رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 19 يونيو، 2014 0 تعليق

قناديل على الدرب – الإلحــــاد(4)

تتعدد المدارس والفلسفات الإلحادية، بالرغم من كونهم جميعًا يسيرون على مبدأ واحد وهو: إنكار وجود الخالق -عز وجل-؛ لذا لن تستطيع أن تجد مدرسة معينة تجمع تحت لوائها كل الملحدين. فنشأت مدارس تستلهم من الإلحاد مادتها منها:

1- العلمانية: وتعني فصل المؤسسات الدينية عن السلطة السياسية، وقد تعني أيضاً عدم قيام الحكومة أو الدولة بإجبار أي أحد على اعتناق معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية، والهدف من ذلك بناء المجتمع على أسس مادية لا علاقة للدين فيها، وهناك بعض الدول التي تنصّ دساتيرها صراحة على هويتها العلمانية مثل الولايات المتحدة، وفرنسا، وكوريا الجنوبية، وكندا.

2- الوجودية: وهي تدعو إلى إبراز قيمة الفرد وحريته، وقدرته على أن يفعل ما يريد وقتما يريد، بعيدًا عن تدخل الرب أو الدين في ذلك، ونشأ ذلك المذهب على يد الفيلسوف (سارتر) خلال الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي.

وتقسم تلك المدرسة الفرد إلى ثلاثة أنماط من الناس، رجل جمـال، ورجل أخلاق، ورجل دين:

- رجل الجمال: هو الذي يعيش للمتعة واللذة ويسرف فيها، وشعاره (تمتع بيومك) (أحب ما لن تراه مرتين) ولا زواج عند هذا الرجل ولا صداقة، والمرأة عنده أداة للغزو وليست غاية.

- رجل الأخلاق: وهو الذي يعيش تحت لواء المسؤولية والواجب نحو المجتمـع والدولة والإنسـانية؛ ولذلك فهو يؤمن بالزواج، ولكن لا علاقة له بدين أو غيره.

- رجل الدين: وهو عندهم لا يحيا في الزمان، فلا صبح ولا مساء، (ليس عند ربكم صباح ومساء)؛ ولهذا فهو متجرد عن الدنيا، وأحواله في الجملة هي تلك الأحوال المعروفة عند الصوفية.

3- الشيوعية: ونشأت على يد (كارل ماركس)، وتستهدف تأسيس مجتمع ثوري اشتراكي خالٍ من الطبقات مبني على الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج، ولكن مبدأها في ذلك عدم وجود إله, وأن الحياة مادة، اعتنقها الاتحاد السوفييتي وحكامه، وصارت شعارًا له، وأنشأت الأحزاب الشيوعية التي تجهر صراحة بهذه المدرسة الفلسفية إلى الآن حتى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

4- (عبدة الشيطان): وهي إحدى المدارس التي غزت العالم العربي الإسلامي في فترة وجيزة، ووصلت إلى عقر دار المسلمين، فهي فكرة عبثية إلحادية شيطانية، وثنية في طقوسها، يهودية في دعمها، تنكر وجود الله -عز وجل-، وترفض الأديان قاطبة، وليس لها هدف سوي التلذذ والتمتع فقط. تقوم تلك المدرسة على سماع أغان هستيرية شاذة يصل الأمر في بعض كلمات هذه الأغاني وتصويرها إلى الاستهزاء بالإله الخالق -عز وجل- وتمجيد الشيطان ومناجاته، فرقة تكفر بجميع الأديان والمعتقدات، وتمجد السحر، وتنتشر في صفوفها أنواع المخدرات والخمور!

ليس هذا وحسب، بل هناك المزيد من تلك المدارس والفلسفات التي تدعي أنها تحرر الإنسان من القيود، وتصل به إلى الحرية والديمقراطية، ولكن هدفها الخفي الأكبر هو الإلحاد وإنكار وجود الله -عز وجل-.

والله المستعان والموفق.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك