قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية- التبليغيون والسياحة في الأرض
من أبرز سمات حركة الدعوة والتبليغ التبليغ الجماعي، أو ما يطلقون عليه (الخروج)، فهو الأصل الذي بني عليه مؤسس الجماعة محمد إلياس رؤيته وطريقته؛ لذلك فأهل التبليغ ينالون في هذا الأمر كثيرًا، لدرجة أنهم يعدونه الجهاد الأكبر، ويظهر هذا في احتجاجهم واستدلالهم بآيات وأحاديث الجهاد في سبيل الله، وقد قاموا بتحديد مدة الخروج بثلاثة أيام، أو أربعين يومًا، أو أربعة أشهر، أو سنة.
قال الشيخ سيف الرحمن بن أحمد الدهلوي: «وفي التبليغ الجماعي يقولون: إنه الجهاد الأكبر ويكرهون كل دعوة لا تقوم على نمطهم هذا، ويمنعون الناس من الدعوة إلى الله وإلى كتابه وسنة رسوله في حلقتهم الخاصة» (نظرة عابرة اعتبارية حول الجماعة التبليغية صــ 43).
لذلك نجدهم يستدلون ببعض الآيات القرآنية لتدعيم فكرهم ومنهجهم، نفندها بالآتي:
1- استدلالهم على أصل خروجهم بقوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} باطل، وقد بيّنا خطأهم في تفسير تلك الآية في عددنا السابق، فالمعنى المراد من تلك الآية: أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس، وليست دعوة للخروج والتبليغ كما يزعم مؤسس الجماعة.
2- استدلالهم بآيات الجهاد في سبيل الله تحريف؛ لأن المراد القتال في سبيل الله، ومحاربة أعدائه، وليس الخروج والتبليغ.
3- استدلالهم بقوله تعالى: {التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون}(التوبة: 112) على خروجهم جهل بكتاب الله؛ لأن المراد بالسائحين: المجاهدون في سبيل الله. قال ابن كثير – رحمه الله - : «وجاء ما يدل على أن السياحة هي الجهاد ... وليس المراد من السياحة ما قد يفهم بعض من يتعبد بمجرد السياحة في الأرض» (تفسير القرآن العظيم 2/407)
4- استدلالهم بانتشار قبور الصحابة خارج الجزيرة العربية على خروجهم، استدلال فاسد؛ لأن الصحابة إنما خرجوا للجهاد في سبيل الله في جيوش الفتوحات الإسلامية؛ ذلك لإعلاء كلمة التوحيد.
5- تحديد مدة الخروج بثلاثة أيام، أو أربعين يومًا، أو أربعة أشهر، أو سنة بدعة لا أصل لها في الشرع.
والله الموفق والمستعان.
لاتوجد تعليقات