رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: جاسم إبراهيم فخرو 28 مارس، 2016 0 تعليق

قادة ومسؤوليات

     ما آلت إليه المنطقة من جراء الربيع العربي الذي هب على المنطقة ممزوجا بالكراهة والفتن والدمار، الذي سببه لم يعد خافيا على أحد؛ ولأننا مسلمون فإننا ندرك بأن ما حدث إنما هو محطة من محطات القدر، وليس وليد الصدفة، وإن كان ظاهره الهلاك والشر فالله أعلم ما بداخله، قد تكون تربة خصبة للأمه قد تخضر وتزهر وتزدهر بعدها  كما هو الحال في البراكين التي تطهر الأرض، وتخلف وراءها أرضاً خصبة للزراعة؛ فالله يعلم وأنتم لا تعلمون!

     وفي وسط هذا العجاج والدمار الذي حدث للأمة، وسقوط جمهوريات ودول بين ليلة وضحاها خلفت وراءها أرضا محروقة منهكة من كافة النواحي، نجد هناك ستة إخوة حافظوا بكل إخلاص وجد واجتهاد وذكاء على أرضهم خصبة خضراء تسر الناظرين، وملاذا حقيقيا للبشرية، وحافظوا على أبنائهم واحتضنوهم بكافة الوسائل، بل ولم يتخلوا عن مسؤولياتهم تجاه الجيران والشعوب والدول بما يستطيعونه، فأما الإخوة فهم حكام الخليج حفظهم الله، وأما الأرض فهي دول مجلس التعاون الخليجي.

     إن المسؤوليات الجسام التي تحملها قادة المنطقة تُسطَّر بحروف من نور على مر التاريخ، وقد أثبتوا حنكتهم وصلابتهم ووعيهم ومدى النضج الذي وصلت إليه مجتمعاتهم بفضل الله عليهم وعلينا أولا ثم بفضلهم ثانيا على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتعليمية، وهذه الأمور مجتمعة مقترنة بالمزيج الإسلامي كانت طوق النجاة  لنا، والابتعاد عن موطن الشر والفتن؛ فقادتنا -حفظهم الله- لم ينسوا يوما -برغم ما وصلوا إليه- حق ربهم وإسلامهم؛ فكانوا خير خلف لخير سلف.

     إن النضج الحقيقي الذي وصل إليه أبناء الخليج العربي وقناعتهم بحكمة حكامهم برغم اختلاف وجهات النظر أحيانا، هو الذي جعل اللحمة والتكاتف تزداد تماسكا وقوة، ومن جانب آخر حرص حكام الخليج على احترام شعوبهم واحتضانهم والتنافس فيما بينهم لجعل دولهم الأفضل، والاهتمام بحاضر أبنائهم ومستقبلهم عزز الاحترام والتقدير والحب المتبادل بين القادة وشعوبهم، تلك العوامل كلها أوصلتنا إلى بر الأمان والعيش في رغد الحياة.

إن ما يحدث هذه الأيام نجد فيها ثمار ما زرعه القادة -بارك الله فيهم- وتثبت أن خليجنا واحد وشعبنا واحد ومصيرنا واحد. حفظ الله قادتنا وأراضينا ومجمعاتنا وجميع بلاد المسلمين من كل شر ومكروه.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك