رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أحمد شكري 1 فبراير، 2018 0 تعليق

قال تعالى: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر}وسائل عملية لنصرة الأقصى (1)

 كثر الحديث عن القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في هذه الأرض المباركة، ومدى الجرم الذي يرتكبه هذا الكيان المغتصب يوميًا في حق الفلسطينيين، إلا أننا في هذه المرحلة نريد أن ننتقل بهذا التنظير إلى الجانب العملي، والحلول العملية التي تسعى جاهدة إلى حل لتلك القضية، ورجوع الحق إلى أهله، وقبْل الشروع في سرد بعض من هذه المقترحات العملية، لابد مِن تقرير مجموعة مِن المبادئ.

المبدأ الأول: قضية كل مسلم

فهي ليستْ قضية الفلسطينيين وحدهم؛ ولذلك فلابد مِن وضع كل مسلم أمام مسؤوليته تجاه القدس، بمقتضى انتمائهللإسلام، وإذا كان الله -تعالىقد قال{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (البقرة:286)، فإن مِن معاني هذه الآية أن العبد إذاقصَّر فيما في وسعه وما يقدر عليه فهو محاسب.

المبدأ الثاني: قضية هُوية

فهي ليستْ مجرد قضية سياسية أو قانونية فحسب؛ بل هي في القلب مِن التحدي الحضاري الشامل الذي تواجههالأمة الإسلامية في هذا العصر؛ ولذلك فالجوانب الفكرية والثقافية لهذه القضية لا تقل أهمية عن بقية الجوانب.

وإذا كان مِن أسباب جرأة الصهاينة على تهويد القدس، هو اختلال موازين القوى لصالحهم، فإن كل جهد يبذلهمسلم لتحقيق القوة لأمته هو في النهاية يصب في اتجاه حل قضية القدس، سواء في ذلك القوة الدينية الإيمانية، أمالقوة الفكرية الثقافية، أم القوة العلمية التقنية، أم القوة الاقتصادية المالية، فضلًا عن القوة السياسية والعسكرية

المبدأ الثالث: حقنا في القدس لا يسقط بالتقادم: 

ولذلك لا بد مِن التحذير مِن أي حلولٍ سياسية على حساب حق المسلمين والعرب في القدس، وكذلك حق العودةللوطن الأصيل، وليس لأي وطن بديل

المبدأ الرابع: الصراع ممتد

     فلا يجدي فيها ردود الأفعال الوقتية؛ بل لا بد مِن حراكٍ دائمٍ ودائب؛ فالعدو الصهيوني يخطط ويتحرك منذ مايقرب مِن خمسة عشر عقدًا مِن الزمان، -ومع الأسفيغيّر الواقع على الأرض بخبثٍ ودهاء، ويعتمد على سياسةامتصاص الصدمات، ويستغل كون ردود أفعالنا غالبًا ما تكون غاضبة في بداية الحدث، لكن ما تلبث أن تخمدفورات الغضب ليعود إلى تغيير آخر على الأرض، وهكذا.

ولذلك فالواجب على أمتنا أن تنطلق في هذا الصراع مِن رؤى واضحة، وأهداف استراتيجية ثابتة، وتترجم ذلكإلى مبادراتٍ متنوعة ومبتكرة، ثم تحشد الطاقات والإمكانات جميعها في أنشطة متتالية لا تتوقف إلا باستعادةالحق

وبعد؛ فهذه جملة مِن الاقتراحات لوسائل عملية لنصرة القدس شاملة لكل فرد مسلم، كل حسب طاقته وإمكاناته.

دور العلماء والفقهاء

     لقد قام علماء الأمة وفقهاؤها على مرِّ العصور بواجبهم تجاه قضايا الأمة، وفي القلب منها قضية القدس،وتراثهم شاهد بذلك، ولكن كما قيل: «كم ترك الأول للآخر؛ فعلى علماء عصرنا جمع تراث مَن سبقهم فيالموضوعات ذات الصلة، والإضافة إليه وإعادة صياغته بما يناسب العصر، وترتيبه وتنسيقه بما ييسر الاستفادةمنه، والاجتهاد في استنباط أحكام المستجدات، وبذل الوسع في نشر ذلك بالوسائل كلهاومِن هذه الموضوعات:

1- تفسير آيات القرآن ونصوص السُّنة ذات الصلة

2- الفتاوى الفقهية في الموضوعات ذات الصلة؛ مثل حكم بيع الأرض لليهود، وحكم العمليات الاستشهادية، وحكمإضراب الأسير عن الطعام، وحكم الزيارات المصطنعة بهدف التطبيع، وما إلى ذلك.

3-  فضائل الصلاة في المسجد الأقصى وآداب زيارته.

4-  قصص الأنبياء الذين مروا على القدسكإبراهيم -عليه السلاموغيره، كما أوردها القرآن، مع التحذير مِنالإسرائيليات، وكذلك رحلة الإسراء والمعراج؛ بحيث لا يُقتصر طرحها على موسمٍ واحد في السَّنة، بل لا بد مِنتكرار ذلك ونشره طوال العام

5- التأصيل الشرعي للمقاومة بأنواعها، وأنها حق لكل مَن احتُلت أرضه، وأنها مِن الجهاد المشروع، وبيان براءةمصطلح الجهاد -الذي هو مصطلح إسلامي قرآني سامٍ عِن تهمة الإرهاب، بل إن أهم أسباب الإرهاب هو ما يقومبه العدو الصهيوني ومَن وراءه مِن داعمين مِن صلفٍ واستكبار.

6- الانتماء للأمة وروح الأخوة الإيمانية بيْن أبنائها كلهم، وبيان مسؤولية كل مسلم عن دعم صمود إخوانه، وسدباب التحريش والوقيعة بيْن الشعوب «لولا أن شعب كذا فعل كذا، أو شعب كذا حارب أكثر مِن شعب كذا، أو شعبكذا أنفق أكثر مِن شعب كذا... !». 

7- سنن الله -تعالىفي معاملة عباده وأسباب النصر والهزيمة.

8- بث روح الأمل والتفاؤل والثقة في وعد الله.

9- تراث علماء بيت المقدس على مرِّ العصور في الفقه والحديث، وغيره مِن العلوم، وتراجم الأعلام الذين عاشوافي القدس

دور الدعاة والخطباء والوعاظ

إحياء قضية القدس واستعادة الوعي، وتحريك كل فردٍ مِن أفراد الأمة للقيام بما يمكنه لنصرتها، هي مِن أولوياتكل داعية إلى الله -عز وجل-، وهذا واجبهم.

ولذلك فعليهم اتخاذ الوسائل العملية كلها التي تحقق هذه الأهداف؛ ومنها

1- رفع الكفاءة الذاتية، والتعمق في جوانب القضية، ومتابعة تطوراتها الواقعية، والتعاون فيما بينهم على ذلك، مِنخلال روابط الدعاة ونقاباتهم والجهات الرسمية المسؤولة عنهم، وتنظيم الدورات التثقيفية في ذلك.

2- مخاطبة كل شريحة مِن شرائح المجتمع -الأطفال والشباب والمرأة والمثقفين والعمال وغيرهمبما يناسبها،ويحقق التأثير فيها، هي في الحقيقة موهبة، لكن أيضا تحتاج إلى تدريبٍ وممارسةٍ مع التقييم المستمر

3- المسجد هو أهم وأعظم المساحات الدعوية، لكن ليس هو المساحة الوحيدة، بل على الدعاة إلى الله الانتقال إلىجمهور المدعوين في أماكن تجمعهم؛ مثلالمدارس والجامعات، والنوادي والنقابات، والمصالح الحكومية، وحتىالمصانع؛ فكثير مِن المصانع بها أوقات راحة للعمال؛ فيستطيع الداعية زيارة هذه المصانع.

4- مواجهة تيارات الإباحية والإلحاد، ومحاربة الإدمان وغيره مِن المنكرات التي هي أعظم أسباب الضعفوالعجز.

5- مواجهة تيارات الإرهاب والعنف التي تهدر طاقات الأمة بعيدًا عن هدفها المنشود، وتوجيه الطاقات كلها فيماينفع ويجدي.

6- مراسلة الحكام والسياسيين والمفكرين وقادة المجتمع، وكذلك المؤسسات التعليمية والإعلامية والجمعياتالأهلية والأحزاب السياسية، وتذكيرهم بما يجب عليهم تجاه القضية.

7- مخاطبة الأقليات المسلمة في دول العالم، وتذكيرهم بواجبهم بأن يكونوا سفراء خير لهذه القضية

8- الاهتمام بترجمة رسالتهم للغات العالم كلها.  


لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك