رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 1 فبراير، 2016 0 تعليق

قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية – الإخوان المسلمون (1)

     الإخوان المسلمون إحدى الجماعات المتواجدة على الساحة بقوة منذ عشرينات القرن الماضي، فقد أسس الأستاذ حسن البنا حركة الإخوان المسلمين في مدينة الإسماعيلة بمصر عام 1928م، وهو المرشد الأول لها، واغتيل عام 1949م، فخلفه الأستاذ حسن الهضيبي، ثم عمر التلمساني، ثم جاء حامد أبو النصر، وخلفه مصطفى مشهور، ثم مأمون حسن الهضيبي، ثم مهدي عاكف، وأخيرًا كان محمد بديع الذي حُلت الجماعة الأم في عهده، وصدر أمر قضائي مصري بِعدِّها من الجماعات الإرهابية، وذلك عقب الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي المنتمي للجماعة، فتبنت جماعة الإخوان موقفاً معادياً للدولة، وانتهجت مبدأ العنف والصدام في الفترة الراهنة.

     دعونا نعد للماضي قليلاً ونتساءل: هل جماعة الإخوان المسلمين إحدى الجماعات الإسلامية؟ أم هم جماعة المسلمين؟ إن الباحث عن الحقائق لدى الجماعات الإسلامية لا يغره عدد أفرادها أو مدى انتشارها، أو حتى عمرها الحركي؛ بل يتوجب عليه النظر إلى عقيدتها ومنهجها وفكرها، ليقارنها بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح من أهل الحديث؛ فإن وجدها متوافقة معهما فبها ونعمت، وإلا سأل الله لها الهدى، ودعاهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادل بالتي هي أحسن. وبالرغم من أن محور عمل جماعة الإخوان المسلمين هو الانتشار والتوسع في شتى الدول وكسب الأعضاء لصفوفها؛ إلا أننا نستميحهم عذرًا إذا طوينا صفحة كثرتهم، وأغفلنا سعة انتشارهم، فهذه أمور ليس لها وزن ولا تشد انتباه داع إلى الله لا يريد علوًا في الأرض، ومع هذا فالجماعة تأخذ نصب عينها هذا المبدأ؛ فهو العمود الفقري التي تستند إليه، حتى خيل لهم: أنهم جماعة المسلمين التي يجب اتباعها واقتفاء أثرها، والانضواء التام تحت لوائها.

     وهذا ليس ادعاءً بل هو تصور كامن في نفوس الإخوان المسلمين منذ نعومة أظفارهم -تأسيس الجماعة-؛ حيث خاطب مؤسس الجماعة ومرشدها الأول شباب الإخوان قائلاً: «أيها الشباب لعل من أخطر النواحي في الأمة الناهضة – وهي في فجر نهضتها - اختلاف الدعوات، واختلاط الصيحات... ومن هنا كان من واجبي أن أشرح لكم في وضوح موجز دعوة الإسلام في القرن الرابع عشر» ثم بدأ في الشرح قائلاً: (دعوة الإخوان المسلمين) أو (دعوة الإسلام في القرن الرابع عشر الهجري) (مجموعة رسائل البنا صـ174/175).

إذاً الواقع يقول: إن جماعة الإخوان المسلمين من إحدى الجماعات التي وجدت في مجتمعنا الإسلامي، حاولت واجتهدت قدر المستطاع فربما أصابت وربما أخطأت.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك