رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 17 سبتمبر، 2012 0 تعليق

فيلم الإساءة … وردود الفعال المتباينة

      الأمريكي الذي تزعم حملة لحرق المصاحف و إهانتها قبل سنوات مضت لم يعاقب،بل سلط الإعلام الضوء عليه،وأخذ شهرة واسعة  على الرغم من أن عليه قضايا مالية وأخلاقية كما ذكرت الصحف الأمريكية في حينها؛ هذا الأمريكي أراد أن يخرج بثوب عدائي جديد ووجد ضالته عند أرثدوكس مصريين حاقدين على المسلمين يعيشون في أمريكا ليخرجوا فيلما سيئا يحتوي على الكذب والبهتان بحق خير البشرية وسيدهم صلى الله عليه وسلم، فعرضوا المادة على يهود صهاينة في أمريكا فقام بدعمه مئة منهم،ثم أعدوا العدة للفيلم واشتغلوا عليه خلال سنوات مضت،ثم عرضوه من بداية سبتمبر،وكان الفيلم غير مقبول عند كثير من القنوات؛ لأنه سيء في إخراجه ومادته، ولم يطبق أدنى معايير الإعلام في الإعداد والعرض، ولكن وجدت الدولة الصفوية الرافضية بغيتها فقاموا بعرض لقطات في قنواتهم المشهورة واستطاعوا أن يؤثروا على القاعدة ليتزعموا حملة كبيرة ضد السفارات يتفق مع يوم 11/9 ولاسيما أن هناك حسابات بينهم وبين أمريكا من خلال الاعتداءات المتكررة وتصفية قاداتهم،فقاموا بالاعتداء على السفارة والسفير في بنغازي،وكاد المشهد يتكرر في مصر وتونس والكويت، وقد رفع بعض المتظاهرين رايات القاعدة وعبارات كلنا أسامة... وهكذا كان المشهد.

       فالقيادة في مصر وتونس طالبت برفع قضايا على جميع المتورطين في إعداد هذا الفيلم أو نشره أو دعمه، وفي ماليزيا تقدم عدد كبير من المواطنين برفع لوحات احتجاج،ثم سلموا السفير الأمريكي رسالة احتجاج يطالبون فيها بمحاسبة المتورطين ووقف الفيلم،وفي إيران احتشد عدد كبير أمام السفارة الأمريكية ولكن من بعيد،ثم انفضّ الجمع،ومثله في فلسطين المحتلة،ومثله في أغلب الدول الإسلامية .

       لا شك أننا نحب  النبي صلى الله عليه وسلم،وحبه من الإيمان،ونبينا سيد الأولين والآخرين،ونعتقد بأن الله عز وجل قد حماه : { إنا كفيناك المستهزئين}،وتوعد الله عز وجل  من يؤذيه بالعذاب الأليم بقوله : { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا}،وقال سبحانه : { والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم}.

       وفي السير أن رجلا أعمى له زوجة كتابية كانت تنال من النبي بأقذع الألفاظ واللعن والطعن،وكان زوجها يحذرها فطعنها وماتت،ثم ذهب إلى النبي وبيّن له ما حدث،فلم يقم عليه الحد أو التعزير.

       الغضب عندما تنتهك حرمات الله عز وجل يمثل ردة فعل إيمانية،ولكن لابد من التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في ردود الأفعال مع الخصم من خلال رؤية شرعية وليست عاطفية تنساق مع الهوى،ثم يتدخل الشيطان في قيادتها.

       ما أجمل أن تتوحد كلمة الأمة على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم،وأن يصدق فيما أخبر،وعرض سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة بجميع اللغات وجميع الوسائل الإعلامية الممكنة،وعودة منهج النبي ليدرس في المدارس وفي جميع المراحل.

      والله عز وجل بيّن عداوة أهل الكتاب للإسلام من خلال آيات كثيرة منها قوله عز وجل : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردوكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم }،و : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم }،و : { ويصدون عن سبيل الله }،و : { ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا }،فيجب أن نكون على حذر منهم،وهم رأوا أعداد المسلمين في تزايد مستمر،بل عدد من يترك دينه من أهل الكتاب ويدخل في الإسلام فاق الوصف،فلذلك كانت هذه الحرب وهذا الصراع بين الحق والباطل سيبقى إلى قيام الساعة.

       فلا تحسبوا أن ما حدث شر للأمة،بل هو خير حتى تتوحد الصفوف ويميزوا بين الولاء والبراء ونصرة المسلمين، وإعداد قوة البنان والسنان للمتربصين بأهل الإيمان، والسعي الحثيث لتحكيم شرع الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم،والعودة إلى الدين الوسطي،وبيان العقيدة الإسلامية الصحيحة والأخلاق الإسلامية المميزة،وعندها سنكون خير أمة أخرجت للناس،وينصرنا الله بالرعب،وتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ويردهم الله على أعقابهم .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك