رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 18 فبراير، 2019 0 تعليق

قبل العملية.. فيم تفكر؟

 

- يتعرض بعض الناس لكثير من الأمراض، تتطلب منهم إجراء عملية جراحية رئيسية، وتكون هذه العملية حدثا مفصليا في حياة الإنسان؛ فترى  كثيراً منهم يراجع ما مر به في حياته السابقة، ويتأمل عمله وما فرط وضيع! ولكن أمله في كرم الله وسعة حلمه في التجاوز عن سيئاته كبير.

- وفي مثل هذا الظرف الصعب، يجد هذا الإنسان من يقف معه، ويسأل عنه، ويشد من عزيمته، ويدعو له، ويُهوِّن عليه شدته، سواء من الأهل أم من الإخوة أم من الأصدقاء.

- وعادة يقوم الأطباء بتقديم شرح مقبول عن طبيعة العملية، والإجراءات التي سوف يتم اتخاذها؛ فيخبرون المريض بالمخاطر التي قد تترتب عليها؛ لذا قد يظهر القلق عليه نوعا ما، وينتابه الخوف أحيانا، ولكن يجب أن يسيطر عليه الرضا بقضاء الله وقدره، ويضع ثقته باللطيف الخبير، ويدعو الله أن تؤول النتائج إلى خير، وأن تنجح العملية، ولا تترك أثرا سلبيا.

- وينبغي على المريض تحري الرقية الشرعية والدعاء المناسب في مثل هذه الظروف، وأن يتعلق قلبه بالدعاء لله والإلحاح في الطلب، وعليه أن يتصدق أو أن يتصدق عنه غيره.

- كما ينبغي أن يعرف بعض الأحكام الشرعية في العبادات مثل التيمم إن لم يستطع استعمال الماء، والفطر في رمضان إن شَقَّ عليه الصيام.

- والواجب على المريض في أحواله جميعا أن يصلي قائما أو جالسا أو مضطجعا، أو مستلقيا؛ لأن الله -سبحانه- يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (التغابن:16) والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال للمريض: «صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقيا»، هكذا أمره النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ فالمريض يفعل ما يستطيع، يصلي قائماً أو قاعداً، أو على جنبه الأيمن أو الأيسر والأيمن أفضل، فإن عجز صلى مستلقياً ورجلاه إلى القبلة. وللمريض أن يجمع بين الصلاتين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ولا يقصر فيهم، لكن  المسافر فقط هو الذي يقصر ويجمع سواء كان صحيحا أم مريضا.

- وينبغي مساعدة المريض حتى يصلي ولو كانت ملابسه، أو فراشه قد ألمَّ بهما نجاسة {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم} (التغابن:16)، لكن إذا تيسر تغيير الملابس والفراش فهذا واجب. وإذا كان عقله حاضراً فعليه الصلاة، وإن كان في غيبوبة فلا صلاة عليه، وإذا أخذ المخدر وتأخر استيقاظه يوماً أو يومين فهذا مثل النائم إذا استيقظ يصلي ما ترك؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك».

- ولا حرج على المريض في البكاء إذا كان بدمع العين فقط لا بصوت؛ ولا حرج عليه أيضا في إخبار الأقارب والأصدقاء بمرضه، مع حمد الله وشكره والثناء عليه، وسؤاله العافية.

- وعلى المريض أن يصبر ويحتسب؛ لقوله -تعالى-: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر:10) وقوله -تعالى-: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة:155-157)، ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما يصيب المسلم من نصب (تعب) ولا وصب (الوجع الدائم) ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه» متفق عليه. وقوله -عليه الصلاة والسلام-: «من يرد الله به خيرا يُصِبْ منه». رواه البخاري.

- والمقصود أن من أراد الله له الخير ولاسيما في الآخرة برفع الدرجات وحط الخطايا والسيئات فإنه يبتليه؛ فيصيبه في نفسه أو ولده أو ماله؛ فإذا استشعر المؤمن تلك الإرادة الإلهية المباركة زال عنه حزنه وألمه، وحمد الله كثيرا.

لندن 15/2/2019

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك