رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 2 نوفمبر، 2015 0 تعليق

فضائل أبي بكر الصديق – رضي الله عنه –

 ما أحوجنا للنظر في فضائل الصحابة -رضي الله عنهم- لنزداد يقينا بأنهم خير البشر بعد الأنبياء والرسل عليهم السلام، فنأخذ منهم الدروس والعبر في مسيرة حياتنا وما أحوج الأجيال  إلى تعلم سيرتهم.

     فأبوبكر وهو عبدالله بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة القرشي، الذي قال الله تعالى فيه:{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ  أُولٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}(الزمر: 33)، وكان يعطي أموالا طائلة لحديثي العهد بالإسلام، فقال الله -عز وجل- عنه: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ﴿٥﴾ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴿٦﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}(الليل: 5-7).

     فأبوبكر الذي كان في الغار مع النبي صلى الله عليه وسلم قبيل الهجرة إلى المدينة هو الذي أعد الخطة وأعد ركبين و5 آلاف درهم وابنه محمد ينقل لهم الأخبار وابنته أسماء تأتي بالزاد، ومولاه عامر بن فهيرة يأتي بالغنم ليلا ليحلبوا ويأكلوا منها، واتخذ عبدالله ابن أريقط دليلا في طريق الهجرة.

لقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإسراء والمعراج وسمي من وقتها بالصديق.

ولما سأل عمرو بن العاص النبي صلى الله عليه وسلم في ذات السلاسل: «من أحب الناس إليك؟ قال:« عائشة فقال:« ومن الرجال؟» قال: «أبوبكر».

وأثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم خيرا، فقال: «إن من أمّن الناس عليّ  في صحبته وماله أبوبكر ولو كنت متخذا خليلا لأتخذت أبا بكر، ولكن إخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باباً إلا سد إلا باب أبي بكر» رواه مسلم.

ويوم أحد لما وقف النبي صلى الله عليه وسلم على جبل أحد فقال: «اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان».

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بإغلاق أبواب بيوتهم التي تدخل على المسجد إلا خوخة أبي بكر».

ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم  يخرج في سفر أو غزوة كان يولي أبا بكر في المدينة ولما مرض صلى الله عليه وسلم قال: «مروا أبا بكر فليصل في الناس».

وكان أبو بكر سابقا في الخيرات، فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم ضحى أحد الأيام الصحابة عن أربعة أشياء: «من أصبح منكم اليوم صائما، ومتصدقا وعاد مريضا، واتبع الجنازة؟»، فرد أبو بكر «أنا يا رسول الله».

وكان كثير الصدقة حتى إنه ذات يوم جاء بكل ماله ووضعه بين يد النبي صلى الله عليه وسلم  وقال عنه عمر رضي الله عنه ما سابقت أبا بكر إلى شيء قط إلا سبقني إليه.

وكان همه رضي الله عنه  الآخرة، فكان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم : «هل يدعى أحد إلى أبواب الجنة الثمانية، فقال نعم وأرجو أن تكون أنت يا أبا بكر».

وأبوبكر رضي الله عنه  سد عن الأمة مجموعة من الفتن التي عصفت بها:

- أولها: وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تمر عليهم ولا بعدهم فترة مثلها، فكشف أبو بكر عن وجهه صلى الله عليه وسلم  وقبله بين عينيه، وقال: طبت حيا وميتا، ثم وقف في القوم خطيبا قائلا: أيها الناس من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمدا فإن محمد قد مات) وتلا الآية.

- ثانيا: لما تنازع القوم بعد الوفاة من الذي يتولى الخلافة وكان ذلك في سقيفة بني ساعدة، فبعد نقاش طويل جمع كلمتهم أبو بكر وتمت البيعة.

- ثالثا: لما ارتدت مجموعة من القبائل عن الإسلام واستنكفت عن دفع أموال الزكاة فقال: «والله لأقتلن من فرق بين الزكاة والصلاة» وسيّر في وقتها جيش أسامة الذي أعده النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته لفتح الشام.

- رابعا: عندما جمع القرآن في مصحف بعد أن قتل بعض الحفاظ، وفتحت دول كثيرة، فأمر زيد بن ثابت للقيام بجمعه بين دفتين.

وأجمعت الأمة على أن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم  أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، ثم عمر رضي الله عنه .

وكانت مدة خلافته سنتين وستة أشهر مليئة بالإنجازات الكبيرة والعظيمة، وكان عمره 63 سنة.

وبعد فترة من الزمن بلغ عائشة -رضي الله عنها- أناسا يشتمون أبا بكر وعمر فقالت: «إن الله -عز وجل- قطع عن أبي بكر وعمر العمل ولم يقطع عنهم الأجر»، رضي الله عنهم جميعا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك