رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 27 مارس، 2012 0 تعليق

قاعة عبدالله السالم.. مقبرة الوعود الانتخابية

 

      لا حاجة لتذكير الإخوة المواطنين بالوعود التي سمعوها من المرشحين خلال الحملات الانتخابية، فهم يذكرونها جيداً؛ لأنها كانت تمس حياتهم المعيشية ومعاناتهم اليومية، وتتعلق بطموحاتهم المستقبلية هم وأبناؤهم.

      هذه الوعود كانت تهطل فوق الرؤوس كالمطر الغزير، وكان المرشح يعدد الإنجازات التي سوف يحققها عندما يصل إلى قاعة عبدالله السالم، وكان يقسم الأيمان المغلظة بأنه لن يتخلى عن وعوده، ولن يتهاون في سبيل تحقيقها.

      لكن الذي يحصل أن هذا المرشح، الذي تلاعب بمشاعر الناس، وفرش أمامهم المستقبل بالورود، حين يجلس على الكرسي الأخضر يقلب الصفحة عن الماضي، ويمحو من ذاكرته كل العهود التي قطعها على نفسه أمام الناخبين، وربما عمد إلى تغيير أرقام هواتفه النقالة، حتى لا يزعجه أحد من الناخبين.

      وبعد ذلك إن كان لا يغيب عن عيون الناس خلال الحملة الانتخابية اختفى عن الأنظار والأسماع، فلا أحد يراه أو يسمع صوته إلا في الأعراس والعزاء، ودائماً يكون على عجلة من أمره، فليس لديه وقت للاستماع إلى الناس ومعرفة قضاياهم وشكاواهم.

      وفوق ذلك، فهذا النائب لم يعد مهتماً بأمور المواطنين؛ لأنه تفرغ تماماً لمصالحه الخاصة ومنافعه الدنيوية، وصار يبحث عن زيادة أرصدته وتقوية نفوذه السياسي والاجتماعي بأي وسيلة.

وما يؤسف له، أن بعض المرشحين الذين كانوا معروفين بالنزاهة والقناعة وعدم اللهاث وراء مباهج الدنيا، تحولوا تماماً حين وصلوا مجلس الأمة، وظهرت لهم وجوه جديدة تحمل ملامح الطمع في المال والجاه والشهرة؛ ولهذا تغيرت سلوكياتهم، وتبدلت أساليب تعاملهم مع الناس؛ لأن بريق المال والسلطة أعمى أبصارهم وبصائرهم.

هؤلاء هم الخاسرون، وسوف ينالون عقاباً صارماً حين يأتي موعد الانتخابات المقبلة، ولن يجدوا حولهم أحداً من المواطنين، وذلك هو العقاب الذي يستحقونه، وأستثني بمقالي هذا النواب الأفاضل الذين لا يخوضون فيما ذكرت.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك