عُنْجُهيَّةُ الرئيس الروسي بوتين واستهتاره بدماء السوريين
إجابة بوتين وكأنه زعيم عصابة ويحاول إظهار نفسه بنوع من الذكاء بأنه يقتل المسلمين في سوريا بأموال هي معدة أصلاً لعمليات التدريب والمناورة
الجيش الروسي يقوم بإجراء عملياته التدريبية ومناوراته العسكرية على أرواح بشرية حية وليس في الصحراء والبحار
عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤتمرًا صحفيًا سنويًا يوم الخميس 17/11/2015، وبنوع من الاستهتار الفاضح، أو السلوك اللاأخلاقي أجاب عن سؤال أحد الصحفيين عن مدى تأثير خسائر المجهود العسكري الذي سيبذله الجيش الروسي في سوريا على الوضع الاقتصادي في روسيا، وبالأخص مع تزامن ذلك بهبوط أسعار النفط والغاز في العالم؟
فجاء جواب بوتين مبتسماً على النحو الآتي: إن روسيا لن تتأثر كثيرًا من المجهود العسكري الذي تبذله في سوريا؛ لأن ميزانية هذا العمل العسكري في سوريا تم أخذه بإعادة ترتيب ميزانية الأعمال التدريبية والمناورات السنوية للجيش الروسي، ففي الميزانية العسكرية الروسية هناك قسم من الميزانية العسكرية هي من أجل أعمال التدريب وأعمال المناورات السنوية، وهي ميزانية كبيرة، ونقوم فيها بتحريك عشرات ألوف الجنود بكامل معداتهم العسكرية ومن كامل الوحدات العسكرية، ومئات الطائرات الحربية تشارك في هذه المناورات، وكذلك مئات القطع البحرية العسكرية، وقد اعتمدنا جزءاً من هذه الميزانية والتحركات التدريبية في سوريا هذا العام».
جواب لا أخلاقي
هذا هو جواب الرئيس الروسي كما سمعته منه مباشرة على القنوات الفضائية في نقل مباشر، وهذا الجواب اللاأخلاقي يعبر عن عقلية الرئيس الروسي بوتين اللاإنسانية؛ لأنه أجاب عن السؤال من الناحية الفنية العسكرية فقط، ولم يجب عن الجانب الأخلاقي الذي يدفع جيشاً كبيراً مثل الجيش الروسي للقيام بإجراء عملياته التدريبية ومناوراته العسكرية على أرواح بشرية حية، وليس في الصحراء أو البحار، أو في أماكن بعيدة عن إيذاء البشر، هذا الرئيس يجيب فعلاً وكأنه زعيم عصابة أكثر منه رئيس جمهورية، ويحاول إظهار نفسه أمام الصحفيين بنوع من الذكاء بأنه يقتل المسلمين في سوريا بأموال هي معدة أصلاً لعمليات التدريب والمناورة، وأنه في عملياته العسكرية الحربية التي تقتل شعباً عربياً مسلماً إنما يقتلهم دون أن يكلف الميزانية الروسية خسائر إضافية، فكأنه يجعل نفسه أذكى من الرئيس بوش الابن في حربه على الشعب العراقي؛ حيث أرهق الاقتصاد الأمريكي والعالمي في أزمة اقتصادية عام 2008، أي أنه تجنب أخطاء الرئاسة الأمريكية التي قتلت الشعب العراقي عام 2003 على حساب الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي فهو في قتله للشعب السوري وتدمير مقومات حياته لن يرهق الاقتصاد الروسي؛ فالرئيس بوتين الذكي يقتل المسلمين في سوريا دون أن يكلف الاقتصاد الروسي شيئاً؛ فالمال الذي صرف على الجنود الروس المحتلين لسوريا كانت ستصرف في كل الأحوال على عمليات التدريب والمناورات العسكرية.
استخفاف روسي
والغارات الحربية وما تستهلكه من بنزين والقصف الجوي وأثمان القنابل والصواريخ كانت ستقوم بها القوات الروسية المسلحة سواء ألقيت في الصحراء أم على الشعب السوري، فلا خشية على اقتصاد المواطن الروسي، ولا داعي للمواطن الروسي أن يقلق على دخله ومستواه المعيشي، فرئيسه ذكي في قتله للشعب السوري؛ لأنه وفر سلاح التدريب والمناورات العسكرية لإجرائها في سوريا، ولا يهم من تقتل؟ وماذا تدمر؟ المهم أن الاقتصاد الروسي لن يتأثر بهذه الكلفة العسكرية، وكذلك لا يهم السمعة الأخلاقية للدولة والشعب الروسي؛ لأن رئيسه الذكي بوتين لم يكلفه روبلاً واحداً زيادة على الميزانية العسكرية المعتادة.
كيف يجرؤ هذا الرجل؟
فكيف يجرؤ هذا الرجل الذي يجلس في منصب رئيس جمهورية دولة كبرى أن يقول في مؤتمر صحفي أمام مئات الصحفيين ومئات ملايين البشر الذين يسمعون هذا المؤتمر الصحفي هذا الكلام؟
كيف يجرؤ رئيس دولة عظمى أن يقول: بأني أقتل الشعب السوري من ميزانية التدريب والمناورات العسكرية؟
كيف يجرؤ رئيس دولة أن يقول أمام شعبه: إنه يقتل الشعوب الأخرى بثمن بخس رخيص؟
أليس هذا الجواب مليئا بالاستهتار بالشعب السوري المسلم الذي يقتل بثمن رخيص؟
أليست هذه الإجابة إساءة إلى الشعب الروسي؟
كيف يعترف رئيس دولة كبرى بأنه يقتل شعوب العالم دون أن يحمل الشعب الروسي تكاليف مالية زائدة عن الميزانية العسكرية للقوات المسلحة.
أليس الرئيس الذي يعترف بأنه يقتل الشعب السوري دون أن يتحمل خسارة مالية في جوابه نفسية مريضة، وعقلية مستهترة بالقيم الإنسانية؟
كيف ينظر إلى الخسارة المالية فقط، ولا ينظر إلى الأضرار الإنسانية التي تلحق بالشعب السوري؟
من المسؤول عن محاسبة هذا الرئيس الذي يستهزئ بأرواح القتلى من أطفال سوريا ونسائهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومخابزهم وشوارعهم؟
كيف يجرؤ هذا الرئيس الروسي على هذه الإجابة التي تنم عن عقلية مستهترة بحق الشعوب في الحياة؟
من يقدم الشكوى إلى محكمة الجنايات الدولية على فلاديمير بوتين؟
بناء على اعترافه بقتل الشعب السوري دون مسؤولية قانونية ولا أخلاقية وإنسانية، وهو لا يفكر إلا بالخسارة المالية التي قد تلحق بالاقتصاد الروسي فقط، ولا يفكر بالجرائم التي يرتكبها جيشه وطيرانه وصواريخه الباليسيتية التي يجري بها منارات حربية على شعب ضعيف!!
لاتوجد تعليقات