رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس 8 أبريل، 2014 0 تعليق

فوائد ودرر علمية من كلام العلماء


ليتخذ المسلم وردا من الأذكار طرفي النهار ووقت النوم، وليصبر على ما يعرض له من الموانع والصوارف، فإنه لا يلبث أن يؤيده الله بروح منه، ويكتب الإيمان في قلبه.

ابن حزم: واعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يجر الله على أيديهم خيرا، ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية، ولا رفع للإسلام بهم راية

 

هنا الكثير من الدرر والفوائد العلمية أوردها العلماء في كتبهم، قد يحتاجها المسلم، ولكنه يمكن أن تمر عليه بسهولة؛ لأنها تحتاج إلى تنقيب وبحث في بطون الكتب، وهو أمر قد لا يتيسر على البعض منا، لذلك أحببت أن أشارك مع قراء المجلة الكرام بعض الدرر والفوائد العلمية التي تمر علي أثناء قرآتي في كلام أهل العلم لتعم الفائدة.

-  قال شيخ الاسلام: وقوةُ القلب المحمودة غير قسوته المذمومة، فإنه ينبغي أن يكون قوياً من غير عُنف، وليِّناً من غير ضعف.

(مجموع الفتاوى 30/7)

-  قال ابن عقيل الحنبلي -رحمه لله-513هجري: وكل جدل لم يكن الغرض فيه نصرة الحق فإنه وبال على صاحبه والمضرة فيه أكثر من المنفعة، ولكن فيها أعظم منفعة إذا قصد فيها نصرة الحق والتقوي على الاجتهاد ونعوذ بالله من قصد المغالبة وبيان الفراهة وينبغي أن يجتنبهما.

-  (وصفةٌ للهدايةِ.. وترياقٌ وشفاءٌ من الحيرةِ).

     بعث رجلٌ مشتتٌ محتارٌ إلى شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- هذا السؤال: ما دواء من تحكم فيه الداء، وما الاحتيال فيمن تسلط عليه الخبال، وما العمل فيمن غلب عليه الكسل، وما الطريق إلى التوفيق، وما الحيلة فيمن سطت عليه الحيرة، إن قصد التوجه إلى الله منعه هواه، وإن رام الادِّكار غلب عليه الافتكار، وإن أراد يشتغل لم يطاوعه الفشل؟

فأجاب رضي الله عنه :

     دواؤه الالتجاء إلى الله تعالى ، ودوام التضرع إليه سبحانه، والدعاء بأن يتعلم الأدعية المأثورة، ويتوخى الدعاء في مظان الإجابة، مثل آخر الليل، وأوقات الأذان والإقامة وفي سجوده، وفي أدبار الصلوات.، ويضم إلى ذلك الاستغفار، فإنه من استغفر الله ثم تاب إليه متعه متاعا حسنا إلى أجل مسمى.

وليتخذ وردا من الأذكار طرفي النهار ووقت النوم، وليصبر على ما يعرض له من الموانع والصوارف، فإنه لا يلبث أن يؤيده الله بروح منه، ويكتب الإيمان في قلبه.

وليحرص على إكمال الفرائض من الصلوات الخمس بباطنه وظاهره، فإنها عمود الدين.

ولتكن هجيراه: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»، فإنه بها يحمل الأثقال، ويكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال.

 ولا يسأم من الدعاء والطلب، فإن العبد يستجاب له ما لم يعجل فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي.

وليعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا، ولم ينل أحد شيئا من جسيم الخير - نبي فمن دونه - إلا بالصبر.

 والحمد لله رب العالمين .

(جامع المسائل 7 / 446 ).

 

المصير المهين لمبغضي صحابة سيد المرسلين

-  قال الحافظ الذهبي: حدّثني الإمام محمد ابن منتاب، أن عز الدين يوسف الموصلي كتب إليه -وأراني كتابه-، قال: كان لنا رفيق يقال له الشمس ابن الحشيشي، كان يسب أبا بكرٍ وعمر رضي الله عنهما ويبالغ، فقلت له: يا شمس قبيح عليك أن تسب هؤلاء وقد شبت!! ما لك ولهم وقد درجوا من سبع مئة سنة، والله تعالى يقول : {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(البقرة: 134)؟ فكان جوابه: والله والله إنّ أبا بكر وعمر وعثمان في النار!.

 قال ذلك في ملإٍ من الناس، فقام شعر جسدي، فرفعتُ يدي إلى السماء وقلتُ: اللهم ياقاهر فوق عباده، يا من لا يخفى عليه شئ، أسألك، إن كان هذا الكلب على الحق فأنزل فيّ آية، وإن كان ظالماً فأنزل به ما يعلم هؤلاء الجماعة أنه على الباطل في الحال.

 فورمت عيناه حتى كادت تخرج، وأسّودّ جسده حتى بقي كالقير وانتفخ، وخرج من حلقه شئ يصرع الطيور، فحُمِلَ إلى بيته، فما جاوز ثلاثة أيام حتى مات، ولم يتمكّن أحد من غسله مما يجري من جسمه وعينيه، ودُفِن -لا رحمه الله- قال لي ابن منتاب: جاء إلى بغداد أصحابنا من الموصل وحدّثوا بهذه الواقعة، وهي صحيحة، وذلك في سنة عشرة وسبع مئة.

 (المصدر: ذيل تاريخ الإسلام، ط. دار المغني ص 117).

 

فرق الضلالة

-  قال ابن حزم في الفصل: (171/4)

     واعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يجر الله على أيديهم خيرا، ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية، ولا رفع للإسلام بهم راية، وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين، ويفرقون كلمة المؤمنين، ويسلون السيف على أهل الدين، ويسعون في الأرض مفسدين.

رؤوس النعم

-  قال وهب بن منبه: رؤوس النعم ثلاثة: فأولها الإسلام التي لاتتتم نعمة إلا بها، والثانية: نعمة العافية التي لاتطيب الحياة إلا بها، والثالثة: نعمة الغنى التي لايتم العيش إلابه.

(كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لابن قيم الجوزية)

عقوبة أهل الأهواء

-  قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله- فى التحذير من أهل البدع والاهواء: «ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم أو ذبّ عنهم أو أثنى عليهم أو عظّم كتبهم أو عُرِف بمساعدتهم ومعاونتهم أو كره الكلام فيهم أو أخذ يعتذر لهم، بأنّ هذا الكلام لا يُدرَى ما هو؟ أو من قال إنّه صنّف هذا الكتاب؟ وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق، بل تجب عقوبة كل من عَرَف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم، فإنّ القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادا ويصدُّون عن سبيل الله».

(مجموع الفتاوي: 2/132).

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك