رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 9 يونيو، 2015 0 تعليق

قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية- حزب التحرير (1)

     مؤسس حزب التحرير هو: تقي الدين بن إبراهيم النبهاني، ولد في قرية صغيرة جنوب مدينة حيفا سنة 1909م، وتأثر بجده لأمه: يوسف إسماعيل النبهاني، وهو المعروف بصوفيته وعدائه الشديد للسلف الصالح، ثم التحق بالأزهر، ثم عمل قاضيًا في المحاكم الشرعية، وبعدها بفترة استقال ليرشح نفسه في البرلمان الأردني لكنه لم يفز، فعمل مدرسًا في الكلية العلمية الإسلامية، وفي سنة 1952م تقدم بطلب رسمي لوزارة الداخلية الأردنية بالموافقة على ترخيص حزبه المسمى (حزب التحرير الإسلامي)، لكنه قوبل بالرفض، ومن بعدها والحزب يمارس نشاطه الحزبي في سرية تامة.

توفى تقي الدين النبهاني سنة 1977م بلبنان، ثم تولى قيادة الحزب عبد القديم زلوم حتى سنة 2003م، وتوفي أيضًا بلبنان، ثم تولى قيادة الحزب المهندس عطا أبو الرشتة.

هذا ما يخص الجانب التاريخي لحزب التحرير الإسلامي، أما ما يخص الجانب العقائدي فدعونا ننظر إليه في ضوء كتاب الله وسنة رسوله الكريم  صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة.

     أقام حزب التحرير عقائده وفكره على مسألة هدم الأخلاق والاستغناء عنها، وجعلها لا تُكوّن أمّة، ولا تقيل عثرة ولا تنهض حضارة، وكان البديل لها إعادة الثقة بأفكار الإسلام عن طريق التثقيف والسياسة، ومناقشة الأفكار المطروحة، والإجابة عن الأسئلة ورصد الحوادث والوقائع وجعلها ناطقة بصحة أفكار الإسلام وأحكامه. قال تقي الدين النبهاني: «والأخلاق لا تؤثر على قيام المجتمع بحال؛ لأن المجتمع يقوم على أنظمة الحياة، وتؤثر فيه المشاعر والأفكار، وأما الخُلق فلا يؤثر في قيام المجتمع، ولا في رقيه ولا انحطاطه، بل المؤثر هو العرف العام الناجم عن المفاهيم عن الحياة، والمسير للمجتمع ليس الخُلق، وإنما هي الأنظمة التي تطبق فيه والأفكار والمشاعر التي يحملها الناس».

     بالجملة هذا الكلام غير صحيح، فكيف نترك أخلاق الإسلام السمحة، ونعتمد على أفكار البشر المستوردة من الغرب ومبادئه التي تتبدل من حال إلى حال وفقًا للميول والأهواء، فإذا كانت بعض فئات المجتمع تميل مثلاً للاشتراكية أو الرأسمالية أو حتى تميل للإلحاد، فهل نترك لهم الحبل على الغارب في حرية الاعتقاد والفكر؟!، وهل نتركهم فريسة سهلة لمثل هذه الأفكار الهدامة التي ثبت فشلها عبر العقود الفائتة في بناء مجتمع سليم متوازن؟ وهل تكون تلك المذاهب والمدارس الفاسدة عقائديًا هي التي تتحكم فينا، وتصدر علينا أحكامًا بالفساد أو الصلاح، ونترك ديننا وأخلاقنا الإسلامية؟! فالأخلاق الكريمة صلب الشريعة، وجماع الدين الذي بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم فلابد من تحقيقها في النفس المسلمة حتى تفلح، وتقوم على أمر الله فتنجح.

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك