قبل إعلان الجهاد.. نريد وقفة!!
حماس زائد لدى بعض طلاب العلم ولد فتوى غير مدروسة إلى إعلان الجهاد لما حصل ويحصل لإخواننا وأخواتنا المسلمات في سوريا الغالية.
فالجهاد لايختلف اثنان على أنه فرض كفاية ويصل إلى فرض عين في بعض الحالات ومنها أولاً: إذا طلب المسلمون في تلك البلدة ذلك لقوله تعالى: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر}، ثانياً: إذا حضر المسلم المكلف القتال والتقى الزحفان وتقابل الصفان، والحالة الثالثة: إذا حضر العدو بلدا من بلدان المسلمين تعين على أهل البلاد قتاله وطرده منها ويلزم المسلمون أن ينصروا ذلك البلد إذا عجز أهله عن إخراج العدو، ويبدأ الوجوب بالأقرب فالأقرب، والأخيرة: إذا استنفر إمام المسلمين الناس وطلب إليهم ذلك ففي الحديث: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا» وهناك أقسام كثيرة من الجهاد: جهاد علم، وعمل ودعوة وصبر.. فالجهاد في سوريا كما بين العلماء والمشايخ هناك: جهاد بالمال والدعاء وإعداد السوريين بالتدريب على السلاح واقتحام المدن وعلاج المرضى، وجهاد الكلمة لجمعها بين جميع الأطراف السورية، وجهاد لقرار موحد في المنظمات السياسية الإسلامية والعربية والخليجية والدولية لحقن الدماء ورد كيد العدو ووقف نزيف الدم وحماية الضروريات الخمسة التي جاء الإسلام للحفاظ عليها وهي: الدين، والعقل، والنفس، والمال، والعرض، وعندما يأتي الشباب من جبهات عدة ربما يتعرضون إلى قتال وهم غير مدربين فيكونون ضررا على المقاتلين المدربين، فالجيش الحر يطالب بإيصال المال لهم وعندهم القدرة على توزيعه في الداخل وشراء الأسلحة ويريدون أن توفر بعض الدول الأراضي لتدريب السوريين وكذلك إيجاد مناطق منزوعة السلاح، ومناطق تستقبل النساء والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى حتى يتفرغوا لهم، ويريدون حظر الطيران، وإرجاع الأسلحة الثقيلة إلى ثكناتها.
فالجهاد يتطلب فتح الحدود وتحت راية واضحة وليست مشتتة أو مهلهلة وتحت موافقة ودعم من ولي أمر المسلمين.
فلو قلنا إن الجهاد قد فرض: أين الحدود حتى ندخل؟ وأي دولة توافق؟ ثم أين هي الأسلحة وإعداد القوة وتدريب المسلمين للجهاد؟ وأين القيادة التي تتحملنا؟!
وإذا دخل الخليجيون من الذي يرعاهم ويدربهم ويشرف عليهم من الوصول حتى المغادرة أو الشهادة! هل هناك من طلب مددا بالرجال؟ الذي أعرفه أنهم يطلبون السلاح فقط والمال..
وأكبر خطأ يرتكب هو تشتت الرايات ولا توجد هيئة واحدة تقود العمل ولها قرار بالبدء والانتهاء والخوف، ولا يجب أن تتحول سوريا إلى أفغانستان التي ابتدأ الأمر بها بالجهاد وانتهى إلى: {كل حزب بما لديهم فرحون} وأيضا: {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى} وأيضا: {ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}.. فالغاية في النهاية من الجهاد: «لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى»، وكذلك لدفع الصائل والعذاب والاضطهاد عن إخواننا! ولرفع الظلم عنهم وليس نصرة لحزب أو جماعة! ولا شك أن الجنود يقومون بأعمال بطولية كثيرة ويكفيهم أن يحاربوا جيشا جرارا نظاميا ويقاتلون طوائف متعددة تجمعت لاستئصال شأفة أهل الحق ويقاتلون برايات خطيرة دينية واستباحة الدم والعرض، ولذلك ما يقوم به الجيش الحر هو عمل عظيم ورباط في سبيل الله فقد واجهوا أقوى قوة عربية بعيدة عن الدين وتسجد لبشار وتقدسه.
فنسأل الله أن يرفع عنهم الظلم ويحقن دماءهم، وأن ينصرهم نصرا مؤزرا، ونذكرهم بحديث: «للشهيد عند الله ست خصال، يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حليه الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه».
لاتوجد تعليقات