في يوم الصحة العالمي: السكـري وبـاء عالمـي
كشفت دراسة صادرة عن معهد دسمان للسكري أن 35٪ من الأطفال في الكويت مصابون بمرض السكري و80 %من الأطفال لديهم إما زيادة في الوزن أو يعانون السمنة
احتفل العالم في السابع من أبريل الجاري 2016، بيوم الصحة العالمي، وقد خصصته منظمة الصحة العالمية للتركيز على مرض السكري، أحد أهم الأمراض المزمنة وأكثرها انتشارًا حول العالم، وطبقًا لما نشرته منظمة الصحة العالمية من أرقام ومعلومات حول هذا المرض، فإن عدد المصابين به حول العالم قد تضاعف منذ عام 1980 وحتى الآن؛ حيث وصل إلى 422 مليون شخص في عام 2014، مقارنة بإصابة 108 ملايين شخص في عام 1980، وهو ما يعني أن 5٫9% من إجمالي سكان الأرض مصابين بالسكري، ما يعني تقريبًا تضاعف معدل الانتشار العالمي من 4.7% إلى 8.5% لدى السكان البالغين.
مرض مزمن وخطير
وتصف المنظمة هذا المرض بأنه «مزمن وخطير»، ويمثل مشكلة لا يستهان بها في مجال الصحة العامة، وهو أحد أربعة أمراض ذات أولوية مستهدفة لاتخاذ الإجراءات بشأنها من جانب قادة العالم، طبقَا لمنظمة الصحة العالمية.
ونتيجة لتفشي مرض السكري وخطورته أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة توصية خاصة بالاعتراف بأن السكري مرض مزمن، ومكلف، وتم اختيار 14 نوفمبر يومًا عالميًا للسكر الذي يصادف مولد فريدريك بانتنج مكتشف الأنسولين تكريما له، كما تم تصنيفه أيضًا وباء عالمياً.
كيف يحدث المرض؟
داء السكري يحدث عندما لا تنتج خلايا البنكرياس المتخصصة كميات كافية من هرمون الأنسولين، فالأنسولين يسمح للجسم بتدوير البروتينات، والدهون، والسكريات الموجودة في الغذاء لبناء أنسجة الجسم، وإنتاج الطاقة وتخزينها، في الأصحاء ينتج الأنسولين حسب الحاجة لعملية امتصاص الغذاء، ولكن عند المصابين بمرض السكري هناك انخفاض في مستويات الأنسولين أو عدم وجوده على الإطلاق؛ ولذلك فإن العناصر الغذائية لا يمكن أن تستخدم من قبل الخلايا لكنها تبقى في الدم، ومن دون مصدر للطاقة، تشعر الخلايا بالجوع، وفي محاولة لإنعاش الخلايا الجائعة يحول الكبد مخزونات الجسم من البروتين والدهون إلي سكر، وهذا يؤدي إلى فقدان الوزن والهزال؛ وذلك لأن العضلات تم تكسيرها ولا تحصل على الطاقة التي تحتاجها. ويحاول الجسم طرد فائض السكر في الدم عن طريق جعل إدرار مزيد من البول، وهذا هو السبب الذي يجعل المصابين بالسكري يتبولون أكثر، ويشعرون بالعطش في محاولة لتعويض السوائل المفقودة. ودون الأنسولين، تتحول الدهون إلي أنواع معينة من الأحماض المعروفة باسم (الكيتونز)، التي يتخلص منها الجسم أيضا عن طريق البول.
السكري عند الأطفال
وفيما يخص الأطفال أظهرت الدراسات أن في أميركا 19 من كل 100٫000 طفل يصابون بمرض السكر سنويا، في حين أن في بريطانيا، هناك 17 من كل 100٫000 طفل يصابون بالسكري كل عام.
وفي دراسة أجريت في السعودية لتحديد مدى انتشار مرض السكري في الأطفال أقل من 19 عامًا، وجد أن 109.5 من كل 100٫000 يعانون من مرض السكري، وذكر أيضًا أن مرض السكري في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ينتشر بمعدلات مقلقة، وفي الكويت كشفت دراسة صادرة عن معهد دسمان للسكري أن 35٪ من الأطفال في الكويت مصابون بمرض السكري و80٪ من الأطفال لديهم إما زيادة في الوزن أو يعانون السمنة، وحذرت الدراسة أن النوع الثاني من السكري لدى الأطفال والمراهقين الكويتيين ممن تتراوح أعمارهم بين 6 - 18 عاماً، وذلك عبر تحري فرص انتشار المرض لدى 100 ألف طفل ضمن هذه الفئة العمرية.
أنواع السكري
وينقسم داء السكري إلى:
النوع الأول: يحدث عندما لا يستطيع البنكرياس تصنيع هرمون الأنسولين، والعلاج فى هذه الحالة تكون جرعات من الأنسولين للمساعدة في التخلص من السكر فى الدم، والسكري من النوع الأول غالبا ما يبدأ في الشباب أو في الطفولة
النوع الثاني: يحدث عندما يعجز البنكرياس عن تقديم ما يكفي من الأنسولين، أو أن الأنسولين لا يعمل بنظام صحيح، أو كليهما والوزن الزائد يمكن أن يؤدي إلى ظهور السكري من النوع الثاني.
سكري الحمل: يحدث أثناء فترة الحمل في بعض النساء؛ فالتغيرات الهرمونية أثناء الحمل تمنع الأنسولين من العمل بنظام صحيح. النساء المصابات بسكري الحمل عادة ما يحتجن إلى اتخاذ الأنسولين، والشفاء أمر مرجح بشدة بعد الولادة.
أعراض ارتفاع السكري
- التبول بكثرة وخصوصا في فترة الليل.
- العطش الشديد.
- الجفاف الشديد للجلد والشعر.
- فقدان الوزن (عَرضٌ غالبٌ ولكن أحيانا يكون هناك زيادة في الوزن).
- الأكل بشراهة؛ وذلك لأن الجسم لا يستفيد من مستويات السكر المرتفعة نتيجة عدم كفاية الهرمون المنظم لمستوى السكر بالدم الأنسولين.
- الالتهابات المتكررة ولاسيما الالتهابات الجلدية من الحبوب والخراريج والالتهابات الفطرية غير المستجيبة للعلاج والتهابات مجري البول والالتهابات النسائية، وكثيرا ما تكون هذه الأعراض هي التي تدفع المريض لأن يذهب إلى الطبيب المختص.
سبل الوقاية من السكري
أثبتت دراسات عدة إمكانية الوقاية من مرض السكري من خلال عوامل عدة، أهمها تغيير نمط الحياة نحو حياة صحية أكثر تتضمن استبدال وجبات صحية بالوجبات المعتادة، فضلا عن زيادة النشاط البدني اليومي؛ إذ يعد التحكم بالوزن وممارسة النشاط البدني أهم خطوتين للوقاية من مرض السكري وغيره من الأمراض المزمنة، كما لنشر الوعي الصحي حول عوامل الإصابة دور كبير في الوقاية من مرض السكري.
أعراض مرض السكري عند الأطفال
الأطفال معرضون للإصابة بمرض السكري, ولاسيما من النوع الأول, الذي يهاجم أنسجة الجسم, و جهاز المناعة, و يمنع البنكرياس من إنتاج الأنسولين, مسببا الأعراض الآتية:
العطش
نتيجة لزيادة مستويات السكر في الدم, يتزايد شعور الأطفال بالعطش؛ مما يدفعهم للانجذاب نحو الأشربة الباردة و الماء طوال الوقت.
كثرة التبول
يعد من أعراض مرض السكري المهمة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار, بحيث يزداد كثرة تبول الأطفال نتيجة لزيادة شربهم الماء أو السوائل.
الجوع
تنضب الطاقة لدى الأطفال المصابين بمرض السكري؛ نتيجة لعدم وجود الأنسولين الذي يعمل على نقل السكر بين الخلايا, مما يزيد من شعورهم بالجوع و الضعف.
فقدان الوزن غير الصحي
يميل الأطفال الذين يعانون مرض السكري إلى فقدان الكثير من الوزن في وقت قصير جدا, على الرغم من كثرة الأكل.
التعب الدائم
بسبب نقص الطاقة المقدمة لأنسجة الجسم, وذلك لعدم وجود الأنسولين الذي يعمل على نقل السكر إلى الخلايا, فيصبح جسم الطفل المعرض لداء السكري مجهداً باستمرار.
مشكلات في البصر
نتيجة لارتفاع نسبة السكر في الدم, يتم سحب السوائل من أجزاء أخرى من الجسم, للتعويض, ويشمل ذلك السائل الذي في العين؛ مما يؤثر سلبا على الرؤية.
التهابات فطرية
تظهر هذه الأعراض عند الفتيات جدا ولاسيما في المناطق التناسلية, كما قد يظهر طفح جلدي في مناطق أخرى, نتيجة الإصابة بمرض السكري.
الحمض الكيتوني السكري
تعد من أعراض مرض السكري القاتلة لدى الأطفال؛ حيث تظهر عندما يكون الجسم محروما من الطاقة, فيبدأ بتحطيم الدهون بمعدل مرتفع جدا؛ مما يسبب الحمضية القاتلة في الجسم.
لاتوجد تعليقات