رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 18 نوفمبر، 2014 0 تعليق

قناديل على الدرب – الجماعات الاسلامية(4)

     أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن المسلمين مآلهم إلى التحزب والتفرق؛ حيث قال: «افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة» صحيح. وهذا ما نحن فيه حاليًا عشرات الجماعات والفرق والطوائف التي تنتسب للإسلام زورًا وبهتانًا، وعلى نفس السياق روى لنا عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خط لنا رسول الله  خطًا، ثم قال «هذا سبيل الله»، ثم خط خطوطًا عن يمينه وعن شماله، وقال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ: «وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله» صحيح. فالسبيل الرئيس الذى خطه النبي صلى الله عليه وسلم هو ما كان عليه عصر النبوة، ثم عصر الخلفاء الراشدين، ثم من تبعهم وسار على نهجهم بإحسان إلى يوم الدين وهم أهل السنة والجماعة، وفي أواخر عصر الخلفاء الراشدين إلى عصرنا هذا ظهرت خطوط أخرى متفرعة من الخط الرئيس ابتعد أصحابها عن المنهج الرباني، وساروا على درب آخر، هم أنشأوه خصيصًا لدوافع سياسية أو اجتماعية تناسب عصورهم.

     والمتأمل للتاريخ الإسلامي يجد أنه بدأت بوادر الفتن والقلاقل في الدولة الإسلامية في أواخر خلافة عثمان بن عفان حتى انتهت باستشهاده ومن بعده الإمام علي وولديه رضي الله عنهم، فظهرت الفرق التي تدعو إلى الله من منظورها وتكفر الأخرى، كالخوارج التي كفرت الإمام علي عند قبوله التحكيم مع معاوية بن أبي سفيان، ثم خرج من رحم  فكر الخوارج فرق أخرى عدة كالأزارقة والنجدات والدروز الموحدون، والقرآنيون، والبهرة، ثم ظهرت علينا الزيدية والإمامية والإثنا عشرية والعلويون والإسماعيلية.

     وعلى الجانب الآخر ظهرت فرقة غيرت في شكل وهوية الأمة الإسلامية وهي الصوفية، التي ذاع صيتها في القرن الثالث الهجري، ومالبثت أن تشعبت وتفرقت هي الأخرى إلى فرق وطرق سميت بالطرق الصوفية، منها: السقطية، والجنيدية، والقادرية، والشاذلية، والرفاعية الأحمدية، والمولوية، والنقشبندية، والمراغية، وغيرهم.

     وفي بدايات القرن الماضي ظهرت جماعة الإخوان المسلمون على يد مؤسسها (حسن البنا)- رحمه الله-  في مدينة الإسماعيلة بمصر، فكان له مريدوه من عموم المصريين، ومالبث أن انتقل فكر جماعة الإخوان المسلمين إلى خارج الحدود المصرية، وانتشر في بلدان أخرى عدة على مستوى العالم أجمع، والأن خرجت علينا فرق حديثة الأسنان تتحدث باسم الإسلام ولا يتجاوز حناجرهم، كتنظيم داعش وجبهة النصرة، وقبلهما حزب الله وتنظيم القاعدة، ومازالت الأمة الإسلامية قاطبةً تنزف دمًا نتيجة التناحر والتباغض بين كل تلك الفرق والجماعات التي تنصّب نفسها حامية الإسلام ودرعه الحصين.

ومازالت تتوالى علينا الفرق والجماعات والمذاهب المختلفة، ولا ندري ماذا يخبئ لنا القدر بعد ذلك. !!

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك