رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: جهاد العايش 7 يناير، 2014 0 تعليق

قبل الاختراق وخلط الأوراق- احذروا الاختراق الصهيوني للدعوة السلفية في فلسطين

 

نقلت جريدة القدس, يوم الخميس بتاريخ: 28/11/2013م, عن جريدة (هارتس) الصهيونية للكاتب والخبير الإستراتيجي والمراسل الصحفي للشؤون العسكرية في ذات الجريدة (عاموس هرئيل) كتب تحت عنوان:السلفيون.. القوة الجديدة في الضفة.

لا يمكن لأحد أن ينكر الوجود السلفي المتنامي بمؤسساته المتنوعة والمتزايدة على الساحة الفلسطينية. والمنصف يجد أنها دعوة وسطية متزنة واضحة الأهداف تعرف حجمها و حجم الأمة وما تمر به. ولا يعني ذلك أنه سبب ومانع من المكر اليهودي ومؤسساته بأنواعها التجسسية و مؤسسات الرصد والمتابعة والتحليل من مراكز دراسات ونحوها, كلها متضامنة ومتوازية في عملها ستعمل وبلا شك في اختراق جماعات الدعوة السلفية وإجهاض مشروعها الإصلاحي , بطرائق شتى تفننت بها المؤسسات اليهودية.

     ومقال (عاموس) هو مؤشر وعلامة واضحة أن المشروع السلفي في الضفة الغربية -تحديدا- وقع تحت مجهر الرصد في (الشين بيت) وهي الجهة الأمنية المحلية لحماية دولة ما تسمى إسرائيل, ومن مؤشرات نتاج رصدها أنها خلصت أن السلفية قوة ثالثة في الضفة الغربية، أو بالغت بذلك لتسليط الأضواء على السلفية بوصفها خطة مستقبلية ماكرة ترتقب الجماعات السلفية لبدء الصراع الصهيوني معها!!

     ومن جانب آخر نلحظ في مقاله الخلط الممنهج أو بسبب الجهل في التمييز بين مناهج الجماعات الإسلامية وتوجهاتها, ولا غرابة فمثله مهما بلغت حنكته ودرايته سيصعب عليه سهولة التفريق بين المدارس السلفية وتفريعاتها, وما عداها فهو أسهل .

حمل المقال في طياته ملامح مشروع صهيوني لمواجهة الدعوة السلفية في الضفة الغربية .

     لذا من السذاجة بمكان ومهما حملت السلفية ورجالها من شفافية في منهجهم أو بعدهم عن السياسة أو العمل العسكري , فإن ذلك لن يعفيهم أو يقيهم أو يمنع عنهم الرصد الصهيوني.

     وأن المؤسسات الأمنية الصهيونية في فلسطين المحتلة لن تتغافل عن تنامي الدعوة السلفية ومشروعها الإصلاحي في نشأتها الأولى دون تدخل مخابراتي مبكر لاختراق هذه التجمعات بالطرائق المعروفة عنها وتخصصت به ولا يسع المجال لذكرها؛ فأهل الداخل الفلسطيني يعرفون الكثير عنها.

     فقد تفنن الأمن اليهودي في صناعة نماذج ذات مهارات عالية في اختراق الجماعات السياسية أو الدينية برجالات يحسنون الاختراق والتكيف مع الجهات المرصودة، ومهما بلغت هذه الجماعات أو المؤسسات من درجة أمنية عالية, إلا وقد أصابها التسلل والاختراق الصهيوني في صفوفها, وما بالنا في الجماعة السلفية التي لم تول الحس الأمني أي اهتمام فليس هو من أولوياتها ولا من أواخر اهتماماتها.

     كما لا يظن (عاموس) أن الدعوة السلفية لن تبق تتراوح في المرتبة الثالثة ما لم يعترض كيانهم طريقها الإصلاحي, حينها ستتربع الدعوة السلفية في فلسطين وبعد عقدين من الزمان تقريبا ستعتلي المرتبة الأولى.

     ليس كما سمعنا من بعض خصومها أو نقل منافسوها من الجماعات الإسلامية في الداخل الفلسطيني أن التصدر جاء بسبب التلميع اليهودي لبعض رموزها!!

لكنه في الحقيقة بسبب الإفلاس العقدي والفكري والمنهجي أمام مستوى متانة ما يحمله المشروع السلفي من سلامة ورصانة منهج شرعي شامل.

ولا نقصد من ذلك تقليل شأن الآخرين في هذا المقال فكل منهم على ثغر, غير أني أحاول قراءة مستقبل الدعوة السلفية في فلسطين وما سيعترضها من مكر يهودي.

     ينبغي أن لا يغيب عن إخواني هناك أن الحالة السلفية الفلسطينية قد توزعت بين مطابخ مراكز الدراسات اليهودية ودهاليز المؤسسة الأمنية, لمعرفة كينونتها ورموزها والمؤثرين فيها وعليها، ولمعرفة مستوى قوتها الذاتية والمستمدة, وشبكة علاقاتها المحلية أو الدولية إن وجدت.

     وعليهم أن يدركوا تماما وقبل فوات الفرص أن المؤسسة الرسمية الصهيونية ستوعز إلى رجالها ولجانها المتخصصة لاختراق الصفوف؛ لتتمكن من السيطرة على الدعوة أو تفتيتها أو إجهاض نجاحاتها, أو استخدامها وسيلة في معارك جانبية مع أطراف إسلامية أو وطنية أخرى .

     فالسلفية ليست جسما غريبا منفصلا عن المجتمع، يحمل أيدلوجيات شاذة كما يحلو للبعض أن يصورها بالرجعية أو الأصولية المتزمتة وعدم الانفتاح، وغير ذلك من تهم أصبحت ممجوجة لا يقبلها من عرف السلفية والسلفيون.

فهي من صلب المجتمع المسلم , غير أنها لا تقبل أي دخيل من أحكام في دين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

     ستلتقي مصالح الغرب مع مصالح الكيان اليهودي في جزئية محاربة المشروع السلفي الذي حشد له الغرب ومن سنوات عدة لتكون السلفية أو ما عبروا عنه بالإسلام الأصولي هو خصم المرحلة المقبلة .

     وإن الراصد لجملة كبيرة من التقارير والتوصيات خرجت من رحم مراكز دراسات غربية عدة، كشفت طرفا من حقيقة المؤامرة على السلفية, كانت بجملتها تدور حول الطرائق التالية في ضرب الدعوة الإسلامية أو السلفية أو الجماعات الأصولية , من خلال:

- ضرب الإسلام الأصولي بالإسلام المعتدل (كما صرح بذلك الرئيس الفرنسي السابق ميتران ).

- تشويه السلفية وتكريه الناس فيها, وصناعة الأزمات والشبهات ضدها وحولها .

- فصل السلفية والجماعات الأصولية الجادة المتزنة والمؤثرة عن الجسم الإسلامي وعدها نشازا، وأنها دخيلة على المجتمعات العربية والإسلامية .

- تفتيت السلفية من داخلها وإثارة الخلافات بين رجالها.

مستغلين في كل ما سبق الإعلام الخبيث الماكر أو الصديق الساذج, متعقبين أخطاء البعض وهفواته ونشرها في الملأ وحمل السلفية عليها.

لهذا يتوجب علينا:

- جعل الكل في الشعب الفلسطيني أفرادا وجماعات مشروعا دعويا.

- رص الصفوف السلفية والتلاحم ونبذ الخلافات الداخلية, والحذر من المسوقين لها بحجج الحرص على الدعوة والمنهج.

- عدم الانشغال بالخلافات الجانبية واستنزاف الجهد والوقت والمال, فالهمم العالية والأهداف السامية تتعالى معها كل الصغائر.

- الانتباه إلى التعامل مع اليهود بسذاجة، ولا يعني شفافية الدعوة ووضوحها هو تمكين اليهود من المعلومات ولاسيما العلاقات والتحركات, التي أبداها وتعامل معها البعض بكل غباء.

والله من وراء القصد.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك