قناديل على الدرب- {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}
مما لا شك فيه أن حب نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم والدفاع عن كل ما يمسه من سوء، واجب علينا نحن مسلمي هذا الزمان، ندافع عنه وعن سيرته الطيبة بكل ما نملك من غالٍ ونفيس؛ ولذلك قامت لجنة الدعوة والإرشاد التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي «فرع الأندلس» -جزى الله القائمين عليها خير الجزاء- بإقامة ندوة أطلقت عليها {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}؛ حرصاً منها على توعية المسلمين بما يحدث من إساءة واضحة وعلنية لنبي الرحمة ونور البشرية محمد صلى الله عليه وسلم .
كيف ندّعي أننا نحب نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ونقف عاجزين مكتوفي الأيدي عن نصرته؟! أما سمعت قوله صلى الله عليه وسلم : «من رأى منكم منكراً فليغيره...» أي منكرٍ أفظع وأبشع من سب الرسول صلى الله عليه وسلم علانية، ومِنْ مَنْ؟! أيها المسلمون أفيقوا من سباتكم، ألا تتذكرون بالأمس القريب الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم من بعض رسامي الكاريكاتير الأوروبيين؟! واليوم انتقلت عدوى الإساءة إلى الكويت دولة التوحيد.
أما سمعتم عما حدث في مصر عندما سب أحد نواب مجلس الشعب داعية إسلاميا، وأحد رجالات العسكر المتولين زمام الأمور هناك، فوراً تم تحويله إلى الهيئة التأديبية بالمجلس لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه ذلك النائب؟! ولكن هذا جائز بين البشر، أما أن يتحدث شخص من عوام الناس بما يسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلا بد أن نقف وقفة صارمة تجاه من يمس بطرف عينه إلى الحبيب المصطفى خير خلق الله جميعهم؛ لذلك أطالب الحكومة ونواب مجلس الأمة اليوم وليس غداً بإصدار التشريعات اللازمة الصارمة والرادعة لكل من تسول له نفسه، أو لكل من يتخبطه الشيطان، أن يسب الذات الإلهية أو النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وتوقيع أقصى العقوبات وأغلظها وهي الإعدام على مرتكب ذلك الفعل الدنيء؛ لكي يكون عبرة لغيره من عديمي الدين وناقصي العقول.
ولتكن تلك القوانين والتشريعات مصدرها الأساسي الشريعة السمحة شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأنها شريعة سماوية من عند الله تعالى لا تبديل فيها ولا تحريف، بعكس القوانين الوضعية البشرية الموجودة حالياً التي تخضع للأهواء والميول، إنها الشريعة الإسلامية التي تحدد لكل فرد ما له وما عليه من حقوق وواجبات وتعاقب من يخالف ذلك، والله المستعان.
لاتوجد تعليقات