رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حاتم محمد عبد القادر 22 مارس، 2011 0 تعليق

في أول مقابلة صحافية من مقر علاجهم بالقاهرة- معارضون ليبيون لـ(الفرقان): العهد الملكي كان أكثر حرية وأعز الدين الإسلامي في ليبيا وشمال أفريقيا

 

 

لم يأتوا فارين من جحيم القذافي ونيرانه التي انطلقت براً وجواً على أبناء شعبه العزل الذين قرروا التخلص من حاكم ظالم يقود شعيبه إلى الهلاك.

إنهم مجموعة من الشباب الليبيين الذين حضروا إلى مصر لتلقي العلاج جراء إصابتهم على أيدي قوات القذافي ومرتزقته الأفارقة بعد أن تقطعت بهم السبل في وطنهم أكدوا أن أصعب حصار هو الحصار الداخلي من الحاكم لشعبه، كما أجمعوا أن عهد القذافي هو الأسوأ في تاريخ ليبيا، وأن العهد الملكي كان أفضل بكثير فكان به دستور وحرية وعدالة في توزيع الثروة.

      وبمجرد أن علمت «الفرقان» بوصول هؤلاء الليبيين للعلاج في أحد المستشفيات الكائنة بضاحية مصر الجديدة توجهت على الفور لتكون أول مجلة تجري هذه المقابلة معهم للتعرف على الأوضاع من مفجري الثورة الليبية وشهود عيانها.

      تحدث في البداية الشاب محمد عبدالكريم (25 سنة) من بنغازي: أصبت يوم 17 فبراير أول أيام الثورة في شارع جمال عبدالناصر برصاص كلاشينكوف بطلق حارق خارق، فكنت أتصدى للمرتزقة الذين استعان بهم القذافي، وهنا يفجر محمد ورفاقه مفاجأة وهي أن هؤلاء المرتزقة كانوا موجودين في ليبيا منذ فترة قبل اندلاع الثورة الليبية، وليس كما فهم أنه القذافي استعان بهم فقط عقب اندلاع الأحداث.

       وعن أسباب قيام الشعب الليبي بهذه الثورة رغم الاعتقاد السائد بأنه شعب رغيد العيش واحتياجاته موجودة بوفرة، وأن القذافي كان يوفر لشعبه حياة كريمة يحسده عليها بقية الشعوب العربية، يقول رمضان السبع حسين (47 سنة)، محاضر علم الكيمياء بجامعة عمر المختار: هذا غير صحيح، معظم الليبيين فقراء، كما أننا نفتقر إلى التعبير عن الرأي وحريته ولانستطيع ممارسة عبادتنا فليبيا في عهد القذافي هي دولة الرأي الواحد، وهذه الأسباب الرئيسة لاندلاع ثورتنا قائلاً: إن العهد الملكي كان أفضل بكثير من عهد القذافي، فالملك إدريس السنوسي هو الذي قام بنصرة الدين الإسلامي في ليبيا وشمال أفريقيا، فكانت فترة ازدهار وعاش الشعب الليبي في حرية كاملة وكذلك حرية الصحافة، كما كان هناك دستور وعدالة في توزيع الثروات.

       ويتابع رمضان السبع: أما فترة القذافي فكانت ظلما وفقرا واستبدادا ونهب خيرات البلاد فقد مارس الحصار على الشعب الليبي ويدعي أن هناك سلطة شعب، مدعياً أن الثروة والسلطة في يد الشعب، والصحيح أنها في يده وأبنائه.

       ويقول صالح عبدالغني (39سنة) معلم لغة إنجليزية من البيضاء: بدأت مظاهراتنا الاحتجاجية سلمية للغاية في يوم 16 فبراير الماضي، ولم تكن لنا مطالب سوى تحقيق العدالة الاجتماعية والعدل في توزيع الثروات، فلم نكن نطالب بأي إسقاط سياسي، فلم نكن نجرؤ على الخروج أبداً ؛ نظراً لقوة الأجهزة الأمنية في ليبيا، ولكن بعد ثورة تونس ونجاحها في خلع رئيسها السابق زين العابدين وإجباره على الفرار هارباً وسقوط بقية نظامه، وكذلك قيام ثورة الشعب المصري في 25 يناير ونجاحها في إسقاط نظامها الحاكم بشكل سلمي وحضاري، فقد استلهمنا ثورتنا من الثورة المصرية، وخرجنا في تجمعات سلمية، إلا أننا فوجئنا بقوات القذافي ومن أول يوم واجهتنا بإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع ونحن عزل من أي سلاح، فقد ضربنا بضراوة من القذافي ونظامه من المرتزقة الأفارقة، فكانوا موجودين منذ اليوم الأول وأطلقوا علينا الرصاص الحي حتى وقع أول ضحيتين في البيضاء، وقد شاهدنا هؤلاء المرتزقة في الكتائب الأمنية مثل كتيبة شحات، وشحات هي مدينة تابعة للبيضاء تبعد عنها حوالي 10 كيلومترات كما سقط شهيدان في البيضا في اليوم الأول، وفي اليوم الثاني وقع حوالي 20 شهيداً ومئات الجرحى.

       وفي اليوم الثاني لاحظنا توافد المرتزقة بكثافة وهو ما دفع أهالي (شحات) لمحاصرة المرتزقة حين أردوا التوجه للكتيبة الأمنية للمبيت بها، وهنا عرض نظام القذافي على أهالي (شحات) الوظائف والمال مقابل عدم التعرض للمرتزقة، إلا أن الأهالي رفضوا، وقاموا باقتحام الكتيبة الأمنية - بعد دفن الطفلة رقية التي قتلت غدراً – وسقط في هذا اليوم حوالي 40 شهيداً، وعرضنا على المرتزقة الخروج من الكتيبة بسلام إلا أنهم رفضوا، هنا رفض آمر الكتيبة مصطفى رتيمة ( من قبيلة القذافي) إطلاق النار علينا رغم قرابته للقذافي ولكن قتله المرتزقة، وبفضل الله سقطت الكتيبة في يد الثوار بعد ثلاثة أيام وتم توزيع سلاحها عليهم.

       و يتداخل في الحديث كل من: مرعي جبريل الزيدي، وسيف النصر مراجع، ومسعود فرج الفايدي ليؤكدوا أنه تمت تصفيات لرتب كبيرة في الجيش الليبي من قبل نظام القذافي وتحديداً في (سرت) و(العزيزية)، أما عن البث لمشاهد الاستقرار من قبل التليفزيون الليبي الرسمي وتأييد الشعب للقذافي فيؤكدون أنه يتم تهديد المذيعين بالسلاح؛ لذا فهم مجبرون على تقديم المواد بهذه الصورة، كما أن من يريد الخروج في طرابلس من بيته لقضاء  حاجة لا بد أن يهتف للقذافي معلناً تأييده حتى يضمن الرجوع سالماً لبيته.

       وحين سألناهم عن سيف الإسلام معمر القذافي وقد شاع عنه أنه وجه إصلاحي وله قبول وشعبية لدى الليبيين أجابوا: هذا ليس صحيحاً ؛ بدليل أنه حين كان يحضر في أي مكان تجري عملية تمشيط كبرى للمكان ويأتي من ورائه وأمامه جيش كبير.

        وعن الأنباء التي تفيد بسيطرة القذافي واحتمالية عودة الأوضاع كما كانت قالوا: على جثثنا ويستحيل أن يسيطر القذافي مرة أخرى ولن نرجع عن ثورتنا.

        ويروي خالد عبد العزيز غانم البرعصي من مدينة البيضاء (35 سنة) مصاب برصاصة كلاشينكوف في الحوض كنت من أول الذين خرجو يوم 16 فبراير وأول المصابيين وعلى الرغم من أنني من عائلة حسين وتربطنا علاقة نسب بأسرة القذافي وليس لدي أي مطالب اجتماعية فقد كنت أول المتظاهريين احتجاجا على غياب الحريات وبطش القذافي بالجميع ويضيف أن الثوار الآن مسلحين تسليحاً جيداً فالسلاح الذي استولينا عليه من الكتائب وضع في المساجد وتم تويعه على الكبير والصغير وخازن السلاح مليئة لكن هناك بعض الأسلحة التي لا يمكن أن يجيد استخدامها الكثير، ويؤكد على ذلك فرج انخيع الذي يقول إننا نجيد استخدام الكلاشينكوف و(الآربيجيه) لكن الـ (م.ط) أي مضادات للطيران لا يجيد استخدامهما الكثيرون ويروي أن أحد المتظاهرين داس بطريق الخطأ على بيت النار أو الزناد فقتل كل المحيطين حوله.

         ويقول مراجع إبراهيم فركاش (مصاب بطلقة م.ط في الرأس): في الاشتباكات مع كتيبة عبد الله السنوسي مات كل أصحابي الذين كانوا معي ولم يبق سواي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك