رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ناصر نعمه العنيزان 13 ديسمبر، 2020 0 تعليق

في حديث (خاص) مع رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث الإسلامي – العيسى: العمل التطوعي سلوك إيجابي يدعم الشخصية ويرسخ حب البذل والعطاء

 

في لقاء مع رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث الإسلامي طارق العيسى، حول الأعمال التطوعية والدور الذي تقوم به، أكد أهمية العمل التطوعي، وأنه من الأعمال التي حث عليها الإسلام، ودعا إليها النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فالعمل التطوعي ظاهرة اجتماعية، تحقق الترابط والتآلف والتآخي بين أفراد المجتمع، حتى يكون كما وصفه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد كالحمى والسهر» رواه مسلم. والعمل التطوعي من أهم الأعمال التي يجب أن يُعتنى بها، فكل إنسان ذكراً كان أو أنثى مطالب بعمل الخير، بما يتناسب مع قدراته، انطلاقاً من قوله -تعالى-: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (سورة المائدة: 2)، وقال -تعالى-: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (سورة النساء: 114).

- أين نضع دولة الكويت من العالم في مجال الأعمال التطوعية والخيرية؟

- العيسى: إن مجال العمل التطوعي يعد سلوكا إيجابيا، يدعم شخصية الفرد ويعززها، ولا سيما الناشئة، ويرسخ حب البذل والعطاء دون مقابل، ويعزز مساعدة الضعفاء، وتنمية الشعور بالمسؤولية والالتزام، كما أنه علامة لحياة الأمم وتطور حضارتها، وانطلاقا من هذه المبادئ كان قرار الأمم المتحدة عام2014 اختيار دولة الكويت لتكون مركزاً إنسانيا عالميا، واختيار صاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله- قائداً إنسانياً تأكيداً على المكانة المرموقة التي تتبوؤها الكويت في هذا المجال، واعترافا دوليا بريادة الكويت في مجال الأعمال التطوعية والخيرية؛ فالكويت منذ تأسيسها كانت -على الدوام- مركزا عربيا إسلاميا وإقليميا للعمل التطوعي الخــيري والإنساني، ويشــهد لها بذلك عطاؤها وأعمالها الإنسانية الكبيرة التي وصلت إلى دول مختلفة في العالم.

- ما أبرز جهود دولة الكويت في إغاثة اللاجئين؟ وما دور إحياء التراث تحديدا؟

- العيسى: مر إقليمنا العربي بظروف قاسية، استدعت وقفة إنسانية صادقة نابعة من إيماننا بواجبنا تجاه إخواننا في كل مكان؛ فكان (مؤتمر القمة العربية الأفريقية) عام 2013 الذي اختتم أعماله على أرض الكويت، إعلانا عن تقديم الكويت مساعدات للدول الأفريقية بمبلغ مليار دولار لمشاريع التنمية، فضلا عما أُنجز من اتفاقيات ثنائية، ومشاريع تنموية، سيكون لها الأثر البارز في مختلف الدول المشاركة.

المؤتمر الدولي للمانحين

     وكذلك عقد (المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا) الأول 2013، والثاني 2014، والثالث2015، والرابع 2016، برعاية الكويت، وقد حقق أهدافاً كثيرة، لعل من أهمها حشد الدعم من دول العالم، ولا سيما الدول العربية والإسلامية لمساندة الشعب السوري فضلا عن إغاثة الشعبين العراقي، واليمني.

مساعدة الشعب السوري والعراقي واليمني

     أما بالنسبة لجمعية إحياء التراث الإسلامي فقد ساهمت في حملات لمساعدة الشعوب في سوريا والعراق واليمن، بتوزيع مساعدات عينية، وغذائية وخيام للنازحين، مع المساهمة في تنفيذ مشاريع إنسانية وإغاثية ومساعدات طبية لمكافحة وباء كورونا وغيرها من الأوبئة والأمراض.

حملة إغاثة الشعب السوداني

     أطلقت إحياء التراث -وبطريقة عاجلة- حملة لإغاثة الشعب السوداني عام2020، إثر كارثة الفيضانات والسيول، وانهيار الآلاف من المنازل وتهدمها، ولا سيما في المناطق الفقيرة؛ حيث كانت المساعدات كبيرة، وشملت مواد الإغاثة الضرورية من مواد غذائية وطبية وتوفير الخيام وبعض المستلزمات الضرورية للمتضررين.

إغاثة السوريين المهجرين

     أما في سوريا فقد قامت إحياء التراث بحملة عام 2020؛ لإغاثة الأسر الفقيرة والمحتاجة تحت شعار: (نرعاهم)؛ لتوفير الغذاء والعلاج والتعليم، ولتخفيف المعاناة عن اللاجئين والمهجرين من الشعب السوري. فضلا عن الإغاثة الطبية، وقُدمت المساعدات للعديد من الأسر في كل من: لبنان والأردن وتركيا، كما قُدمت المساعدات العاجلة للمحتاجين على الحدود السورية اللبنانية.

- لإحياء التراث دور بارز في رعاية الأيتام- نرجو توضيح ذلك الدور.

- العيسى: تعمل الجمعية في هذا المجال في اتجاهين رئيسين: الأول: كفالة اليتيم بمبلغ شهري يضمن له الحياة الكريمة.

- الثاني: إنشاء مؤسسات متخصصة لتربية هؤلاء الأيتام وتعليمهم وإيوائهم، ومثال ذلك مشاريع الإيواء، ومنها إنشاء قرية أيتام نموذجية.

     كذلك تنشئ الجمعية مدارس للأيتام، ومعاهد فنية متخصصة، يتعلم فيها الأطفال الأيتام حرفا وصناعات، يدخلون بها إلى الحياة العملية، وتكفل الجمعية الأيتام في دول منتشرة في قارات العالم، وذلك من خلال اللجان التابعة لها، منطلقين من قوله -تعالى-: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}، وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى».

- تميزت إحياء التراث بالعمل الخيري ولاسيما داخل الكويت - فما دلائل ذلك؟

- العيسى: تنطلق الجمعية من اهتمامها بالعمل الخيري داخل دولة الكويت من خلال الأنشطة العلمية والثقافية، ومن خلال إقامة الملتقيات والأسابيع الثقافية والمحاضرات والندوات، وطباعة الكتب والبحوث الشرعية وتوزيعها، ومشروع مكتبة طالب العلم، فضلا عن إقامة المسابقات الثقافية، وتنظيم الدورات العلمية والثقافية، وسلاسل الدروس المستمرة، وخلال عام واحد نُظمت مئات المحاضرات العلمية، والدورات، والملتقيات، كما دعمت الجمعية مراكز تحفيظ القرآن الكريم والعديد من الحلقات القرآنية.

     وقد عملت لجان الزكاة على إحياء فريضة إخراج الزكاة لتصرف وفق مصارفها الشرعية، داخل الكويت، لمساعدة الأسر المتعففة، كما نفذت إحياء التراث مشروع فزعة خيرية باسم (صدقة السر) تم من خلالها توفير كسوة الشتاء لمئات من الأسر المحتاجة داخل الكويت، ومئات العمال، فضلا عن مساعدة مئات الأسر المحتاجة بمساعدات نقدية خلال العام الماضي داخل الكويت.

- ما أبرز جهود إحياء التراث في مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد؟

- العيسى: سبق للجمعية أن أنشأت فريقاً لإدارة الأزمات عام 2018، ويقوم بتنسيق العمل والمشاريع والحملات مع قطاعات الجمعية وفروعها، وعلى مستوى دولة الكويت، وقد كانت تجربتنا الأولى مع أزمة الأمطار والسيول عام 2018؛ حيث برز دور الجمعية آنذاك بجهودها في مساعدة الأسر ودعم الأجهزة الحكومية.  وخلال أزمة فيروس كورونا توزعت جهود الجمعية على محاور عدة:

- المحور الأول: توزيع إغاثة ومساعدات عاجلة.

- المحور الثاني: دعم الأجهزة الحكومية ولاسيما من هم في الصف الأول على مواجهة تداعيات الأزمة.

- المحور الثالث: عمل حملات توعية وإرشاد لجميع قطاعات المجتمع،

- المحور الرابع: هو المحور الثقافي، وحرصنا فيه على استمرار الدروس والمحاضرات وحلقات التحفيظ.

بيان التراث

ومنذ الأيام الأولى للأزمة أصدرت جمعية إحياء التراث الإسلامي بياناً حثت فيه شرائح المجتمع على الوقوف صفاً واحداً خلف القيادة الحكيمة لبلدنا، والامتثال للتعليمات التي تصدرها الجهات الرسمية، وهذا يعد واجباً شرعياً ووطنياً.

دعم جهود وزارة الصحة

     وكان من أول مساهماتنا دعم جهود وزارة الصحة الكويتية لتجهيز مقرات الفحص بأرض المعارض والمحاجر في الخيران والجون، وغيرها من الأماكن، وتوفير المواد الغذائية والمشروبات والوجبات اليومية للعاملين والمرضى، وكذلك توفير أجهزة الكمبيوتر لبعض إدارات وزارة الصحة التي كانت تعمل في الصف الأول لمواجهة الأزمة.

فئات متعددة

كما توجهت جهود الجمعية - بفضل الله عز وجل - لعدد من الفئات:

- أولاً: توفير السلال الغذائية والسلال الوقائية للأسر المحتاجة والمتعففة داخل الكويت، كذلك صرف مساعدات مالية لهذه الأسر، ولا سيما سداد الإيجارات المتأخرة، كما طُرحت مبادرة خاصة لمساعدة أسر ذوي الاحتياجات الخاصة وإطعامهم، ومبادرة أخرى لمساعدة المرضى وأسرهم، كما طُرح مشروع خاص باسم (أم الأيتام)، والهدف منه رعاية أسر الأرامل والأيتام.

- ثانيا: المساهمة في الفزعة الكويتية لمساعدة العمال الذين انقطعوا عن أعمالهم، ولا سيما حراس المدارس والمساجد وغيرهم من العمال؛ حيث زُوِّدوا بسلال غذائية ووقائية في أغلب مناطق دولة الكويت.

- ما الذي تبذله إحياء التراث في دعم الأطفال والنساء وكبار السن؟

- العيسى: مساعدة الأطفال ولا سيما الأيتام منهم وأمهاتهم الأرامل تحظى بالأولوية لدى الجمعية، وخلال هذا العام على سبيل المثال، طُرحت حملات مخصصة لمساعدتهم، كان منها حملة لمساعدة مئات الأطفال من أبناء الأسر ضعفاء الدخل في الكويت، ضمن مشروع إعانة (الأسر المتعففة)، وتوفير حقيبة دراسية ومستلزمات شخصية للطلاب والطالبات، كما طُرح مشروع (أم الأيتام) لكفالة الأرامل، وانتهى بكفالة عدد من الأرامل وأسرهم داخل دولة الكويت.

     وخلال أزمة كورونا تم مساعدة ما يقارب من ألفي أسرة من الأرامل وضعفاء الدخل المنقطعين عن العمل داخل الكويت، وكذلك مشروع لمساعدة مرضى غسيل الكلى داخل الكويت، ومشروع ثالث خُصص لسداد الإيجارات المتأخرة للمعسرين من المحتاجين في الكويت؛ حيث اعْتُمدت مائة أسرة لسداد الإيجارات عنها ولمدة ستة أشهر، وقد سبق -وتحت شعار (صدقة السر) أيضا- تنفيذ مشروع رغيف الخبز للمحتاجين وَوُفِّرت من خلاله المواد الغذائية الرئيسة لمئات الأسر.

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك