رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أحمد شكري 9 فبراير، 2018 0 تعليق

قال تعالى: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر} وسائل عملية لنصرة الأقصى

  

 

قال تعالى:{وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} وقال صلى الله عليه وسلم«مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى} كثر الحديث عن القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في هذه الأرض المباركة، ومدى الجرم الذي يرتكبه هذا الكيان المغتصب يوميًا في حق الفلسطينيين، إلا أننا في هذه المرحلة نريد أن ننتقل بهذا التنظير إلى الجانب العملي، والحلول العميلة التي تسعى جاهدة إلى حل لتلك القضية، ورجوع الحق إلى أهله، وقبْل الشروع في سرد بعض من هذه المقترحات العملية، لابد مِن تقرير مجموعة مِن المبادئ.

دور الأكاديميين وأساتذة الجامعات

 1- توجيه الدراسات العليا والشهادات العلمية لخدمة القضية، كلٌّ في مجاله؛ فمثلًا: المتخصصون في علم الاجتماع وعلم النفس يوجِّهون الدراسات لحال اللاجئين والمهجرين، أو لرصد حالة المجتمعات المسلمة مِن حيث التفاؤل والإحباط، وتحديد الأسباب ورصد مقدار نجاح العدو الصهيوني أو فشله في التأثير على ثقافة المجتمع، كذلك مدى القبول أو الرفض لمشاريع التطبيع، لنخلص مِن هذه الدراسات إلى جملةٍ مِن التوصيات اللازمة للحفاظ على هوية الأمة ووحدتها في مواجهة العدو.

مثال آخر: المتخصصون في التاريخ عليهم مسؤولية ضخمة في إجراء الدراسات والأبحاث في التاريخ القديم، وكذلك التاريخ الحديث.

2- التعاون بيْن الجامعات المختلفة في إصدار الموسوعات المتكاملة التي يحتاجها الباحث في القضية.

3- العناية بالمخطوطات والوثائق التي تثبت حقنا في القدس، وحفظها وفقًا لأحدث الأساليب والعمل على تحقيقها وإخراجها بطريقة عصرية ونشرها.

4- تقوية البحث العلمي عمومًا في أمة الإسلام؛ فهو مِن أهم وسائل علاج الخلل في موازين القوى، وإذا كانت بعض جامعات العالم الإسلامي مصنفة ضمن أفضل 200 جامعة في العالم؛ فعلى الجامعات جميعها التعاون وتبادل الخبرات حتى نردم الفجوة في هذا المجال.

5- دعم الجامعات الفلسطينية ورفع تصنيفها العالمي لحماية الشباب الفلسطيني مِن مخاطر الالتحاق بالجامعات الصهيونية.

دور المفكرين والمثقفين والأدباء

1- مناقشة مناهج التعليم في المراحل والمجالات جميعها؛ ولاسيما الجغرافيا والتاريخ واللغة، واقتراح التعديلات والإضافات اللازمة ومراسلة الجهات المعنية بذلك.

2- مناقشة كل جديد في الوسط الثقافي والإعلامي وتصحيح ما قد يطرأ مِن أخطاء، أو ما قد يعوج مِن مساراتٍ، بما يحافظ على ثوابتنا في قضية القدس.

3- رصد وسائل العدو الصهيوني في الغزو الثقافي ومحاولات تغييب الوعي؛ مثل: حرب المصطلحات أو حرب الشائعات، أو تزييف التاريخ، أو غيرها. والقيام بواجب المقاومة الثقافية تجاهها.

4- متابعة الحراك الثقافي والفكري داخل الكيان اللقيط، والاستعانة بذلك لابتكار وسائل أعمق أثرًا في المواجهة.

5- إحياء ما أنتجته قرائح مفكرينا وأدبائنا عبْر سنوات الصراع، وبيان مواطن الإبداع فيها.

6- إنتاج المزيد مِن المؤلفات والروايات والمقالات التي تجسّد معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، أو ترفع الهمم وتبث روح التفاؤل، أو تصف الطريق للخروج من الأزمة.

7- تقوية الروابط والمجامع والمنتديات والمؤسسات التي تجمع الأدباء والمفكرين ودعمها، ووضع قضية القدس على رأس أولوياتها.

8- تكرار عقد المؤتمرات والندوات والملتقيات والمسابقات لنصرة القدس، مع مراعاة التنويع في عناوينها وأهدافها لتشمل جوانب القضية جميعها.

9- إقامة الندوات والمؤتمرات وورش العمل حول دور الأفراد والمؤسسات ومسؤولية الأسرة والمجتمع، ووسائل تفعيل دور الشباب والمرأة، وكيفية تربية الأطفال على التمسك بالهوية والقيام بواجب النصرة، وما شابهها من موضوعات والخروج بالتوصيات اللازمة.

دور الإعلاميين والصحفيين

1- دوام طرح القضية وعدم الاقتصار على الطرح الموسمي، ووضع خطة إستراتيجية طويلة المدى؛ حتى يحصل التأثير التراكمي للمواد الإعلامية والفنية.

2- ربط الماضي بالحاضر والسياسة بالثقافة، وعدم الاقتصار على متابعة الأحداث اليومية.

3- الترفع عن كل ما يسبب ضعف الأمة مِن إثارة الغرائز وترويج المحبطات، أو إشغال الأمة بما لا يفيد.

4- إظهار الأبطال والنماذج المشرفة وتضحياتها في سبيل نصرة القدس؛ سواء في البرامج الحوارية أم الأعمال الدرامية.

5- برامج الأطفال والرسوم المتحركة لها أثر كبير في ضمان استمرار صمود الأمة، بترسيخ هذه المعاني لدى النشء. 

6- صار لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير ظاهر في المجتمعات كلها؛ ولذلك لا بد مِن تنظيم الحملات ونشر المقاطع القصيرة، وغير ذلك لمناصرة القضية.

7- التواصل مع وسائل الإعلام العالمية وإظهار الحقائق وتفنيد دعاوى الصهاينة.

دور السياسيين والبرلمانيين

1- بذل أقصى الوسع في توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام.

2- تقوية المنظمات الإسلامية والعربية (مؤتمر العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية) بتعديل لوائحها الداخلية، وزيادة مخصصاتها المالية، وغير ذلك مِن الوسائل حتى تصير قراراتها أكبر أثرًا.  

3- تنويع أوراق الضغط، وفتح الخيارات في مواجهة التعنت الصهيوني.

4- التعظيم مِن تأثير بيانات الشجب والاستنكار عن طريق كثرة عددها، وتنويع المؤسسات التي تصدرها، وقوة الألفاظ والعبارات المستخدمة فيها.

5- مواصلة الجهود الدبلوماسية لاستثمار المواقف الإيجابية مِن المنظمات الدولية.

6- مواصلة الجهود الدبلوماسية مع دول العالم جميعها؛ سواء في الشرق أم الغرب، في الشمال أم الجنوب.

7- التواصل مع النخب الحاكمة والسياسيين مِن الصف الثاني والثالث في الدول الكبرى وغيرها.

8- تفعيل الدبلوماسية الشعبية والقوى الناعمة لخدمة القضية.

9- إصدار التشريعات بتغليظ العقوبة على المساس بثوابتنا؛ إذ مِن غير المقبول أن تكون في بعض دول الغرب تشريعات تجرم المساس بمحرقة الهولوكوست، بينما لا يوجد في بلادنا الإسلامية تشريعات تجرم المساس بثوابتنا.

10- وضع قضية القدس على رأس أولويات لجان الأمن القومي في كل برلمانات العالم الإسلامي، ولاسيما مصر والأردن، والتعاون مع الحكومات للقيام بواجبها تجاه القضية.

دور المؤسسات الخيرية والجمعيات الأهلية

دعم صمود المقدسيين خصوصا، والفلسطينيين عمومًا، ودعم الأنشطة الرامية إلى إحياء القضية واستعادة الوعي في العالم الإسلامي.

وذلك عن طريق: 

1-  إيصال المساعدات للأسر الفقيرة في القدس وغيرها مِن الأراضي المحتلة.

2- دعم الجمعيات الخيرية العاملة في الداخل الفلسطيني.

3- دعم المؤسسات التعليمية والصحية وغيرها مِن المؤسسات الخدمية.

4- مساعدة الحرفيين والتجار الفلسطينيين في تسويق بضائعهم في أنحاء العالم الإسلامي، وإقامة ما يلزم لذلك مِن المعارض وغيرها.

5- تبني النشاطات الثقافية والمسابقات الأدبية الهادفة لنصرة القدس وتمويلها.

6- الاستثمار في إنتاج دراما أو أفلام الرسوم المتحركة التي تخدم القضية.

7- تبني الحملات الدعائية لنصرة القدس وتمويلها مِن طباعة الصور والملصقات والكتيبات. 

8- استثمار قدرة هذه المؤسسات على الوصول لشرائح المجتمع كلها في إحياء القضية في نفوسهم، وتنظيم الفاعليات المتخصصة، مثل: حفلات الأناشيد، ومسرح العرائس للأطفال لبيان أن القدس عربية إسلامية.

وكذلك الرحلات الخلوية والأنشطة الرياضية والمسابقات الثقافية للشباب، تشمل فقرات ثابتة عن القدس وتاريخها، وواجبنا تجاهها.

      وكذلك تنظيم ندوات المرأة لرفع الوعي التاريخي والثقافي، بل حتى الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات للمرأة لا بد أن تشتمل على معاني إحياء القضية؛ ففي مشغل الخياطة يكون مشروع التدريب نقشا عبارة القدس إسلامية على قطعة قماش أو ما شابه ذلك.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك