رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: خالدة نايف 30 سبتمبر، 2010 0 تعليق

في رثاء خولة الجسار رحمها الله تعالى هكذا عرفناها.. وهكذا ستبقى ذكراها

 

 

نادرة من نوادر زمانها, وكيف لا؟! وهي قد اتخذت منهج السلف الصالح منهج حياة سلكته في دنياها- كما حسبناها والله حسيبها ولا نزكي على الله أحدا- فشملت شخصيتها فضائل الأخلاق ومكارمها, وأحسن الأعمال وأسماها, فكانت -رحمها الله- حاضنة لمجالس العلم, محبة للعلم والعلماء, تحترمهم وتوصي دائما بالرجوع إليهم وتقديرهم, وإنزالهم منازلهم, وتحرص على سماع محاضراتهم ودروسهم, ومتابعة لأخبارهم وفتاواهم, وقارئة لكتبهم, ومغتنمة فرص الحضور لدوراتهم والأخذ عنهم..انتفع الكثيرون من علمها ورجاحة عقلها وحكمتها, فكانت -رحمها الله تعالى- مرجعا للأخوات وطالبات العلم, في جميع أمورهن, ولاسيما الأمور التي تحتاج إلى مراجعة وأخذ الرأي والمشورة,؛ لما حباها الله من الفطنة والحكمة والبصيرة, منادية دائما بوحدة الصف والالتفاف حول العلماء وبالأخص حين الفتن والمحن قائلة: «إن الأمان عند الاختلاف والفتن, الرجوع إلى العلماء المرضي عنهم, نتبعهم عندما تختلط عندنا الأوراق ولا نستطيع التمييز, فنسير على دربهم الذي ساروا عليه, ونحصر دائرة الخلاف حصرا علميا بعد تحديد نقاط الخلاف, والوسيلة إلى ذلك هي الحوار الراشد.. ».

وكانت -رحمها الله- تضع النقاط على الحروف بإيرادها كل شبهة حول المنهج السلفي, فترد وفق منهج العلماء الربانيين, الذي لا لبس فيه ولا شك, فأعدت لذلك دورة: (نحو منهج سلفي) التي كان لها الأثر الكبير والبليغ في وحدة الصف وجمع الكلمة, ثم أتبعتها بدورة: (من أين نأخذ العلم؟) للحفاظ على المنهجية العلمية السلفية حين الطلب والتلقي, فعلمنا عنها أنه لا بد من الحرص في بداية التلقي على منهج السلف الصالح؛ فإن لهذا أثره في الاستقامة, فمن صحت بدايته صحت نهايته, فإن كان طلب العلم ضرورة فإن طلبه على منهج السلف أشد ضرورة؛ لأنه القاعدة الصحيحة لبناء هذه الأمة.. فرسخت من خلال  هذه الدورات وغيرها المنهجية السلفية الحقة لطالبات العلم الشرعي, فجعلته منهج حياة لهن.. وكان لها الفضل بعد الله في إعداد الداعيات الثابتات بإذن الله على منهج الله القويم وصراطه المستقيم، ليس ذلك فحسب بل كانت -رحمها الله تعالى- بشهادة كل من يعرفها محسنة للفقراء والمساكين, بارة بوالديها, واصلة لأرحامها, متواضعة, ورعة, زاهدة في دنياها, مشمرة لآخرتها، داعية للخير دائماً, آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر, من يراها أو يجالسها أو يلازمها أو حتى يصافحها فقط, لا بد له أن يتعلم ويتربى من هذه اللحظات التي قضاها معها, فكانت -رحمها الله- نعم المربية المؤدبة بسمتها وخلقها وعلمها.. حوت الجميع برحابة صدرها وعمق صبرها, الصغير والكبير, والخادم والرئيس, والفقير والغني..لا تحب الشهرة ولا التصدر, ولم يعرف عنها أنها تصدرت أو تقلدت منصبا, مع علو قدرها ومكانتها عند الجميع, فكانت حقا قدوة حية بيننا فقدناها.. ولكن ستبقى ذكراها والسير على خطاها باقيين ما بقيت الدعوة السلفية نهجنا... رحمك الله يا خولة, وجزاك الفردوس الأعلى، وجعلنا وإياك في عليين ووالدينا وعلماءنا ومشايخنا وذرياتنا وجميع المسلمين.

 اللهم آمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك