غلاء المهور مخالفة شرعية.. والمهر البسيط ليس عيباً
المهر هو ما يُعطى للمرأة التي ترغب بالزواج، ولا يشترط أن يكون المهر مالا؛ فالنبي [ فيما رُوي عنه أنه زوج امرأة لأحد الصحابة بما يملك من القرآن الكريم.
وغلاء المهور يؤدي إلى عدم الزواج أو الزواج بعد سن متأخرة، وذلك يؤدي إلى أمور سلبية عدة وهي:
< مخالفة الشريعة وهدي النبي [، بحيث إن القرآن الكريم والسنة المطهرة أمرتا أمرا والأمر يقتضي الوجوب؛ كما قال تعالى: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم} (النساء: 3)، وكما في الحديث الذي رواه معقل بن يسار أنه [ قال: «تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة» أخرجه النسائي.
< انتشار الرذيلة والزنى: وهذا يؤدي إلى عدمية حفظ النسل، ويؤدي كذلك إلى اختلاط الأنساب الذي يصبح به الإنسان كالبهيمة بحيث لا يعرف أمه من أبيه.
< قلة الولد وانقطاع النسل: بحيث إن غلاء المهر يؤدي إلى قلة التكاثر أو عدمه الذي هو ينافي سنن الحياة البشرية والفطرة السوية التي بني عليها هذا الكون.
< لا يؤدي إلى تعدد الزوجات: وتعدد الزوجات له من الحكم الإلهية البليغة بحيث إنه يكفل اليتيمة والمطلقة وكبيرة السن... إلخ؛ لوجود قوامة الرجل عليها.
< الفقر: حيث إنني رأيت أحد الرجال راكبا سيارة قديمة؛ لأنه كان لا يستطيع شراء سيارة جديدة بسبب سداده لأقساط ديون زواجه.
< الأمراض الجنسية الخطيرة الفتاكة كالإيدز والهربس، حمانا الله من هذه الأمراض.
للأسف أصبح غلاء المهور ظاهرة متفشية في مجتمعاتنا، بحيث يبلغ المهر أرقاما فلكية، ويروي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جاء رجلٌ إلى النبي [ فقال: إني تزوجت امرأة من الأنصار، فقال له النبي[: «هل نظرت إليها فإن في عيون الأنصار شيئا»؟ فقال: نظرت إليها، فقال[: «على كم تزوجتها»؟ قال: أربع أواق، فقال الرسول [: «أربع أواق! كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل».
وللأسف فإن بعض الآباء يعتقدون أنهم إذا زوجوا بناتهم بمهر رخيص أنهم ارتكبوا عيبا. بل إنهم على خير من الله حيث إنهم طبقوا ما جاء بالكتاب والسنة وأحصنوا فروج إخوانهم المسلمين بما أحل الله لهم.
روت عائشة رضي الله عنها عن النبي [ أنه قال: «إن أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة».
يجب على رب الأسرة التصرف السليم لرعاية الأبناء وإحصانهم وبذل كل ما هو سبيل إسعادهم شريطة ألا يخالف الكتاب والسنة.
إن قيام رب الأسرة بإغلاء مهر ابنته دليل على جهله وقلة وعيه وسفاهة عقله بأن جعل ابنته كالبضاعة التي تباع وتشترى ونسي أنها قبل ذلك إنسانة من لحم ودم.
إن قيام رب الأسرة بالتسهيل على خُطاب ابنته وقيامه بتزوجيها رجلا كفئا ومناسبا بمهر مناسب، هذا هو المطلب الرئيس الذي يطلب إليه. وأعتقد أن من قرأ وفهم أضرار هذه الظاهرة السيئة التي أوجزناها سوف يراجع نفسه ويراجع من أوكلهم الله إليه من أهل بيته الذين هم أمانته وشرفه.
لاتوجد تعليقات