رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 3 نوفمبر، 2014 0 تعليق

قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية (2)

     تحولت الأمة الإسلامية إلى فرق ومذاهب وتيارات وجماعات مختلفة متناحرة، والفرقة تستلزم تدابرًا وانقسامًا في الصف الواحد، وتقاطعًا وتناحرًا في الأمة الواحدة، ولقد حذر الإسلام من تلك الفُرقة البغيضة، ودعا أتباعه إلى توحيد الصف والاعتصام بحبل الله؛ لأن التفرق يؤدي إلى التنازع، والتنازع يؤدي إلى الفشل، والفشل يورث الضعف والهوان.

     قال تعالى: { وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُم} (الأنفال: 46) وسبب الاختلاف الواقع فيه عالمنا الإسلامي حاليًا بفرقه وتياراته المختلفة ناجم عن الاختلاف في المذاهب والآراء، ولكن يجب أن ننوه لشيء مهم وهو أن هناك فرقًا جليًا بين الاختلاف والخلاف، فالاختلاف يكون في الفروع والاتفاق على الأصول، كالاتفاق على قول لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فهي أصل الدين، ويقتصر الاختلاف على الفروع كما هو موجود في فقه المذاهب الأربعة من عبادات ومعاملات.

أما الخلاف فيكون في الأصول، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلاً، وقد سلكت بعض الجماعات هذا المسلك في سبيل الظهور على الساحة  استنادًا للمثل القائل: «خالف تُعرف».

والاختلاف المحمود في الآراء له أوجه عدة:

- الأول: اختلاف التنوع، منه ما يكون واحد من القولين أو الفعلين حقًا مشروعًا، كما في القراءات القرآنية، وفيها اختلف الصحابة، فرد عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم : «كلاكما محسن» البخاري.

واختلاف الأنواع في صفة الآذان والاستفتاح ومحل سجود السهو، وغيره، ومنه ما يكون كل من القولين هو في معنى الأخر، لكن العبارتين مختلفتان كألفاظ الحدود والأدلة، وهذا النوع اختلاف محمود ولا يمكن الخلاص منه ولا يلحق أهله الذم والعقاب؛ لعدم تحقق القصد أو الإصرار عليه.

- ثانيًا: اختلاف التضاد، ويتمثل في كون كل من القولين متناقضين سواء في الفروع أو الأصول، والخطب في هذا أشد؛ لأن القولين يتنافيان ولا يلتقيان أبدًا، وهذا الاختلاف هو ما حُمدت فيه إحدى الطائفتين، وذمت الأخرى كما قال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ } (البقرة:253).

وللعلم أن اختلاف الصحابة - رضوان الله عليهم-  كان ضرورة، ومع ذلك كانوا ينكرون الاختلاف، ويفرون منه ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً، ويقع تحت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا حكم الحاكم، فاجتهد فأصاب؛ فله أجران، وإن حكم فاجتهد فأخطأ؛ فله أجر واحد». متفق عليه.

ولكن هل اختلاف الآراء والمذاهب واجتهاد بعض الفرق الضالة كـ (داعش) مثلاً، فتخرج علينا بفتوى ضرورة هدم الكعبة؛ لأن المسلمين مجدوها وعظموها من دون الله عز وجل! أو بظاهرة قطع الرؤوس بحجة أن هذا هو الجهاد في سبيل الله!

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك