رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري 3 نوفمبر، 2014 0 تعليق

قل مع الكون: لا إله إلا الله (6) «ذلكم الله ربكم»

«ذلكم الله ربكم»

مَن الربُّ؟

ماذا يفعل الربُّ لخلقه؟ كل إجابة في كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم على هذا السؤال هو ما يسمى بـ(توحيد الربوبية).

من ربك؟  ذلكم الله ربكم

من رضي بالله ربًا دخل الجنة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من قال إذا أصبح: رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا، فأنا الزعيم لآخُذَنَّ بيده حتى أدخله الجنة».

ماذا يفعل الرب؟ ما صفات الرب؟

إبراهيم يصف الربَّ سبحانه فقال: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)} (الشعراء: 77-82).

فالنعم كلها من الله قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (النحل: 53).

الربُّ هو الشافي وحده: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أذهب البأس ربَّ الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما».

الرب هو الخالق وحده لكل شيء: قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (الزمر: 62).

الرب هو الرازق وحده: قال تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (العنكبوت: 60).

الرب يُحيي ويُميت: قال إبراهيم عليه السلام: {ربي الذي يحيي ويميت} (البقرة: 258). 

الرب هو الذي يُعَلِّم: قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } (العلق: 1-5).

وصف جامع للرب: قال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى } (الأعلى: 1-5).

نوح عليه السلام يدعو قومه إلى ربهم بكلامٍ تدمع له القلوب قبل العيون:

     قال نوح لقومه: {لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا(14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وجعل الْقمر فِيهِنّ نُورا وجعل الشّمْس سِراجا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِّتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا} (نوح: 13-20).

العبادة حقٌ للربِّ وحده سبحانه:

إذا كنت لم تخلق بنفسك فإنك لم تخلق لنفسك إنما خُلِقت لله وعبادته.

قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56).

وقال تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُﭞ} (الأنعام: 102).

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة:21- 22).

أممُ لا تعرف ربها

فقد أغوى الشيطان أُممًا، وأضلَّ عقولًا حتى نسوا ربهم، فمن هؤلاء الذين لم يعرفوا خالقهم ورازقهم - سبحانه وتعالى.

قوم ثمود كفروا ربهم:  قال تعالى: {أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ} (هود: 68).

فرعون لا يدري من ربه:

فقد قال فرعون: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ } قال موسى عليه السلام}: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ } (طه: 49-50).

قارون لا يعرف مَنْ يرزقه:

     فقال له علماء قومه: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (القصص: 77). فقال لهم: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي} (القصص: 78). وكانت النتيجة: قال تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ} (القصص: 81).

اليهود والنصارى يتخذون أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله: 

عن عدي بن حاتم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم  يقرأ هذه الآية: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} (التوبة: 31). فقلت: إنا لسنا نعبدهم، قال: «أليس يحرمون ما أحل الله فتُحرِّمونه ويحلون ما حرَّم الله فتحلونه؟» فقلت: بلى، قال: «فتلك عبادتهم». 

ويظنون أن المغفرة بأيديهم:

فإذا أخطأ أحدهم يذهب إلى ما يُسمى عندهم بـ (البابا) ويجلس على كرسي يُسمى بـ (كرسي الاعتراف) ثم يقص عليه أحداث ذنبه وتفاصيل خطيئته طالبًا المغفرة، فيقول له: اذهب فقد غفر لك الرب، يطلب من عبدٍ مثله يخطئ كبقية البشر ويذنب كسائر المذنبين.

قال النبي صلى الله عليه وسلم : «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».

سبحان الله عما يصفون، هكذا يكون قد ارتكب إثمين عظيمين:

- أولهما- الشرك بالله؛ لأنه لا يدري أن الله وحده هو الغفار للذنوب، قال تعالى: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّه} (آل عمران: 135)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».

- ثانيهما- أنه قد فضح نفسه لعبد مثله لا يملك له نفعًا ولا ضرًا، ومثل هذا لا يغفر له، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل عملًا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه». رواه البخاري ومسلم.

الشيوعيون ينكرون أن لهذا الكون ربًّا:

     فلا يؤمنون بأن لهذا الخلق خالقًا ولا للرزق رازقًا، ويقولون إن الطبيعة هي المادة الفاعلة والمُوجِدة لهذا الكون، وإن هذا الوجود أزلي ليس له بداية وليس له نهاية، ومن عقائدهم إنكار وجود الله وكل المغيبات، ومن كلامهم الخبيث: «نؤمن بثلاثة: ماركس، ولينين، وستالين، ونكفر بثلاثة: الله، والدين، والملكية الخاصة. عليهم لعنة الله إلى يوم الدين». 

سبحان الله يمشون على أرضٍ لا يدرون من بسطها. وتحت سماءٍ لا يعلمون من رفعها.

ويأكلون زروعًا لا يعرفون من أثمرها.

ويشربون من أنهار لا يعرفون من فجَّرها.

{أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الأعراف: 179).

الحيوانات تعرف مَنْ خلقها ويرزقها:

الذئب يعرف مَنْ يرزقه:

قال النبي صلى الله عليه وسلم : «بينما راعِ في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منه شاة فطلبة الراعي فالتفت إليه الذِّئب فقال: مَنْ لها يوم السَّبع يوم ليس لها راع غيري»وفي رواية أحمد قال الذئب: «ألا تتقي الله؟ تحول بيني وبين رزق ساقه الله إليَّ».

البقرة تعلم من خلقها: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «بينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها فالتفتت إليه فكلَّمته فقالت: إني لم أخلق لهذا ولكني خُلِقت للحرث. فقال الناس: سبحان الله».

قال النبي صلى الله عليه وسلم : «فإني أُو من بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب».

هل يكفي بأن تُعَرَّف بأن الله رب لتكون مسلمًا؟

الإجابة على هذا السؤال تكون بما نطق به القرآن وجاءت به السُّنة وإليك بعضه

كفار قريش يعلمون أن الله هو الخالق:

قال تعالى:  {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (لقمان: 25).

فمن أقرَّ بالله ربًّا ولم يعبده وحده أو اتخذ معه معبودًا آخر لم ينفعه ذلك الإقرار؛ إذا إنه أقرَّ بالنعمة ولم يشكر من أنعم بها سبحانه ويعترف بأن الله هو الخالق الرازق... وحده ولكنه لا يعبده وحده. يعترفون بأن الله رب ثم يعبدون غيره!!

يعبدونهم ليقربوهم من الله: قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ} (الزمر:3).

فتراه قد اتخذ إلهًا غير الله أو معه يحبه كحب الله، ويدعوه من دونه، ويتوسل إليه، ويتوكل عليه، وينذر وينحر له (سبحان الله عما يصفون).

إبليس- عليه لعنه الله- يعلم أن الله ربّه وخالقه:

فقال إبليس- عليه لعنة الله- لله سبحانه: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (الأعراف: 12).

ويعلم أن الحياة والموت بيد الله وحده:

فلما أراد إبليس الإفسَاد في الأرض وإضلال بني آدم إلى يوم القيامة سأل الله أن يُحييه إلى يوم القيامة ولا يميته.  قال تعالى عن إبليس: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} (الحجر: 36-37).

ومن أجل ذلك من عرف الله ولم يعبده لم تنفعه معرفته تلك، كمن يعلم أن الله هو الإله الحق ولا يعبده ويأبى أن يركع له ويسجد. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة».

وقال أيضًا: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك