رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 24 نوفمبر، 2014 0 تعليق

قناديل على الدرب- الجماعات الاسلامية (5) الخوارج

هم فرقة خرجت في النصف الأول من القرن الأول الهجري، واختلف المؤرخون في سبب تسميتهم بالخوارج، فمنهم من قال: إنهم من خرجوا على الخليفة الرابع علي بن أبي طالب  رضي الله عنه ، ومنهم من قال: إنهم من خرجوا على الإمام وطعنوا فيه، ومنهم القائل بأنهم من خرجوا من الحق للباطل.

     كان أغلب الخوارج من «القراء» أي حفظة القرآن الكريم، وقد بايعوا عليّا بن أبي طالب بعد مقتل عثمان بن عفان، ولكنهم ظهروا بعد حرب صفين 38هـ، بين الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- وذلك حين شعر معاوية بخسارته في الحرب وبعد مشاورة عمرو بن العاص اتفقا على رفع المصاحف، أي طلب التحكيم إلى كتاب الله عز وجل، فأول من قبل التحكيم هم هؤلاء الخوارج، بالرغم من رفض علي بن أبي طالب لهذا التحكيم، فأجبروه على الموافقة، وما لبثوا أن رموه بالكفر لقبوله ذلك التحكيم الذي أُجبر عليه، ولم يقتصر الأمر على تكفير علي بن أبي طالب فقط، بل كفروا الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وطلحة والزبير والسيدة عائشة رضي الله عنهم. وقد دارت حروب عدة بينهم وبين الإمام علي أهمها معركة النهروان التي انتصر فيها علي بن أبي طالب انتصارًا ساحقًا على أولئك الخوارج، ولكنهم بعد ذلك جمعوا شتات أمرهم مرة أخرى، وصاروا يثيرون الفتن والقلاقل والثورات من حين لآخر، فأصبحوا شوكة في ظهر المسلمين يقلبون عليهم ولاة الأمر من الأمويين بعد ذلك، حتى أجمعوا رأيهم بقتل خليفة المسلمين علي بن أبي طالب ومعاوية وعمرو بن العاص، فكان لهم ذلك فقتل عبد الرحمن بن ملجم علي بن أبي طالب، ونجا كل من معاوية وعمرو بن العاص.

     والخوارج لديهم عقيدة تختلف عنا نحن أهل السنة والجماعة، فتراهم يحكمون على مرتكبي الكبائر الذين يموتون قبل التوبة، بالكفر والخلود في النار، فيكفرون أهل المعاصي لشدة غلوهم، يرون من زنا كفر، ومن شرب الخمر كفر، ومن عق والديه كفر، فهم يكفرون بالذنوب،  قال فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يمرق مارقة على حين ... من المسلمين يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وقراءته مع قراءتهم، يمرقون من الإسلام ثم لا يعودون إليه»، وقال فيهم أبو الحسن الأشعري في (مقالات الإسلاميين): أجمعت الخوارج على إكفار علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ... وأجمعوا على أن الله -سبحانه- يعذب أصحاب الكبائر عذابا دائما- والخوارج لا يقولون بعذاب القبر، ولا ترى أن أحدا يعذب في قبره- وللخوارج ألقاب، فمن ألقابهم الوصف لهم بأنهم خوارج، ومن ألقابهم الحرورية، ومن ألقابهم الشراة والحرارية، ومن ألقابهم المارقة، ومن ألقابهم المحكمة، وهم يرضون بهذه الألقاب كلها إلا بالمارقة، فإنهم ينكرون أن يكونوا مارقة من الدين كما يمرق السهم من الرمية).

وانقسم الخوارج إلى فرق عدة، وذلك في بعض المسائل والفروع وإن ظلوا مجتمعين على أصولهم الفكرية، فانقسموا إلى: الأزارقة أتباع نافع بن الأزرق، والنجدات أتباع  نجدة بن عامر الحنفي، والصفرية أتباع عبد الله بن صفار.

وأختم بما رواه البخاري في صحيحه أنه قيل للصحابي الجليل سهل بن حنيف الأنصاري: هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئا؟ قال: سمعته يقول، وأهوى بيده قبيل العراق: «يخرج منه قوم يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرَمِيّة».

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك