رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 1 يونيو، 2015 0 تعليق

قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية- الصــوفيـة(12)

بعد أن فندنا عقائد القوم، وجب علينا التنويه لأمور مهمة يجب أن يعلمها القاصي والداني، وبها أختم سلسة الصوفية، ومنها:

- أولاً: إدانة العلماء القدامى الذين عاصروا هذه العقائد لهذه الأباطيل وتفنيدها؛ إذاً اعتراضنا على تلك العقائد ليس وليد الحاضر، ولكنه مبني على كلام هؤلاء العلماء القدامي المعتبرين.

- ثانيًا: بعض المتصوفة متهم عند علماء الحديث بوضع الحكايات للصوفية، كالسلمي (صحاب طبقات الصوفية) إلا أن بعض الصوفيين يعدون هذا الكتاب من أجود كتبهم، وأوثق مصادرهم.

- ثالثًا: نظرا لفساد عقيدة أولئك القوم، فقد حكم العلماء على بعضهم بالقتل؛ نظرًا لأنهم رأوا منهم ما يوجب القتل كالحلاج المقتول صلبًا على جسر بغداد سنة (306هـ). يقول السيوطي: «وفي سنة تسع أي بعد الثلاثمائة قتل الحلاج بإفتاء القاضي أبي عمر والفقهاء والعلماء؛ أنه حلال الدم، وفي أحواله السيئة أخبار أفردها الناس بالتصنيف» (تاريخ الخلفاء صـ380). والسهرودي المقتول بأمر صلاح الدين الأيوبي سنة (587هـ)، ومحنة الخليل التي اتهم فيها نحو سبعين صوفيًا، من بينهم الجنيد – سيد الطائفة – ببغداد، وحوكموا وحكم عليهم بالإعدام ثم أفرج عنهم» (التصوف بين الحق والخلق صـ45).

- رابعًا: لجأ الصوفيون في القديم والحديث إلى إصدار الأقوال المتضاربة، فتبصرهم يقولون شيئًا، ثم يقولون عكسه تمامًا، ويبدو هذا واضحًا في كلام الجنيد، فتراه يقول: «علمنا منوط بالكتاب والسنة، من لم يحف الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقه، لا يقتدى به» (الرسالة القشيرية). ثم تراه في موضع آخر يقول: «أحب للمبتدئ ألا يشغل قلبه بهذه الثلاث؛ وإلا تغير حاله: التكسب، وطلب الحديث، والتزوج، وأحب للصوفي ألا يقرأ، ولا يكتب ؛ لأنه أجمع لهمه» (قوت القلوب: 3/135).

- خامسًا: بعض المتصوفة لا يفرقون بين الصديق والزنديق؛ لأنهم يعتقدون أن المطيع والعاصي سواءً أمام الله  - عز وجل – لإطاعة كل منهما الله في صفة من صفاته واسم من أسمائه، فالأول أطاع الله في اسم الهادي، والثاني أطاعه في اسم المضل، فكلاهما مطيع ومقرب  ومثاب على طاعته.

- سادسًا: عند استقراء كتب ومؤلفات من أسسوا علم التصوف، وأجمع الصوفيون عبر العصور على إمامتهم، تجدهم جعلوا التصوف علمًا على عقائد باطلة ضالة، تفرد بها طائفة من الناس دون عامة المسلمين يسمون أنفسهم (أهل الله) و (العارفين بالله) و (أهل الكشف).

هكذا تضافرت أدلة الكتاب والسنة على إبطال التصوف ودحض إفكهم وزعمهم بأنه علم رباني مبني على الكتاب والسنة، بل هو علم – إن صح التعبير – لبس ثوب الإسلام تسترًا وخفية وخداعًا وتضليلاً؛ ليدعى المسلمون إليه، والله ورسوله بريئان منه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك