قافلة الحرية.. وحرية غزة
ما قامت به عصابات الإرهاب والقرصنة الصهيونية من اعتداء وقتل للأبرياء العزل في (أسطول الحرية) لأناس تنادوا واجتمعوا من أنحاء العالم لإعانة إخوانهم المحاصرين في غزة؛ حملوا معهم الغذاء والدواء لكسر الحصار الظالم المخالف للقوانين والأعراف الدولية - هال العالم أجمع، وذهل من سوء أعمالهم البعيد والقريب من أصحاب الألباب.
وأبى الكيان الغاصب إلا أن يستمر في غيه وعدوانه ومسوغاته لممارساته الإجرامية؛ قال تعالى: {وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلاً} (الأعراف: 146).
هاهم اليهود.. هاهم من ادعى حرصه على السلام.. مهما حاولوا أن يُخفوا حقيقتهم فالله كاشفها؛ لأنه أعلم بحالهم وأفعالهم، على الرغم من ومسوغاتهم لذلك الإجرام الذي تنطق به ألسنتهم وتقذفه أفواههم، وهذا ليس بجديد على صفات اليهود وأخلاقهم؛ لأن الكذب من أبرز صفاتهم التي لا تنفكُّ عنهم ماداموا يهوداً، فقد كذبوا بداية على الله؛ قال تعالى: {ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}، وعملوا على خداع أهل الإيمان؛ قال تعالى: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}، وبدا منهم الغيظ والحقد، قال تعالى: {قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}، ووصل بهم التحريف والتزييف أنهم حرفوا كتاب الله التوراة؛ قال تعالى: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه}، ولم يكتفوا بالتحريف والتأويل وزادوا عليه الكذب والافتراء؛ قال تعالى: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأُميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}.
وقد لخص ابن قيم الجوزية - رحمه الله - ما وصفهم به الله تعالى في كتابه ، من أوصاف لازمتهم بقوله: «فالأمة الغضبية هم: (اليهود) أهل الكذب والبهت والغدر والمكر والحيل ، قتلة الأنبياء وأكلة السحت – وهو الربا والرشا – أخبث الأمم طوية ، وأرداهم سجية، وأبعدهم من الرحمة ، وأقربهم من النقمة، عادتهم البغضاء ، وديدنهم العدواة والشحناء، بيت السحر والكذب والحيل، لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم من الأنبياء حرمة، ولا يرقبون في مؤمن إلّا ولا ذمَّة، ولا لمن وافقهم عندهم حق ولا شفقة, ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولا نصفة، ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمنة، ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة، بل أخبثهم أعقلهم، وأحذقهم أغشهم، وسليم الناصية – وحاشاه أن يوجد بينهم – ليس بيهودي على الحقيقة.. أضيق الخلق صدوراً، وأظلمهم بيوتاً، وأنتنهم أفنية، وأوحشهم سجية، تحيتهم لعنة، ولقاؤهم طيرة، شعارهم الغضب، ودثارهم المقت».
وهكذا فالكذب والخداع من أساليب اليهود المتأصلة في نفوسهم التي لا تنفك عنهم مهما طال الزمان وتعاقبت العصور، فهذه جَبلّتهم، وتلك أفعالهم، الواجب فضحها ومصيبة يهود اليوم كما هم يهود الأمس أن صفاتهم التي تأصلت في نفوسهم ما داموا يهوداً ثابتة في أوضح وأفصح كتاب فضح اليهود وكشف سوآتهم وعرّى مخازيهم، ولله الحمد أن هذا الكتاب خالد باقٍ محفوظ من التحريف والتبديل، يتلى آناء الليل وأطراف النهار، باقياً وفاضحاً لليهود، وهو القرآن الكريم، الذي بلغ فيه الحديث عن بني إسرائيل واليهود نحو خمسين سورة من سور القرآن الكريم.
قافلة الحرية.. والمبشرات الربانية
نحن على يقين بأن وجود اليهود في فلسطين لن يطول، وضعف الأمة العربية والإسلامية لن يدوم، وسننتصر بإذن الله على أعداء الله وأعداء رسل الله الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب بسبب كفرهم وتعديهم حدود الله وقتلهم الأنبياء واقترافهم الجرائم الكبار التي جعلتهم في هذه المنزلة الهابطة عند الله وعند الصالحين .
ونحن على يقين بأن اليهودية دين باطل محرف مبدل، وأن الأرض المقدسة لن تكون لمن أعرض عن شرائع الله تعالى وفرائضه ووصاياه، واليهود إلى زوال، وأن أمة الإسلام ستبقى غالبة منصورة، وما أصابها من ضعف سيزول، وسيعود آساد الإسلام إلى عزتهم ويزيلون من ظلمهم ويقهرون من غلبهم، وذلك عندما يعودون ويؤوبون إلى ربهم القوي القاهر الغالب.
ونحن على يقين بأن الله سيحقق النصر على أيدي المؤمنين أتباع هذا الدين في الأرض المقدسة على أعدائهم؛ قال رسول الله[: «لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين على من ناوأهم وهم كالإناء بين الأكلة ، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك».
ونحن على يقين بأن الإسلام باق إلى قيام الساعة, وستبقى أمة الإسلام ظاهرة على هذا الدين إلى أن يأتي أمر الله, وهذا يدل على أن الإسلام سيبقى له ظهور وامتداد عبر الزمان وعبر المكان.
ونحن على يقين بأن المستقبل للمسلمين في فلسطين بمدنها وبساتينها وبحارها وسهولها وجبالها ووديانها.. هذا ليس شعاراً نرفعه لنتكئ على الأمل والرجاء.. بل هو منهج وعقيدة، نؤمن يقيناً بأن أرض فلسطين ستعود.. ولن يطول الانتظار إن رجعنا وتمسكنا بأسباب عزنا ونصرنا؛ مهما ادلهمت الظلمات، وتكالب الأعداء، وتداعت الأمم، وتحالف المخذلون، سيبزغ نور الفجر من جديد بإذنه تعالى.
ونحن على يقين بأن الظلم سيزول كما زال ظلم الجبابرة على مر العصور, فالمستقبل للإسلام في أرض فلسطين، وعد من الله، ووعده حق، وسيعُم فيها دين الحق والهدى الذي تحمله الفرقة الناجية المبرورة، وتذب عنه الطائفة المنصورة.
ونحن على يقين أن دولة العدوان ستزول أسرع مما نتوقع، إن تمسكنا بديننا وثوابتنا ووحدنا صفوفنا، فكيانهم لن يدوم.. وظلمهم سيزول، وسيبزغ نور جديد يعيد لأرض المقدسات وأرض المسرى مكانها ومكانتها بإذن الله تعالى.
ونحن على يقين بأننا المسلمين سنستعيد فلسطين, وسندخل الأقصى كما دخلناه في عهد عمر بن الخطاب, وكما دخلناه في عهد صلاح الدين, ذلك أمر مقضي لا شك فيه, ولا ريب, فالله الذي قضى بإفساد بني إسرائيل مرتين, هو الذي قضى بزوال كيان اليهود من الوجود، وقضى بأن يسوء وجوه يهود , وقضى بأن ندمر العلو اليهودي تدميرا.
ونحن على يقين بكل ما سبق؛ لأن الذي أخبرنا بذلك هو رب العزة والله لا يخلف وعده.. فالمستقبل للإسلام والمسلمين في فلسطين وأرض المسلمين، وما علينا إلا العمل؛ لنرفع الإثم عن أعناقنا.
لاتوجد تعليقات