رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري 18 نوفمبر، 2014 0 تعليق

قل مع الكون: لا إله إلا الله (8) الأسماع والأبصار والجلود تشهد لله على أصحابها

ويوم القيامة يسلب الله -سبحانه- تسخيره الأجساد لأصحابها فتطيع إلهها، وتنطق الأسماع والأبصار والجلود وتشهد لله تعالى على أصحابها. قال تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ* حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (فصلت : 19-21 ).

حتى النار تعبد الله العزيز القهار- سبحانه وتعالى-:

فالنار وحرُّها ولهيبها يعبدون الله -تعالى- ويخضعون لقهره وسلطانه فإن أراد أن تحرق أحرقت وإن أراد الله أن تصبح النار بردًا، ولهيبُها نسيمًا عليلًا وحرُّها هواءً جميلًا لأطاعت أمره وخضعت لقهره.

فمن ذلك حين أُلقي إبراهيم - عليه السلام - في النار قال تعالى:

{قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلى إبراهيم} (الأنبياء : 69).

الذئب يدعو إلى «لا إله إلا الله».

     عن أهبان بن أوس-رضي الله عنه - قال: «كنت في غنم لي فشدَّ الذئب على شاة منها، فصحت عليه، فأقعى الذئب على ذنبه يخاطبني وقال: «من لها يوم تنشغل عنها؟ تمنعني رزقًا رزقنيه الله تعالى؟ فصفَّقْتُ بيدي وقلت: والله ما رأيت سيئًا أعجب من هذا، فقال الذئب: أعجب من هذا، هذا رسول الله بين هذه النخلات يدعو إلى الله» «فأتى أهبان رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وأسلم»

الهدهد تهتدي على يديه أمة.

الهدهد يغار على «لا إله إلا الله» وعلى توحيد الله!

     فقد حَزِن الهدهد أن غير الله يُعبد، وتألم أن غير الله يُركع له ويُسْجد، فانظر إلى همته العليَّة، واستمع إلى لهجته الجادة القَويَّة وهو يحدث سليمان عليه السلام عن قوم سبأ فقال: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿22﴾إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿23﴾وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿24﴾أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿25﴾اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } (النمل : 22-26).

حب الخلق للدعاة إلى الله:

     عن أبي أمامة-رضي الله عنه - أن النبي رضي الله عنه قال: «إن الله وملائكته وأهلَ السماوات والأرض حتى النملة في جُحْرها، وحتى الحوتَ ليُصَلٌّون على معلمي الناس الخير». رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وفي رواية أخرى: «وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء». رواه أبو داود والترمذي.

النمل أمة تسبح الله:

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول رضي الله عنه يقول: «قرصت نملة نبيًا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأُحرقت؛ فأوحى الله إليه أنْ قرصتك نملةٌ أحرقت أمَّة من الأمم تسبحا».

أعظم من شهد أن «لا إله إلا الله»

الله وملائكته وأولو العلم:

قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (آل عمران : 18).

أخبث من اعترف بها

فهذه شهادة من «إله الباطل لإله الحق».

شهادة مَنْ قال: «ما علمت لكم من إله غيري»

اعتراف مَنْ فرعون نهديه إلى كل فرعون متكبر جبار في كل زمان ومكان، اسمعوا لإمامكم وهو يُقِرُّ بالتوحيد، وانظروا لقدوتكم وهو يخضع لرب الوجود وإله العبيد فيما لا ينفع فيه ملكٌ ولا تاجٌ ولا جنود.

قال تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} (يونس : 90-92).

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك