رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 30 مايو، 2016 0 تعليق

قمة إنسانية غير مسبوقة في اسطنبول- أمير الكويت: لابد من إنهاء الصراعات والتوترات لمواجهة الأزمات الإنسانية

سمو الأمير: الجميع أمام فرصة سانحة لإجراء حوار عالمي يستشعر التحديات ويجتهد في إيجاد حلول لها، ويشمل منع الصراعات وإنهائها، وبحث المعايير التي تكفل حماية الإنسان

الكويت عرفت منذ القدم بإيمانها المطلق بالمبادئ الإنسانية والأيادي الممدودة دائما بالخير وانتهاج سياسة، تحث على تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب والدول المحتاجة

أردوغان: على المجتمع الدولي «تحمل مسؤولياته»، لأن النظام الحالي غير كاف، فالعبء يقع حصرًا على عدد من الدول؛ حيث تستقبل تركيا وحدها حوالي ثلاثة ملايين لاجئ، بينهم 2.7 مليون سوري

(ميركل): يجب التوقف عن قطع الوعود الفارغة بالمساعدة فالعالم ما زال يفتقد إلى أنظمة مساعدات إنسانية تناسب المستقبل

 

اختتم في اسطنبول الأسبوع الماضي أعمال مؤتمر القمة العالمية للعمل الإنساني؛ حيث شارك في المؤتمر قادة دول ورؤساء حكومات ومنظمات غير حكومية من العالم أجمع برعاية الأمم المتحدة، وقد استهدفت القمة إجراء إصلاح جذري لطريقة التعامل مع الأزمات الإنسانية الناجمة عن النزاعات.

     وانطلقت القمة التي يشارك فيها حوالي  6000 شخص بينهم أكثر من ستين رئيس دولة وحكومة بالصورة الجماعية المعهودة، تلتها مراسم افتتاح شارك فيها الممثل (دانيال كريغ) الذي أدى دور الجاسوس البريطاني الشهير (جيمس بوند).
وقال (كريغ): إن هذه القمة قادرة على «إطلاق أهم حركة إنسانية في تاريخنا» محذرا من إصدار «كلام فارغ» لن يستتبع بأفعال.

مؤشر قوي على مواجهة التحديات

وفي كلمته التي ألقاها في القمة أكد حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه- أن القمة الإنسانية العالمية مؤشر واضح على تفاعل المنظمة الدولية والعالم بأسره مع التحديات الخطيرة التي يواجهها المجتمع الدولي.

     وقدم سموه الشكر للقائمين على المؤتمر قائلاً: أتقدم إليكم بجزيل الشكر والامتنان لاستضافتكم أول قمة إنسانية تعقد استجابة لمبادرة من معالي (بان كي مون) الأمين العام للأمم المتحدة؛ وذلك في مؤشر واضح على تفاعل المنظمة الدولية والعالم بأسره مع التحديات الخطيرة التي يواجهها المجتمع الدولي، واستمرار الحروب والنزاعات، وانتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف.

توتر عالمي

     ثم أشار سموه إلى أن هذه القمة جاءت بعد أن تصاعد التوتر في أرجاء العالم، وازدادت الصراعات ومناطق عدم الاستقرار، فضلا عن تنامي الكوارث الطبيعية التي ساهمت مجتمعة في مضاعفة أعداد اللاجئين والمشردين حتى بلغت -وفق آخر الإحصاءات التي صدرت عن الوكالات الدولية المتخصصة- ستين مليون لاجئ ومشرد، كما أن أعداد الأشخاص الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة، أو تحت خط الفقر قد تجاوزت المليارين ومئتي مليون شخص.

سبيل المواجهة

     مؤكدًا على أن هذه الحقائق والبيانات غير المسبوقة تستوجب منا لمواجهتها والتصدي لها أن نسير في مسارين متوازيين، الأول: العمل على إنهاء الصراعات وبؤر التوتر ولاسيما تلك المزمنة منها، والثاني: الاستجابة السريعة والفعالة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الضرورية للمحتاجين وضمان الحياة الكريمة. لهم إن هذه المساعي تدعونا لتفعيل الدبلوماسية الإنسانية ودفعها بالنهج الذي يخفف من آلام البشرية واحتياجاتها.

فرصة سانحة

     ثم أكد سموه على أن الجميع أمام فرصة سانحة تتيح لهم في هذه القمة إجراء حوار عالمي تم الإعداد له بعناية فائقة، وفق جدول أعمال يستشعر التحديات، ويجتهد في إيجاد حلول لها، ويشمل منع الصراعات وإنهائها، وبحث المعايير التي تكفل حماية الإنسان، والعمل بأسلوب مختلف لإنهاء العوز، والاستثمار في البشرية من خلال تنويع نظم التمويل الإنساني وتحسينه، والمساواة في الدعم لكافة الدول والأفراد بما يحقق التوازي.

إن هذا الحوار سيقود حتما إلى توصيات واضحة، تضمن لنا استجابة إنسانية سريعة وفعالة، وتمكننا من التعاون مع الأمم المتحدة لابتكار آليات وأفكار خلاقة لتحقيق الاستجابة المطلوبة للتعامل مع أزمات متعاظمة وكوارث متلاحقة.

إيمان الكويت بالمبادئ الإنسانية

     كما أكد سموه أن الكويت عُرفت منذ القدم بإيمانها المطلق بالمبادئ الإنسانية والأيادي الممدودة دائما بالخير، وانتهجت سياسة تؤكد هذا النهج، وتحث على تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب والدول المحتاجة، فقد تخطى إجمالي ما قدمته الكويت من مساهمات في المجال الإنساني خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من ملياري دولار أمريكي، تبوأت معها المرتبة الأولى عالميًا في تقديم المساعدات بالنسبة لإجمالي الدخل القومي؛ وذلك وفقا لعدد من الإحصائيات الدولية؛ إذ بلغت المساعدات التنموية التي قدمتها بلادي الكويت ما معدله ضعف النسبة المتفق عليها دوليا من الناتج المحلي.

     كما أشار سموه إلى ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من معاناة مستمرة نتيجة للغارات المتواصلة، وعجز المجتمع الدولي عن وضع حد لها؛ مما يؤكد حتمية قيام هذا المجتمع وعلى الأقل بدور إنساني، وقد أدت بلادي الكويت دورا رائدا في مواجهة أكبر كارثة إنسانية يشهدها الأشقاء في سوريا عبر تنظيمها واستضافتها لثلاثة مؤتمرات للمانحين لدعم الوضع الإنساني فيها ومشاركتها رئاسة المؤتمر الرابع الذي عقد في لندن مع كل من بريطانيا وألمانيا والنرويج.

     وقدمت دولة الكويت منفردة في هذه المؤتمرات مليارا وستمائة مليون دولار أمريكي تم سداد استحقاقات المؤتمرات الثلاث الأولى، وجار سداد تعهدات المؤتمر الرابع والبالغة ثلاثمائة مليون دولار أمريكي وفق الدفعات المتفق عليها زمنيا؛ حيث باشر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بوضع البرامج الخاصة بالمشاريع التي سيتم تمويلها في دول الجوار، وكذلك حددت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي البرامج التعليمية في تلك الدول وفق التزام هذه السنة.

فرصة تاريخية غير مسبوقة

     كما أكد سموه على أن هذه القمة الإنسانية تعد فرصة تاريخية غير مسبوقة لتحديد أهدافنا، وتوحيد جهودنا، وتنسيق عطائنا؛ فالتحديات كبيرة، والمشكلات التي تواجهها البشرية والعالم خطيرة، ولاسيما ونحن نجتمع برعاية الأمم المتحدة ووفق ميثاقها ودور وصلاحيات وكالاتها المتخصصة الفاعلة التي تمكننا أن نعمل في إطارها لتحقيق غاياتنا.

صياغة مستقبل مختلف

وفي كلمته في افتتاح القمة قال الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون): «منذ الحرب العالمية الثانية لم نشهد إطلاقا هذا القدر من الأشخاص المضطرين لمغادرة ديارهم» مضيفا: «نحن هنا لصياغة مستقبل مختلف».
وتابع: «هذه المهمة ليست سهلة»، وتحقيق الأهداف يتطلب «إرادة سياسية على مقياس لم تعهده في السنوات الأخيرة».
     وتعتزم القمة التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) الخروج بسلسلة «أنشطة والتزامات ملموسة» لمساعدة البلدان على تحسين استعداداتها لمواجهة الأزمات، ووضع نهج جديد للتعامل مع النزوح القسري وضمان مصادر تمويل موثوقة لمعالجتها.

تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته

أما مضيف القمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فناشد المجتمع الدولي «تحمل مسؤولياته»، مضيفا: أن «النظام الحالي غير كاف؛ فالعبء يقع حصرًا على عدد من الدول، مذكرًا باستقبال بلاده حوالي ثلاثة ملايين لاجئ، بينهم 2.7 مليون سوري.

مضيفًا: أن «الحاجات تتزايد يوميا، لكن الموارد لا تتبعها بالضرورة»، منددا «بتهرب عدد من أفراد المجتمع الدولي من مسؤولياته، ونحن: « نقطع الوعود هنا اليوم، لكن علينا إرفاق القول بالفعل» متابعا: «عندئذ تصبح مشاكلنا كلها محلولة».

الوعود الفارغة

أما المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) فدعت في الافتتاح إلى التوقف عن قطع الوعود الفارغة بالمساعدة.
وقالت: «قطعت وعود فضفاضة ولا تصل أموال المشاريع. يجب أن يتوقف ذلك».

وأضافت: إن العالم ما زال يفتقد إلى أنظمة مساعدات إنسانية «تناسب المستقبل».
     لكن الالتزامات التي قد تقطع في القمة ليست ملزمة؛ ما أثار التشكيك في جدواها  مؤكدة أننا« بحاجة إلى إجماع دولي جديد لصالح احترام القانون الإنساني الدولي» متابعة «سواء في سوريا أم غيرها، إننا نشهد تعرض مستشفيات ومرافق صحية للقصف المنهجي».

 

 

 

جمعية إحياء التراث تشارك في معرض المؤتمر

      وعلى هامش المؤتمر أقيم معرض للمؤسسات الإنسانية، شاركت فيه جمعية إحياء التراث الإسلامي  بناء على دعوة وزارة الخارجية الكويتية للجمعيات الخيرية في الكويت لتمثيل دولة الكويت في معرض مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني الذي بدأت أعماله في (اسطنبول).

     وقد مثل وفد الجمعية كل من: أمين سر الجمعية وليد الربيعة - ، وعضو مجلس الإدارة براك البرجس، وقد ضم جناح الجمعية العديد من الإصدارات والوسائل الإيضاحية، التي تبرز الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به دولة الكويت، ولاسيما جمعياتها الخيرية في هذا الصدد.

     وقد أصدرت الجمعية نشرة خاصة بالمؤتمر باللغة الإنجليزية تعرض أبرز مشاريعها وأعمالها الإنسانية ولاسيما في مجال الإغاثة الإنسانية بأنواعها، ثم المشاريع التعليمية في مختلف أنحاء العالم التي تجاوزت الستمائة مشروع، ما بين مدرسة ومعهد وحاضنات حرفية، كذلك عرضت النشرة إنجازات الجمعية في توفير مياه الشرب عبر إنشاء الآبار بمختلف أنواعها وخزانات المياه وغيرها، أما القسم الرابع فعرض مشاريع الجمعية في المجال الصحي من مستشفيات ومراكز صحية وغيرها .كما عرضت النشرة لنبذة مختصرة عن موقفها من التطرف والإرهاب ومحاربتها له.

     من جانبه صرح   الربيعة، قائلاً: إن المشاركة الكويتية بقمة العمل الإنساني نابعة من كون سمو أمير البلاد قائدا للعمل الانساني، ودولة الكويت مركزا له، مضيفًا أن مشاركة الجمعية يستهدف إبراز دورها في الجانب الإنساني في المساعدات الإغاثية والطبية والتعليمية، والمعيشية في جميع دول العالم للذين يعانون من الكوارث الطبيعية والحروب.

وأوضح ان العمل الخيري الإنساني الكويتي يتم بالتعاون مع وزارة الخارجية الكويتية لضمان إيصال المساعدات إلى مستحقيها وبعيدا عن الشبهات.

وأشار إلى أن الجمعية لها إسهامات كبيرة للاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا منها: إنشاء مراكز إيواء وتزويدهم بالخيام، ورعاية الأسر والأيتام، وتوفير الخدمات التعليمية وتمويل المدارس.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك