رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 7 يونيو، 2018 0 تعليق

فقراء غزة ينتظرون زكاة الفطر لسد احتياجاتهم الغذائية


تنتظر العائلات المتعففة في قطاع غزة اقتراب زكاة الفطر لسد حاجتها من المواد الغذائية الأساسية، بعدما حرم جزء منها من مساعدات كانت تتلقاها خلال شهر رمضان المبارك؛ نظراً لغياب الدعم للعمل الخيري، بينما لم تكف العائلات الأخرى المساعدات المحدودة التي تلقتها خلال الشهر الكريم.

وشوهدت لأول مرة في تاريخ غزة، صور طوابير الفقراء وهم ينتظرون تعبئة أواني يحملونها بقليل من العدس أو الجريشة الذي يطبخ في الشوارع العامة من قبل عائلات عادية، ما يعكس حجم الفقر والعوز الذي وصلت إليه الأمور.

ويجسد هذا الواقع المرير حاجة الناس الماسة لمشروع زكاة الفطر، التي ينتظرونها بفارغ الصبر، علهم يظفرون بقليل من احتياجاتهم الأساسية.

صور المعاناة في غزة

 يمر رمضان هذا العام على أهل غزة والمعاناة تتفاقم في ظل حصار استمر لأكثر من 11 عاماً، وانعدام فرص العمل وازدادت نسبة الفقر والبطالة، وارتفعت معها الأسعار والغلاء الفاحش.

      يصف أهل غزة أسواق القطاع التي طالما كانت مزدحمة خلال شهر رمضان في السابق؛ بأنها خالية من الأهالي لعجزهم من توفير أدنى متطلبات الحياة، معاناة فوق معاناة فالحصار من اليهود محكم، والمعابر مغلقة، والتيار الكهربائي ينقطع أغلب ساعات اليوم.

     ويصف الإخوة العاملين في الجمعيات والهيئات الخيرية في فلسطين حالة العوز وضيق الحال التي بلغت بالكثير من الأسر ألا تجد على مائدة الإفطار إلا موائد متقشفة كالماء وحبات من التمر، وبعضهم ممن استطاع الحصول على كيس من العدس ليكون الصنف الوحيد على مائدته طوال أيام الصيام، وغيرهم كان فطوره الخبز والشاي!، وهذا فضلاً عن تناول وجبة الإفطار كان في أغلب الأيام على أضواء الشموع بسبب انقطاع الكهرباء.

     ففي السنوات السابقة كان أكثر ما يشغل الآباء توفير ملابس العيد وهداياه لأطفالهم، تلك كانت معاناة الآباء والأمهات، والآن تغيرت الحال والأحوال ليكون هّم الأبوين توفير لقمة العيش لأطفالهم، والعيد يمر على أطفالهم كسائر الأيام، وهذه الحال لم تعهدها المؤسسات الخيرية في السنوات السابقة، التي أصابها ما أصابها من الحصار؛ مما أفقد الآلاف من الأسر والأيتام والأرامل والمرضى والمقعدين مخصصاتهم وكفالاتهم الشهرية، فأصبحت المؤسسات والجمعيات الخيرية والإنسانية مكتوفة الأيدي أمام تلك المعاناة التي تُنقل لنا بالصوت والصورة عبر القنوات الفضائية ولا نجد من يحرك ساكنا.  ما يعيشه أهل غزة هو تحالف عالمي مستمر لحصار غزة وقطع المساعدات والتحويلات عنها حتى ولو كانت لمسح دمعة أرملة وكسوة يتيم وإغاثة مسكين لا يجد كِسرة خبز!

     لا شك أن العالم الإسلامي والعربي مطالب اليوم بأداء واجبه في نصرة الشعب الفلسطيني وعونه، وفك ذلك الحصار الشديد المفروض عليه؛ بتقديم وسائل الدعم المادي والاقتصادي كلها؛ وعلى الشعوب الإسلامية في العالم أن تقدم مزيدا من الدعم والمؤازرة لإخوانهم، وليحذر المسلمون جميعاً في العالم من أن يكونوا سبباً في التخذيل أو التواني أو النكوص عن دعم إخوانهم المحاصرين في غزة. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك