رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 27 أبريل، 2015 0 تعليق

قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية- الصــوفيـة(8)

 تقوم التربية الصوفية على محاور عدة رئيسة؛ لكي تنشئ جيلاً متصوفًا أصيلاً مؤمنًا بالفكر والمعتقد الصوفي ومنها:

أولا: الشيخ المرشد

ثانيا: الرياضة والمجاهدة.

ثالثا: الذكر.

رابعا: طلب الجنة والفرار من النار ليس هدفًا.

وسنقوم بالشرح والتحليل لتلك المحاور الأربعة؛ لكي تظهر لنا الصورة كاملة جلية حول كيفية إعداد مريدي الفكر الصوفي، ونبدؤها بالمحور الأول: الشيخ المرشد:

     وحتى يحقق غلاة التصوف مآربهم ألبسوا رجالات التصوف هالة العصمة، وأوجبوا على المريد أن يتخذ شيخًا؛ ليرشده إلى الطريق الصحيح طريق الحق والصواب، فكانت التربية في هذا المحور تقوم على:

1- وجوب اتخاذ الشيخ المرشد، قال القشيري في (رسالته صـ181): «يجب على المريد أن يتأدب بشيخ، فإن لم يكن له أستاذ لا يفلح أبدًا، هذا أبو يزيد يقول: من لم يكن له أستاذ؛ فإمامه الشيطان».

2- آداب المريد مع الشيخ: ينبغي للمريد أن يطيع شيخه في المنشط والمكره، ويستسلم له ظاهرًا وباطنًا. قال القشيري: «وألا يخالف شيخه في كل ما يشير عليه» (الرسالة القشيرية صـ182). وقال الغزالى: «ومهما أشار عليه المعلم بطريق في التعلم؛ فليقلده، وليدع رأيه؛ فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه» (إحياء علوم الدين: 1/50).

3- الشيخ الصوفي معصوم: وتلك الطامة الكبرى التي تقع على المريد، فإذا نشأ وترعرع على أن شيخه معصوم من الأخطاء، فإن كل ما يصدر عنه يصبح صحيحًا حتى وإن رأى بعضهم أن هذا الشيخ مخطئ. قال ابن عربي: «إن من شرط الإمام الباطن أن يكون معصومًا، وليس الظاهر إن كان غيره له مقام العصمة» (الفتوحات المكية: 3/183). وقال القشيري: «من أجل الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعة والعصمة من المعاصي والمخالفات» (الرسالة القشيرية صـ160).

     وعلى هذا النحو فلا يجوز للمريد الاعتراض على الشيخ أو انتقاده ولو رأى منه ما يخالف الشرع، بل السمع والطاعة ثم السمع والطاعة. يقول محمد أمين الكردي: «... ومنها ألا يعترض عليه فيما فعله، ولو كان ظاهرًا حرامًا، ولا يقول: لم فعل كذا؟ لأن من قال لشيخه: لم؟ لا يفلح أبدًا، فقد تصدر من الشيخ أشياء مذمومة في الظاهر وهي محمودة في الباطن» (تنوير القلوب صـ528). ليس هذا فحسب بل قال الشعراني: «سمعت أخي أفضل الدين – رحمه الله – يقول: حقيقة حب الشيخ أن يحب الأشياء من أجله ويكرهها من أجله؛ كما هو الشأن في محبة ربنا – عز وجل-» (الأنوار القدسية: 1/187).

إذاً.. كيف لهذا الفكر أن يفرز جيلاً قادرًا على الاجتهاد والاستنباط والتحليل وهو مأمور بالطاعة ثم الطاعة بل والتقليد الأعمى لمن يسمونهم مشايخهم المرشدين؟!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك