رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 10 أغسطس، 2014 0 تعليق

قناديل على الدرب – الإلحاد (6) نظرية الانفجار العظيم

نظرية الانفجار العظيم إحدى النظريات الإلحادية الهشة التي لا تقنع العقول ولا تشفي الصدور، بل تزيدنا إصرارًا على أن هؤلاء الملاحدة ما هم إلا مجموعة من الأغبياء، وإليكم خلاصة هذه النظرية:

تزعم تلك النظرية أن أصل الخلق كان كريَّة بسيطة ذات خلية واحدة، تلك الكرية صغيرة جدًا كرأس المسمار أو الدبوس، وكانت تسبح في اللازمان واللامكان، وفجأة انفجرت منذ 15 مليار سنة، فنتج عن هذا الانفجار تكوَّن هذا الكون تدريجيًا.  فحسب هذه النظرية أن أصل الكون كله رأس دبوس!!

وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤلات عدة ملحة: من أين أتى رأس الدبوس هذا؟! ومن أين منشؤه؟! وما معنى اللازمان واللامكان؟! لم نر من الملاحدة إجابة إلى الآن.

ثم لماذا قررت هذه الكريَّة الانفجار؟! ولما كانت ساكنة من الأصل؟! وما ميزة اللحظة التي قررت أن تنفجر فيها؟! ومن أمرها بالانفجار في هذا الزمن تحديدًا؟!

ثم كيف ينتج من كريّة صغيرة كرأس الدبوس عالماً بديعًا في خلقه منظمًا في تكوينه؟! كانت الإجابة بأن حدث كل هذا نتيجة تفاعلات أنتجت خلايا، فتجمعت تلك الخلايا مكونة هذا الكون البديع المنظم في كل شيء. وعندما سئلوا: كيف حصل هذا الاجتماع للخلايا؟ وكيف وجدت الحياة من الجماد؟

كانت الإجابة كعادتهم: حدث كل هذا تلقائيًا! صدفة! لذلك كانت الصدفة عند الملاحدة هي رب العالمين الخالق لهذا الكون. فالصدفة عندهم أوجدت السموات والأرض، والشمس والقمر، والبحار والأنهار، وبها خُلق الإنسان والحيوان والنبات، وبالصدفة تلك وجد العقل والإحساس...

     هذا ما فهمه واقتنع به علماء الملاحدة أصحاب تلك النظريات العقيمة التي إن دلت، فلا تدل إلا على غباء قائليها والمعتقد بها. على النقيض من ذلك ما فهمه أعرابي لم يحمل شهادات في الرياضيات ولا في الفيزياء، ولم يدرس نظريات (داروين) ولا (نيتشه)، وإنما نطقت فطرته السوية التي فطره الله -عز وجل- عليها حينما سئل: بم عرفت ربك؟ رد بإيمان شديد، فقال: «البعرة تدل على البعير، والروث يدل على الحمير، وآثار الأقدام تدل على المسير؛ فسماء ذات أبراج، وبحار ذات أمواج، أما يدل ذلك على العليم القدير؟!» (نفح الطيب:5/289)

حتى الطفل الصغير ما إن تضربه من الخلف مداعبًا له، يلتفت مسرعًا ليرى من صاحب تلك الضربة، لأنه مفطور على أن كل حدث لابد له من مسبب، قال تعالى: {وفطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله} (الروم:30) وهذا ما غفل عنه أولئك الملحدون.

والله المستعان والموفق.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك