالدروس والخطب والبرامج والمناهج، والتأكيد على الأصول والثوابت الدينية التي يتخذها الملاحدة طريقًا للوصول إلى فرائسهم كالإيمان بالغيب، والإيمان بالقضاء والقدر، واعتقاد الحكمة في أفعال الله سبحانه وتعالى، وحقيقة الكفر وخطره، والعلاقة بين العقل والنقل..

- ثالثًا: يجب أن تُعاد الهيبة إلى المواد الشرعية في مناهجنا التعليمية، وأن يُربى الطلاب على أنها الأصل والأجدر بالاهتمام في هذه الحياة.

- رابعًا: السعي في الوصول إلى ذوق طعم الإيمان ووجدان حلاوته، من خلال التأمل في صفات الله سبحانه وتعالى، والتأمل في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

- خامسًا: تأصيل المنهج الشرعي في التعامل مع الشبهات، بالنأي عنها والسعي في كشفها؛ لأن الشبهة فتنة، والنبي صلى الله عليه وسلمأخبرنا أن الفتن من استشرف لها استشرفت له.

- سادسًا: «الترشيد الثقافي» وذلك بملاحظة مصادر التلقي التي يستقي منها الشباب أفكارهم ومتابعتها، فلابد أن نلاحظ ماذا يقرؤون، وماذا يتابعون من مواقع ومنتديات، وهذا دور أصيل للأسرة فلا يترك لهم الحبل على الغارب، ولن يحدث هذا إلا إذا وصلت العلاقة بين الأب وأبنائه والأخ مع أخيه إلى مرحلة الصداقة، فيأتي الابن ليسأل أباه أو أخاه الأكبر عما استشكل عليه من أسئلة محيرة قد تؤصل مبدأ الشُبه في قلبه، وذلك بدلاً من أن يذهب ويبحث بنفسه وببراءته عن أجوبتها في جحور الحيات والعقارب.

     ولا يقتصر الدور على الأسرة فقط، بل هناك من يلعب دورًا أساسياً في حياة شبابنا وبناتنا كالمدرسة والجامعة والمسجد والرفقة إن كانت صالحة أم طالحة.. كل هؤلاء يجب أن يقوموا بدورهم في الاتجاه بأبنائنا إلى الطريق القويم الصحيح.

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك