رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 27 سبتمبر، 2016 0 تعليق

في إطار الرد على مركز (كارنيجي) للشرق الأوسط- موقف جمعية إحياء التراث من الأحداث الإرهابية الحلقة (13)

 الهجوم على المنهج السلفي،  ليس جديدًا بل هو قديم قدم نشوء البدع والافتراق في هذه الأمة، حيث كانت كل طائفة ترى في مذهبها الحق وتعادي من يخالفه، ولما كان السلف هم الوسط المخالفون لأهل الغلو والجفاء والإفراط والتفريط نالهم من الطوائف المنحرفة كافة ما نالهم، وصبت عليهم كل فئة حادت عن الطريق المستقيم غضبها.

لذلك جاء هذا الكتاب ليؤكد هذا المفهوم الذي تميزت به السلفية عن غيرها من المناهج المنحرفة، وهو مفهوم الوسطية، وهو دحض لشبه عدة أثارتها إحدى الدراسات الصادرة عن مركز (كارنيجي) في الشرق الأوسط للباحث (سلطان بال) بعنوان: ( السلفية الكويتية ونفوذها المتنامي في بلاد الشام)، وحوت الكثير من المغالطات والأخطاء الفادحة والشبهات التي استوجب إعداد هذه الدراسة المختصرة والتي قام عليها عدد من المتخصصين في مركز ابن خلدون للدراسات محاولين فيها الحفاظ على نقاء هذه الدعوة المباركة من التشويه والعمل الخيري من الانتقاص والتشكيك.

 منهج إحياء التراث أنه لا يجوز بحال إنكار منكر الإمام المسلم بالسيف، وإنما يكتفى بإنكار منكره بالقلب واللسان، وذلك أن الضرر الواقع على جمهور المسلمين من الخروج عليه أشد من انحراف الحاكم وظلمه

لم تقف جمعية إحياء التراث الإسلامي عند حدود التنظير، بل كان لها دور عملي في بيان أفضل أساليب العلاج لظاهرة الإرهاب التي عصفت بالشباب في هذا العصر

 

لقد مرت بالأمة أحداث جسيمة أثرت فيها وفي مسيرتها تأثيرًا بالغًا، ولما كانت الجمعية قد أخذت على عاتقها مواجهة الفكر المنحرف بشتى الوسائل والطرق، ولاسيما التأصيل العلمي والشرعي، كان للجمعية مواقف واضحة إبان الأحداث الجسام التي شهدتها عدد من الدول ومنها السعودية (حادثة الحرم الشهيرة)، أو ما عرف بفتنة جهيمان، ثم أحداث مصر والمواجهات المسلحة للجماعات الإسلامية مع الحكومة، وأحداث الجزائر؛ فعلى سبيل المثال بعد أن تفجرت الأوضاع في الجزائر وخروج من يصف النزاع هناك بالجهاد، كان موقف الجمعية رافضًا لذلك، وعقدت الجمعية ندوة في خضم تلك الأحداث بتاريخ 8/4/1995 بعنوان: (الحد الفاصل بين الجهاد والإفساد) للشيخ محمد الحمود النجدي أوضح فيها الموقف الصحيح من هذه الأحداث، وأن ما يحدث هناك هو فتنة قتال وهو نوع من الإفساد في الأرض وليس جهادًا؛ حيث أصل لهذه المسألة مبينًا حقيقة الجهاد وشروطه.

     ثم توالت الأحداث وتتابع معها نشاط الجمعية في التحذير من فتن التكفير والتطرف والإرهاب، ومن أبرز ما قامت به الجمعية منذ ذلك الوقت لبيان هذه الفتن وخطرها والتحذير منها ما يأتي:

أولا: الندوات والمحاضرات والدروس منها على سبيل المثال:

- منهج أهل السنة والجماعة في التكفير للشيخ د. سليمان معرفي والشيخ محمد الحمود النجدي.

-  (ظاهرة التكفير) للشيخ/ خالد العنبري.

- (مراجعات في الفقه السياسي والفكري على ضوء الكتاب والسنة) للشيخ عبد الله الرفاعي.

- (ضوابط الجهاد في سبيل الله) للشيخ عبد العزيز الهده -يرحمه الله-.

ثانيا: كتب أصدرتها الجمعية في ذلك الوقت كان الهدف منها التأصيل لعدد من المسائل التي دارت حولها الشبهات ومن أهمها:

- رسالة قيمة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز - رحمه الله - بعنوان: (المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم والمحكوم)، وننقل لكم باختصار بعضا مما جاء فيها: «فلا يليق بالشباب ولا غير الشباب أن يقلدوا الخوارج والمعتزلة، بل يجب أن يسيروا على مذهب أهل السنة والجماعة على مقتضى الأدلة الشرعية فيقفون مع النصوص كما جاءت، وليس لهم الخروج على السلطان من أجل معصية أو معاص وقعت منه، بل عليهم المناصحة بالمكاتبة والمشافهة، بالطرق الطيبة الحكيمة، وبالجدال بالتي هي أحسن حتى ينجحوا وحتى يقل الشر أو يزول ويكثر الخير».

- منهج الجمعية للدعوة والتوجيه: الذي نال رضا كبار الشيوخ والعلماء وتزكيتهم؛ مما جاء في هذا المنهج: «أنه لا يجوز بحال إنكار منكر الإمام المسلم بالسيف، وإنما يكتفى بإنكار منكره بالقلب واللسان؛ وذلك أن الضرر الواقع على جمهور المسلمين من الخروج عليه أشد من انحراف الحاكم وظلمه، فإن السيف إذا وقع بين الأمة وقعت بسببه مفاسد كثيرة؛ فالإمام لابد أن ينحاز له كثيرون معه، ولاسيما إذا كانت الشوكة بيده، كالسلاح، والجيوش، وهؤلاء حتما سيتعصبون له؛ ومن ذا يستطيع أن يصل إلى الإمام دون أن يقع القتل في مسلمين كثيرين يتمترس بهم الإمام، وكذا لا يجوز إقامة المظاهرات والاعتصامات والإضرابات وأعمال الشغب وما شابهها، التي لم يجر عليها عمل السلف الصالح، ويترتب عليها ضياع الأمن وإثارة الفتن، ولنعلم أن كلمة الحق أقوى من ظلم أي سلطان مهما كان وصبر أهل الحق على حقهم وتعرضهم للأذى في سبيله وانتظارهم لفرج الله ورحمته عوامل رئيسة لانكسار الباطل واندحاره مهما كان».

- كتاب: (مراجعات من فقه الواقع السياسي والفكري على ضوء الكتاب والسنة): وهو كتاب أعده الشيخ د. عبد الله ابن محمد الرفاعي، وجمع فيه حوارات لكل من: سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- وفضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- وفضيلة الشيخ صالح السدلان -حفظه الله- وقد تناول قضايا: طاعة ولاة الأمور - التحذير مما وقع فيه الخوارج والمعتزلة - واجب الدعاة في النصيحة - التعدي على الكافر والعاصي - الخروج على الأنظمة العامة - ظاهرة الغلو -تكفير المجتمعات المسلمة- منهج التعامل مع الحاكم المسلم - أساليب الدعوة - التساهل في إطلاق لفظ الردة - حكم المفتئت على السلطان - من ينتظر مجتمعا خاليا من المعاصي واهم - الإشفاق على العاصي ورحمته - يوجد من يتشدد ولا يقدر الأمور قدرها - لا يجوز تغيير المنكر بمنكر أشد منه - هناك من يستغل الصالحين للوصول إلى أغراض فاسدة - المجتمعات التي تقام فيها الصلاة وشعائر الدين لا توصف بالجاهلية - منهج الخروج على المجتمعات الإسلامية ليس إسلاميا - حدود النصيحة وضوابطها - تهييج العامة نهج خطأ -مصلحة العامة مقدمة- التعامل مع الكفار.

- ثالثا: الإصدارات الصوتية في السياق ذاته نذكر منها على سبيل المثال: ظاهرة الإرهاب للشيخ/ د. عبدالرحمن السديس، والرد على مقالات كفرية للشيخ / صالح آل الشيخ، والخوارج الجدد للشيخ / صالح بن حميد، والخوارج والتكفير والخروج للشيخ / عبدالله السبت، وحقوق ولاة الأمور للشيخ / ناصر الدين الألباني.

الأساليب العلاجية لظاهرة الإرهاب

    ولم تقف جمعية إحياء التراث الإسلامي عند حدود التنظير، بل كان لها دور عملي في بيان أفضل أساليب العلاج لهذه الفتن التي عصفت بالشباب في هذا العصر، ويقوم هذا البيان على توجيه العلماء وفتح قنوات الحوار المختلفة مع الشباب من خلال الندوات واللقاءات، وهذا القسم هو القسم الرئيسي نظرًا للحجم الخطير الذي وصلت إليه الظاهرة مما هو غير متوقع، فكان لزامًا تضافر الجهود وتكثيفها ومن ذلك ما يأتي:

أولا: الندوات والمحاضرات والدروس: وقد بلغت في بعض السنوات أكثر من ألفي محاضرة ودرس في مختلف أنحاء الكويت، منها أكثر من 500 محاضرة ودرس متخصص في قضايا الإرهاب والتكفير والخروج وغيرها، منها على سبيل المثال:

- محاضرة: (وسطية أهل السنة والجماعة) للشيخ شمس الدين السلفي التي خلص المحاضر فيها إلى التحذير من التخريب والتفرق والجماعات، وأن التفجير والتخريب والاغتيالات ليست من دين الله و قد أقيمت عام 1996م.

- منهج أهل السنة والجماعة في التكفير للشيخ د. سليمان معرفي والشيخ محمد الحمود النجدي.

- فتنة التكفير للشيخ / عبد العزيز الهده - رحمه الله -.

- الإرهاب: الحكم الشرعي والتصور الغربي للشيخ محمد الحمود النجدي ود. وائل الحساوي.

ثانيا: كتب أصدرتها الجمعية حول فتن الإرهاب والتطرف والتكفير بالإضافة لما سبق ذكره من أهمها:

- رسالة: (ويحكم أفيقوا ياشباب!! بأي عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهادا؟!). للشيخ د. عبد المحسن العباد البدر، و قد اشتركت العديد من لجان الجمعية في طباعة عشرات الآلاف من هذه الرسالة القيمة وتوفيرها.

-  رسالة: (كشف الشبهات في مسائل العهد والجهاد) للشيخ فيصل بن قزار الجاسم.

- (فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة) جمع وترتيب محمد القحطاني وراجعه الشيخ د. صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، وتضمن أهم الفتاوى المتعلقة عن التفجيرات والتخريب في البلاد الإسلامية وغيرها، الخروج على ولاة أمر المسلمين، المظاهرات، الاغتيالات، اختطاف الطائرات، الإضرابات والاعتصامات، العمليات الانتحارية، التكفير، الطعن في العلماء.

- كتاب: (مختصر فتنة التفجيرات والاغتيالات) للشيخ أبي الحسن السليماني المأربي؛ ومما جاء فيه فصل في: نعمة الأمن وأهميتها وسبل تحققها والحفاظ عليها، وفصل في أطوار ومراحل الفكر الذي أفضى إلى التفجيرات والاغتيالات، ثم بعض الآثار السيئة المترتبة على فتنة التفجيرات والاغتيالات، وفصل في أسباب فتنة التفجيرات والاغتيالات، ثم استعراض لشبهات المجيزين للتفجيرات والاغتيالات والرد عليها، وختم الكتاب بفتاوى كبار أهل العلم في هذا العصر في التفجيرات والاغتيالات.

- كتاب: (وجادلهم بالتي هي أحسن) مناقشة علمية هادئة لـ 18 مسألة متعلقة بحكام المسلمين للشيخ/ محمد بن حسن بن عبدالرحمن آل الشيخ، ومما تضمنه ما يأتي: الرد الإجمالي على الشبهات وذلك بأربعة أصول (التثبت – لا يخرج على الحاكم إلا عند وجود الكفر البواح – ليس كل من وقع في الكفر أصبح كافراً – الخروج على الحاكم الكافر لا بد له من خمسة شروط).

- كتاب: (مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر)، وهو بحث قيم آخر للشيخ اللويحق، ومن أهم ما جاء فيه: من أسباب مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر – الأسباب العلمية المنهجية وقسمها إلى: (الأسباب المتعلقة بالجهل – الأسباب المتعلقة بالمنهج العلمي – الأسباب المتعلقة بالمنهج العملي) – الأسباب النفسية والتربوية وتضمن: الأسباب النفسية – الأسباب التربوية – الأسباب الاجتماعية – الأسباب العالمية – آثار مشكلة الغلو – الآثار السلوكية والاجتماعية – علاج مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر – مناهج المعاصرين في معالجة المشكلة وتقويمها.

ثالثاً: إصدارات مختلفة من: (أشرطة كاسيت، فيديو، وأشرطة مدمجة cd)، وقد تجاوزت المائة إصدار نذكر منها على سبيل المثال: (الإعلام بأن الإرهاب ليس من الإسلام) للشيخ/ حاي الحاي، (ظاهرة الإرهاب) للشيخ/ د.عبدالرحمن السديس، ندوة حول: (الإرهاب) للدكتور وائل الحساوي والشيخ / محمد الحمود، (الرد على مقالات كفرية) للشيخ / صالح آل الشيخ، (فتنة الخوارج) للشيخ / صالح آل الشيخ، (الخوارج الجدد) للشيخ / صالح بن حميد، (الخوارج والتكفير والخروج) للشيخ /عبدالله السبت، (حقوق ولاة الأمور) للشيخ / ناصر الدين الألباني، (السلفيون والولاة) للشيخ / عبدالسلام البرج، (رد شبهات مدعي الجهاد) للشيخ/ ناصر الدين الألباني.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك