رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 14 يوليو، 2015 0 تعليق

قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية- حزب التحرير (4)

     الغاية تبرر الوسيلة، قول اعتدنا على سماعه، ولكن عند جماعة حزب التحرير عقيدة أصولية تسمى مبدأ النصرة؛ حيث يراه الحزب من الوسائل المشروعة من أجل الوصول إلى سدة الحكم، ومن ثم إقامة دولة الخلافة، والمقصود بالاستعانة هنا: الاستعانة بكافر أو مشرك أو أي إنسان غير مسلم، فقالوا: «وقد يكون طلب النصرة من رئيس دولة أو رئيس كتلة أو قائد جماعة أو زعيم قبيلة أو من سفير، أو ما شاكل ذلك» (نظام الإسلام).

وقد طبق حزب التحرير مبدأ النصرة تطبيقًا عمليًا حين طلبها من سوريا والعراق وليبيا والأردن، وهي أنظمة من وجهة نظر الحزب كافرة.

إذاً السؤال هو: كيف يجيز لحزب التحرير أن يجمع في صفّه كفر وإيمان؟! وهل يعتقد الحزب أن الكافر أو المشرك ينصر الحزب ويساعده لسواد عينيه؟!

     بالطبع هذا خطأ فادح وقع فيه حزب التحرير؛ لأن العقل المنصف ليعجب أن يستعين إنسان بآخر مناهض لفكرة على تحقيق فكرة أخرى، فالإسلام عقيدة، ورسالة سماوية، ومنهج ربانيٍ، وما دونه أنظمة وضعية وقوانين أرضية، فلا مجال للالتقاء بين الإسلام الصحيح والقوانين الوضعية، فالإسلام يرفض أنصاف الحلول، إما إسلاماً وإما كفراً، إما توحيداً وإما شركاً، وهذا هو المنهج الصحيح.

     وإن اعتقد حزب التحرير أن بإمكانه أن يقيم دولة الخلافة على أكتاف هؤلاء الكفار والمشركين -حسب زعمه- فالحزب ينقصه العلم بطبيعة الدين، ويجهل أبجديات اللعبة السياسية ويفتقر إلى الإحاطة الشاملة بطبيعة البشر، فإن كل إنسان فيه روح الانتماء والولاء لفكره وعقيدته التي يحملها في هذه الحياة. لقد بلغت الغفلة من حزب التحرير درجة عالية عندما ظنوا إمكانية وصولهم للحكم وإقامة دولة الخلافة بمساعدة أعدائها، الذين سعوا لهدمها وسقوطها، وما زالوا يفعلون.

     وأخيرًا.. أختم بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج قِبل بدر، فلما كان بِحرَّة الوبرة، أدركه رجل قد كانت تذكر فيه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول الله حين رأوه، فلما أدركه؛ قال لرسول الله: جئت لأتبعك وأصيب معك، قال: «أتؤمن بالله» ؟ قال: لا، قال: «ارجع، فلن أستعين بمشرك، فلما أسلم أذن له» (رواه مسلم).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك