رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 27 يناير، 2015 0 تعليق

قناديل على الدرب – الصوفية (3)

بعد أن أثبتنا في العدد الماضي عن العلاقة الوطيدة بين غلاة التصوف والوثنية، نزيل الآن الستار عن تصورات وعقائد تربط معتقَد هؤلاء الغلاة المتصوفة بالمعتقَد الصفوي، منها على سبيل المثال لا الحصر:

- أولاً: يلقي الصفويون على أئمتهم هالة من التقديس؛ حيث نسبوا إليهم منزلة كبرى فوق منزلة الملائكة الكرام بل والأنبياء والمرسلين، وعند النظر إلى غلاة التصوف نجد أصحابها قد فعلوا ذلك الأمر على ما يسمونهم (الأولياء) فقد جعلوهم المتصرفين في الكون، ويعلمون الغيب كله، فاخترعوا لهم ما يسمى بالديوان ليدير شؤون الكون من خلال قراراتهم.

- ثانيًا: يزعم الصفويون بأن هناك ما يسمى بالعلوم الخاصة وهي علوم ليست متاحة لعامة المسلمين وينسبونها لآل البيت، على سبيل المثال مصحف فاطمة الذي يعدل القرآن الذي بأيدي عامة المسلمين ثلاث مرات، ويزعمون بأن الرسول بُعث بالتنزيل وأن عليًا بُعث بالتأويل، وعلى المنوال نفسه دار أولئك الغلاة في الفلك نفسه، فزعموا أن عندهم (علم الحقيقة) وعند غيرهم (علم الشريعة)، وأن الله فضلهم وخصهم بعلوم لدنية، بينما أهل الظاهر يأخذون علمهم عن الأموات. فقال كبيرهم البسطامي: «خضنا بحرًا وقف الأنبياء بساحله».

- ثالثًا: القول بأن للدين باطنًا وظاهرًا، فقد اتفق الصفويون ومن على شاكلتهم من غلاة الصوفية بأن للدين باطنًا وظاهرًا، أما الباطن فلا يعرفه إلا الخواص من عامة المسلمين كالأئمة والأولياء، والظاهر وهو المتبادر من النصوص ويفهمه العامة.

- رابعًا: تقديس القبور، وتلك الطامة الكبرى التي ورثها أولئك الغلاة المتشددون الصوفيين عن الصفويين، فتقديس القبور وزيارة المشاهد والتبرك بها ركن من أركان العقيدة لدى المعتقد الصفوي، فهم أول من بنوا المشاهد على القبور وجعلوها شعارهم، وفعل غلاة الصوفية مثلما فعل الصفويون؛ فبنوا المشاهد والأضرحة على قبور أوليائهم، فصارت عبادة لهم، يقيمون ما يسمى (بالموالد) كل عام ويأتي له من كل صوب وحدب.

- خامسًا: الخلوة في المحرم، وتلك من مراسم بعض الطرائق الصوفية المتفقة مع الصفويون، وهي عبارة عن خلوة تدوم سبعة أيام ابتداء من يوم عاشوراء، يعتكفون فيها ويمتنعون عن النساء ولا يأكلون خلالها ذي روح (مثل البيض واللحم واللبن) وإنما يقتصرون على اللوز والسكر وما شابه.

     لذلك تنكشف لنا حقيقة جلية أن عقائد بعض الطرائق الصوفية تتشابه مع المعتقد الصفوي، فهما وجهان لعملة واحدة، وينبعان من عين واحدة، ويسعيان إلى هدف مشترك فيما بينهما، ويشتركان في عقائد وتصورات متشابهة.

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك