رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 20 أبريل، 2015 0 تعليق

قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية- الصــوفيـة(7)

وحدة الوجود في الفكر الصوفي تعني: أنه ليس هناك موجود إلا الله، فليس غيره في الكون، وليس هناك شيء أخر معه، وما هذه الظواهر إلا مظاهر لذات واحدة هي الله؛ لذلك تجد ابن عربي في (الفتوحات المكية : 1/354) يقول: «فما في الوجود إلا الله، ولا يعرف الله إلا الله، ومن هذه الحقيقة قال من قال: أنا الله، وسبحاني كأبي يزيد البسطامي».

ثم بلغت جرأة هؤلاء الغلاة المتصوفين على الله جل وعلا، أن يقول شاعرهم محمد بهاء الدين البيطار في (صوفيات صـ27):

وما الكلب والخنزير إلا إلهنا                  وما الله إلا راهب في كنيسة

     والعجيب أنهم حاولوا استدراك هذا الخطأ البين بأسلوب اللف والدوران، فزعموا: أن البيطار يريد بقوله: «إلهنا» إلى هنا، وقد أشار تحت قدمه، لكن الشطر الآخر من البيت بهتهم وهو قول: وما الله إلا راهب كنيسة.

     هذه عقيدة القوم التي تقوم على تأليه عموم المخلوقات، فتجد أبو حمزة في جامع طرسوس إذ صاح غراب على سطح المسجد، فزعق أبو حمزة وقال: لبيك لبيك. (تلبيس إبليس صـ169-170) وأبو الحسن النوري إذا سمع نباح الكلاب قال: لبيك لبيك. (اللمع صـ492). يقول ابن أبي العز الحنفي: «وهذا القول أفضى بقوم إلى القول بالحلول والاتحاد، وهو أقبح من كفر النصارى؛ فإن النصارى خصوه بالمسيح، وهؤلاء عمموا جميع المخلوقات»وهذه العقيدة هي عين التوحيد عندهم ومن فروعها:

1- أن فرعون وقومه كاملو الإيمان، عارفون بالله على الحقيقة. (فصوص الكلام صـ21)

2- أن عبادة الأصنام حق وصواب، وأنهم إنما عبدوا الله لا غير. (هذه الصوفية: صـ34:35)

3- نقل شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الرسائل (1/184) ومن فروع التوحيد: « أنه لا فرق في التحريم والتحليل بين الأم والأخت والأجنبية، ولا فرق بين الماء والخمر، والزنا والنكاح، والكل من عين واحدة، بل هو العين الواحد»

     من هذا المنطلق فإن وحدة الوجود تجعل العباد كلهم جزءًا من الله تعالى، بل هو هم، وهم هو لا فرق... وهذا كفر مبين بنص القرآن، فكيف يكون الإنسان هو الله -تعالى- وقد خُلق من لا شيء؟! قال تعالى: {هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} (الإنسان:1). وقال تعالى في سورة (مريم:67) : { أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا}.

    إذاً هذه العقيدة في الدرك الأسفل من الكفر، فيها هدموا جميع الأديان، وأبطلوا جميع الشرائع، وساووا بين الخالق والمخلوق، والمسلم والكافر، وإنّا نبرأ إلى الله -عز وجل- من هذا الإفك العظيم.

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك