رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 6 مايو، 2014 0 تعليق

قناديل على الدرب – الإلحــاد (1)


 
الإلحاد لغةً: أي الميل عن القصد.

واصطلاحًا: إنكار وجود الله عز وجل.

والملحدون: هم الذين لا يؤمنون بوجود الله سبحانه وتعالى، ولا يؤمنون بوحدانيته في ربوبيته وألوهيته.

وهؤلاء الملاحدة يقرون بأن الكون وُجد بلا خالق، وأن المادة أزلية، فهي الخالق والمخلوق معًا، وبالتالي فإنهم يكفرون بالأنبياء والرسل ويجحدون الأديان قاطبةً.

وينقسم الملحدون إلى صنفين:

أولهما: من يعتقد بنفي الله عز وجل.

ثانيهما: وهم (اللا أدرية) وأطلق عليهم هذا الاسم؛ لأنهم يقولون: لا ندري، هل يوجد رب خالق أم لا.

إذاً هناك رابط يربط بين الصنفين، وهو عدم الإيمان بوجود الخالق عز وجل، وإن اختلفت درجات الكفر والإلحاد، فالصنف الأول يجزم بإلحاده وكفره بالله تعالى، والصنف الثاني على شك من أمره.

     والجدير بالذكر أن وجود الإلحاد قديمًا في الناس قليل؛ فلم يذهب إلى إنكار الله -عز وجل- في القديم إلا شرذمة قليلة من البشر، من أشهرهم: فرعون حينما قال: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} (الشعراء: 23). وعلى السياق نفسه ذهب إليه بعض مشركي العرب الذين يطلق عليهم (الدهرية) وهم القائلون بقدم العالم وإنكار الصانع، وقد ذكرهم الله -سبحانه وتعالى- في سورة الجاثية: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} (الجاثية:24).

يقول (بلو تارخ) أحد مؤرخي الإغريق: «لقد وجدت في التاريخ مدنا بلا حصون، ومدناً بلا قصور، ومدناً بلا مدارس، ولكن لم توجد أبدًا مدن بلا معابد». إذاً نظرية الإلحاد وفكرة عدم وجود الخالق لم يكن لها رواجًا بين الناس قديماً.

     وقد اختلف الأمر كثيرًا في العصر الحديث، مع التطور التكنولوجي والطفرات الصناعية الحديثة التي ظهرت في الغرب في نهايات القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر، والموقف الهش للديانة النصرانية في القرون الوسطى، والحروب والجرائم والانتهاكات التي قامت باسم الدين؛ بدأت بوادر ظهور تيارات تعلن الإلحاد وتنفي وجود الخالق سبحانه وتعالى. وظهر عصر المفكرين والفلاسفة مثل، (نيتشه) الذي أعلن في مقالته المشهورة: (موت الخالق الأعظم)، ومقالته الأخرى: «إن الدين فكرة عبثية وجريمة ضد الحياة، و(ماركس) و(فرويد) و(داروين)؛ حيث اعتمدوا على تحليل الظواهر العلمية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية بطرق عدة ليس لاعتقاد الخالق فيها أي أثر. من هنا أخذت أفكار الملحدين في هذه المرحلة منحى النفور من الدين، وذلك لتناقض العقل مع تصرفات الكنيسة. والله المستعان والموفق.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك