رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 7 ديسمبر، 2014 0 تعليق

قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية – الخـــوارج(3)

     في هذا العدد سنتناول موقف الخوارج من الصحابة رضي الله عنهم فقد أقرت الخوارج الإمامة الكاملة لأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما – إمامة شرعية لا شك فيها، فقد أقرها لهما كافة المسلمين وكبار الصحابة آنذاك، وقد سارا على الطريق الحق طريق الله ورسوله، ولم يغيرا ولم يبدلا حتى توفاهم الله، ثم من بعدهما انتخب المسلمون خليفتين آخرين هلك الخوارج وخرجوا عن الصواب في التعامل معهما، وقد بلغ بعضهم في المغالاة في هذا الخروج الذي يؤدي إلى الكفر الصريح، بعضهم الآخر من قال بإمامة علي قبل أن يحكم، ثم ينكرون إمامته بعد قبوله التحكيم.

     ويعتقد الخوراج تكفير جمع من الصحابة رضي الله عنهم بالرغم من أن بعضهم من المشهود له بالجنة، ولكن حسب اعتقاد الخوارج بأنهم يكفرون الناس ببعض الذنوب التي اقترفوها، مع أنها في الواقع ناتجة عن اجتهاد قد يصيب وقد يخطئ. وأول من اشتد الخوارج في تكفيرهم من الصحابة - بعد عثمان وعلي – معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري وأهل التحكيم ومن رضي بهم من غيرهم. قال الأشعري: «ويكفرون معاوية وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري» وقد نصبوا العداء لمعاوية وعمرو بن العاص فوصفوهما بكل صفة سوء ونفوا عنهما كل خير، وأثبتوا لهما النار، يقول الورجلاني في (الدليل لأهل العقول): «وأما معاوية ووزيره عمر بن العاص فهما على ضلالة لانتحالهما ما ليس لهما بحال، ومن حارب المهاجرين والأنصار فرقت بينهما الدار وصار من أهل النار».

     أما موقف الخوارج من الحسن بن علي رضي الله عنه فكان على موقف أبيه نفسه، ففي كتاب (كشف الغمة) يكيل مؤلفه الافتراءات والأكاذيب على ريحانة رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فيذكر أن الحسن لما تولى الخلافة خدعه معاوية كما خدع أباه من قبل، فوعده بالخلافة من بعده، وأنه ساعد معاوية على قتال أهل النخيلة، وغيرها من الافتراءات الواهية. ويبدوا أن أولئك الخوارج نسوا أو تناسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» وقد كان ذلك بالفعل ما فعله الحسن رضي الله عنه حينما تنازل عن الخلافة لمعاوية حقنا لدماء المسلمين.

ولم يسلم طلحة والزبير – رضي الله عنهما – من الكذب والبهتان العظيم الذي أصابهما ولم يقل عما قالوه عن عثمان وعلي.

     إذاً موقف الخوارج واضح وصريح في تكفير بعض من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم صفوة خلق الله بعد الأنبياء والرسل، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابى فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» متفق عليه. وقال ابن مسعود رضي الله عنه : «إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد – صلى الله عليه وسلم – خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته , ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوبَ أصحابه خيرَ قلوب العباد فجعلهم وزراءَ نبيهِ يُقاتِلونَ على دينه» رواه أحمد. ولن يكفي هذا المقام ولا غيره في ذكر فضائل الصحابة رضي الله عنهم.

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك