رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 8 أبريل، 2014 0 تعليق

قناديل على الدرب – الدعوة السلفية الإصلاحية

     بنظرة سريعة على أعظم الدعوات الإصلاحية المعاصرة الناجحة التي ملأت الأرض نورًا وعلمًا، وغيرت مجري التاريخ، ومعالم الأرض، وصححت العقيدة ورجعت بالدين إلى مساره الصحيح، هي دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ التي خرجت من رحم الجزيرة العربية في عصر انتشرت فيه الأمور الشركية المنافية لمبادئ الدين القويم، فاشتد البلاء وعظم الفساد، وعمت الفرقة بين قبائل العرب. لذا سنجد أن تلك الدعوة المباركة ركزت على جانب الإصلاح الديني الذي تكون من أولى الأولويات فيه هو توحيد العبادة لله -عز وجل- وصرف كل العبادات له وحده أي «التوحيد الخالص»، وإفراد النبي صلى الله عليه وسلم  بالاتباع والمتابعة، ثم إنه اتجه إلى ولاة الأمر ودعاهم للدخول في دعوته، وذلك طلبًا للمعونة في إقامة الدين والقيام بدورهم في التمكين لتلك الدعوة وحمايتها بالعمل على تبليغها إلى أقصى مكان في الجزيرة العربية ومن ثم إلى أنحاء العالم أجمع.

     وسارت الدعوة على يد إمامها وأنصاره على طريق النبي صلى الله عليه وسلم  نفسه وأصحابه الكرام، يقول العلامة أحمد بن حجر البوطامي واصفًا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب: “ فدعاهم إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة، وبين لهم أن اعتقادكم بأن الله هو الخالق الرزاق المحيي المميت المدبر لا ينجيكم من عذاب الله ما دمتم لا تخلصون له ... وبين لهم أقسام التوحيد ... وبالجملة حثهم على التمسك بالكتاب والسنة، وترك الشرك والبدع، فقامت قيامة الجهال وأهل البدع والضلال وعلماء السوء، وشنعوا على الشيخ، ورموه بهذه الافتراءات، وجرى ما جرى مما سجله التاريخ...”

إذاً دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية تعتمد على:

- أولاً: إنشاء مجتمع إسلامي موحِّد تطبق فيه أحكام الشريعة الإسلامية في جميع الحالات.

- ثانياً: تكوين دولة قوية ذات سيادة تنظم الجزيرة العربية على راية واحدة، وتقضي على تعدد الإمارات وتذيب الفروق وتقيم الصلاح بالإسلام. وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم  وأصحابه في توحيد جزيرة العرب من قبل فدانت لهم الأكاسرة والقياصرة.

      فأين دعاة التغيير والإصلاح الحاليين الذين سلكوا مسالك الغرب الملحد، واتخذوا نظرياتهم وأفكارهم دستورًا ومنهجًا، وعكفوا على تقليد الأمم الأخرى في شعاراتها ومبادئها ومسارتها؟! أرادوا أن يفرضوها علينا بحجة الديمقراطية والحرية، أقول لهم أين أنتم من سيرة المصلحين العظماء الذين وضعوا إقامة الدين على رأس أولوياتهم، وبه وفقهم الله ونصرهم وسدد خطاهم، بعكس ما تدعون إليه أيها المصلحون الجدد من ليبرالية وعلمانية يرفضها مجتمعنا الإسلامي المحافظ على دينه ومتمسكًا بشريعته السمحة.

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك