قادة الدول الإسلامية في ختام القمة الاستثنائية بتركيا- سمو الأمير: الجميع مطالبون بنصرة «القدس الشريف» والحفاظ على هويتها الإنسانية والتاريخية والقانونية
أعرب ملوك ورؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المجتمعين في إطار القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في إسطنبول بالجمهورية التركية الأربعاء الأربعاء الماضي 13 ديسمبر، عن رفضهم بيان الإدارة الأميركية غير القانوني بشأن وضع القدس، معلنين أن البيان الأمريكي باطل ولاغٍ من وجهة نظر الضمير والعدالة والتاريخ، شأنه في ذلك شأن قرار إسرائيل ضم القدس وتدابيرها وإجراءاتها هناك التي لم تكن ولن تكون يوماً مقبولة، داعين جميع أعضاء الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى أن يظلوا ملتزمين بوضع القدس وبجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وشدد البيان، على التعاون والتنسيق من أجل نصرة قضية فلسطين والقدس الشريف في المحافل الدولية، ولاسيما في الأمم المتحدة، وحشد الدعم باسم الإنسانية جمعاء لتقوية دولة فلسطين ومؤسساتها في جميع المجالات.
وأكدت الدول اعترافها بدولة فلسطين، موضحين أن الدفاع عن القضية الفلسطينية يستوجب في ظل الظروف الحالية، تحقيق المصالحة الفلسطينية دون مزيد من الإبطاء على أساس الاحترام المتبادل والثقة والتوافق وروح التضامن الوطني، ونجدد في هذا الصدد دعمنا لتحقيق هذه المصالحة.
وطالب الزعماء إدارة ترمب بمراجعة قرارها غير القانوني الذي من شأنه أن يفجر الفوضى في المنطقة مضيفين: ندعوها إلى إلغاء هذه الخطوة الخطأ، مؤكدين على دعمهم الكامل لجميع أشقائنا الفلسطينيين،
الإشادة بالمقاومة السلمية
وأشاد البيان الختامي لقمة إسطنبول، بالمقاومة السلمية الاستثنائية التي ما برح الشعب الفلسطيني بأسره، ولاسيما أهالي القدس الشريف، يبديها من خلال العديد من التضحيات ضد الانتهاكات الشنيعة في الحرم الشريف في (يوليو) 2017، مشددين على أهمية العمل المشترك مع جميع الشركاء الدوليين الذين يشاطروننا الرؤى والأفكار ذاتها للتصدي لبيان الرئيس الأميركي ترامب، بالاستناد إلى الشرعية والقانون الدوليين، فضلا عن الامتناع عن العنف بجميع أشكاله.
انتهاك لعراقة القدس
وأوضح البيان أن قرار الرئيس ترامب بشأن القدس لا يمثل انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة فحسب، بل أيضاً لعراقة القدس الشريف التي تعود إلى قرون من الزمان، وهو بذلك يغفل الحقائق التاريخية والاجتماعية والثقافية وأحكام القانون الدولي.
حماية الطابع المتعدد للثقافات
وشدد البيان على أهمية حماية الطابع المتعدد الثقافات والأديان للقدس الشريف؛ حيث تتجاور مقدسات الأديان السماوية الثلاث بوصفها نتيجة تاريخية لفلسفة التسامح المتأصلة في الإسلام، دين الوسطية والتعايش السلمي.
واستذكر البيان هول المعاناة التي حدثت في الماضي عندما لم تُحترَم الهوية الدينية الخاصة للقدس الشريف وحُرمته، مشددا على أن حماية القدس هي حجر الزاوية لإرساء الحق والعدل وصونهما والاحترام المتبادل في منطقتنا وخارجها.
أمير دولة الكويت: لنهب جميعاً نصرةً للقدس
من جهته أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في كلمته أمام القمة، أن الجميع مطالبون اليوم بأن يهبوا لنصرة (القدس الشريف) والحفاظ على هويتها الإنسانية والتاريخية والقانونية، ومواجهة هذا القرار الجائر وفيما يلي نص الكلمة:
حريق المسجد الأقصى
بعد أن شكر سموه القائمين على المؤتمر قال: إذا كان الحريق الذي اندلع في المسجد الأقصى منذ ما يقارب الخمسة عقود قد تنادت على أثره دولنا الإسلامية إلى إنشاء منظمة التعاون الإسلامي؛ فإننا مطالبون اليوم بأن نهب لنصرة القدس الشريف والحفاظ على الهوية الإنسانية والتاريخية والقانونية، ومواجهة هذا القرار الجائر باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها باعتباره قرارا أحاديا يعد انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
تهديد الأمن والاستقرار
ثم أكد سموه على مسألة الأمن والاستقرار قائلاً: إننا نعيش في منطقة يتعرض فيها الأمن والاستقرار إلى تهديد مباشر ومتواصل، كما أن التنظيمات الإرهابية تعبث بأمننا ونرى اليوم بأن القرار الأمريكي الأخير بشأن القدس يعد تراجعا وتعطيلا لجهودنا جميعا وتغذية لبؤر التوتر في منطقتنا وتحفيزا للإرهاب.
تقدير الموقف الدولي
ثم أشار سموه على مواقف الدول الرافضة قائلاً: لابد لنا من الإشارة بالتقدير للموقف الدولي الرافض للقرار الأمريكي الذي تم التعبير عنه في جلسة مجلس الأمن الأخيرة واجتماع مجلس جامعة الدول العربية، ولم يقتصر ذلك الموقف على المستوى الرسمي، بل تعداه إلى مواقف العديد من شعوب الأرض التي نددت بذلك القرار، وهنا لابد لنا من الإشارة بأنه، إذا كان الموقف الدولي بهيئاته الرسمية والشعبية كافة قد اتخذ هذا الموقف؛ فأين الصواب في الموقف الأمريكي الأحادي؟
الضغط على الولايات المتحدة
وأضاف سموه: إن علينا التحرك وبالتعاون مع التكتلات الآسيوية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي واتحاد دول أمريكا اللاتينية والكاريبي والتكتلات الإقليمية الأخرى، للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية للتراجع عن هذا القرار الأحادي الذي يمس الأديان السماوية كافة ويعد إضرارا بعملية السلام وإخلالا بعملية التفاوض المتوازنة.
دور دولة الكويت
وفي ختام كلمته أكد سموه على دور دولة الكويت قائلاً: إن دولة الكويت وهي تستعد لشغل مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن خلال الأيام القادمة لتؤكد بأنها ستعمل جاهدة على التنسيق والتعاون مع الدول الإسلامية الأعضاء في مجلس الأمن لضمان تنفيذ ما يتم التوصل إليه من قرارات خلال هذه القمة.
لاتوجد تعليقات