رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 14 يناير، 2013 0 تعليق

فبـرايـر شهــر التحرير فمتى يتحول إلى شهر الصلح؟!

     تعوّدنا من ولاة أمورنا -رحمهم الله جميعا- وبارك في صاحب السمو أمير البلاد، أنه في شهر فبراير تكون المفاجآت التي تريح القلب وتجمع الكلمة وتزيد الألفة والمحبة، ففي تاريخ 25 فبراير تحررت الكويت من الاحتلال البريطاني، وفي 26 فبراير تحررنا من احتلال البعث العراقي المجرم، وفي 25 فبراير زادت كميات تصدير النفط.

     كم من عن سجين عفي عنه في هذا الشهر، وكم رفعوا الرواتب ووزعوا البيوت، وكم خرجوا من دفعات علمية وعسكرية، وكم أعطوا مراسيم وقوانين لخدمة الشعب، وغيرها من الأمور التي كانت خيرا للشعب في كل عام.

     نرجو من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح -حفظه الله وسدده ووفقه- أن يتكرم فيشمل بعفوه شبابا أساؤوا فهم الحرية أو تجاوزوا بالكلمة أو غرر بهم في تصرفات، أو أخذهم الحماس الزائد وترجم إلى فوضى وحوادث مستنكرة وغيرها.. فهم أبناء الكويت وثروة البلاد، وهم عماد الوطن، وهم اللبنات التي تؤسس عليها الدول المتقدمة، فالعفو والصفح الجميل من شيم الكرماء.

     كما نرجو من صاحب السمو أمير البلاد أن يتكرم مشكورا بإعطاء الأوامر بعقد مؤتمر المصالحة والمحافظة على وحدة الكلمة وجمعها، وإزالة كل الخلافات والأحقاد والضغائن التي تعكر الصفو وتزيد من الافتراق والاحتقان والعصبيات الجاهلية؛ حتى تبقى الكويت خفاقة عالية في ظل رعاية أبوية كريمة، ونرى إذابة الجليد يقترب من شهر تحررت فيه البلاد من قيود الاحتلال وممن يتربص بنا.

     كما نرجو من صاحب السمو أمير البلاد أن يتكرم مشكورا مأجورا فيشمل بعفوه قناة اليوم ويلغي قرار إيقافها؛ فهي الرئة التي تنفس منها الشعب الصعداء وتلقى منها الأخبار المحلية واللقاءات المباشرة مع أصحاب الخبرة وأهل الاختصاص، وإن كانت هناك أخطاء إجرائية فليس الإنسان معصوما مهما بلغ من الحيطة والحذر، فذلك وارد والخطأ وارد ولكن عندما يعترف الإنسان بالنقص والخطأ وعدم الإصرار والعودة إلى جادة الصواب والعمل مع عدم تكراره مستقبلا ستكون حتما لفتة أبوية كريمة وحنانا لا ينسى وعفوا عند المقدرة.

     الشعب صغارا وكبارا مهما اختلفت ألوانهم ومناطقهم وعوائلهم وقبائلهم يجمعون على محبة الوطن الغالي ومحبة الأسرة الحاكمة الكريمة، ويفتخرون بكل المواقف بوطنهم وما يقدمه من خدمات كريمة لا تحصى في مثل هذا المقام حتى أصبحنا -بفضل الله عز وجل- أفضل دولة في العالم تقدم خدمات لشعبها.

     الشعب لا يريد الفوضى ولا التصادم ولا الإطاحة بالنظام كما يصوره كل حاقد وأفاك أشر، بل يريد أن يتعاون من أجل القضاء على الفساد والمفسدين والخلايا النائمة التي تتربص بنا الدوائر وتحيك المؤمرات وتتحين الفرص لإيغار الصدور وإحداث الشرخ؛ لأنها تقتات على مثل هذه الأوضاع المدلهمة، فكلما استقر الوطن وهدأت الأمور واقترب الإصلاح زادوها فتنة واشتعالا والعياذ بالله.

     الشعب يتوجع ألما عندما يرى أن الاخطاء تتزايد والمشاريع تتباطأ والتنمية تتراجع والنهضة والحضارة والخطة تنحصر في كلمات ولايراها على أرض الواقع بشكل ملموس، وهذا ما يتفق عليه القاصي والداني.

     مساحة الاتفاق أكبر بكثير من مساحة الاختلاف أو سوء الفهم أو سوء الظن، فالكل يود لهذا الوطن الغالي أن يستمر في بقائه شامخا يشار إليه بالبنان كما كان وأفضل مما كان، عروسا للخليج وشامة في الخد ونورا في الجبين في زمن سمو الأمير الحالي الشيخ صباح الأحمد الصباح وولي عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح.

     ما أجمل النصيحة التي تقرب، والموعظة التي تجمع، والتضحية التي تؤلف، والخطب التي ترقق، والإجراءات التي تهدم كل عقبة تقف أمام وحدة الشعب لنرى القيادة الحكيمة تتقدمنا، وندعو الله أن يسدد خطاهم ويوفقهم ويجعل عملهم في رضا ربنا سبحانه ليقوموا بعمليات البناء ويواصلوا مهمتهم الصعبة مع الرعية المخلصين والمحبين والمتعاونين والمطبقين السمع والطاعة.

     الأوضاع المدلهمة بالفتنة والانحدار في التعامل على مستوى العالم تجبرنا جميعا على العودة إلى الحكمة والتعامل بالرفق والالتفاف حول قيادتنا لتجاوز المحن وتحريش الشيطان وجنوده حتى ترجع الثقة بالشعب الذي بذل الغالي والنفيس من أجل إزالة جميع المحن التي مرت به.

اللهم احفظ ولي أمرنا وبلادنا وشعبنا ومن يقيم على هذه الأرض الطيبة من كل سوء يا رب العالمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك