رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 24 نوفمبر، 2015 0 تعليق

قناديل على الدرب- تفجيرات باريس والفكر الضال

     وأنا أقود سيارتي وأستمع إلى إذاعة البي بي سي، استوقفني حديث امرأة مسلمة عربية مقيمة في الضاحية الجنوبية بباريس حول أحداث باريس الأخيرة، كانت تقول: إنها خائفة من يوم الاثنين التالي للأحداث الإرهابية، فقد حدثت تلك الهجمات مساء يوم الجمعة، وقد أمرت السلطات الفرنسية في النزول إلى الشوراع والطرقات إلا للضرورة، ويوما السبت والأحد عطلة في فرنسا، بالتالي يوم الاثنين ستذهب تلك المرأة إلى عملها، وتقل أولادها إلى مدارسهم، فكانت تسأل بمرارة تعصر قلبها: كيف سأقابل وجوه الناس في المترو، والمارة في الطريق، وزملائي في العمل؟! أشعر وكأن الجميع سينظرون إلي ويتهامسون ضدي، سيحدقون في كل امرأة ترتدي الحجاب، وفي كل رجل ملتح، أو تبدو عليه الصبغة الإسلامية!

     يا سادة أصبح المسلمون الآن يتوارون عن الأنظار، ويخفون إسلامهم في بلاد الغرب، أصبح المسلم المتمسك بدينه كالقابض على الجمر في أوروبا ولاسيما فرنسا، والسبب هو الفكر الضال والعقائد الفاسدة لبعض التنظيمات الإرهابية التي تتحدث باسم الإسلام، وينتمي إليها منفذو هجمات باريس الأخيرة، فقبل أن يضغط علي زر التفجير بحزامه الناسف رفع صوته قائلاً (الله أكبر) ظنًا منه أنه بذلك ينصر الاسلام ويعز المسلمين !! للأسف غفل عن ذاك الإرهابي عن أن الدم كله حرام مسلماً كان أم غير مسلم، وغفل عن أن من قتل نفسًا بغير ذنب فقد قتل الناس جميعًا، وغفل عن أن تحية الإسلام هي السلام وليس الدمار والإرهاب، غفل عن فكره الضال أنه بذلك يضر بالإسلام والمسلمين، ويجعل صورة الإسلام السمحة تتحول عند غير المسلمين إلى قتل ودمار وإرهاب.

     انظروا إلى مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما (تويتر) (هاشتاقات) مسيئة للإسلام والمسلمين، وأخرى ترد عليها فمن Muslims are Terorist” “أي المسلمون إرهابيون إلى “Muslims are not Terorist” أي المسلمون ليسوا إرهابيين أصبحنا نبرئ ذمتنا أننا لسنا الفاعلين؛ مما أدى الأمر بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أن يرسل تغريدة قائلا فيها «مجزرة باريس الشنعاء لا يقرها دين ولا عقل. الإسلام بريء من هذه التصرفات ..».

     أصبح الأمر ملحًا أن نقف نحن المسلمين وليس غيرنا تجاه هذا الفكر الضال والمعتقدات الفاسدة التي تعتنقها التنظيمات الإرهابية التي تنسب نفسها للإسلام زورًا وبهتانًا كأمثال داعش والقاعدة ومن على شاكلتهم. يا سادة لن يغير الغرب شيئًا مما نحن غارقون فيه ولو اجتمعوا إلى أن تقوم الساعة، فقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ (الرعد: 11)، ولم يقل عز وجل بغيرهم، بل بأنفسنا نحن المسلمين نغير حالنا، يجب أن نتكاتف ونقف جميعًا صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص تجاه تلك الأفكار والمعتقدات التي تنذر بعواقب وخيمة علينا نحن المسلمين قبل غيرنا.

اللهم إنا نبرأ إليك من دم هؤلاء ..

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك