على السلطة التشريعية سن القوانين التي تمنع مثل هذه المظاهر- د.المسباح: (الفالنتاين) عيد وثني لا يجوز الاحتفال به
{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب}، بهذا الهدي القرآني جدد الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور ناظم المسباح تأكيده بعدم مشروعية الاحتفال بما يسمى عيد الحب أو (الفالنتاين) أو غيره من الأعياد سوى عيدي الفطر والأضحى، واصفا (الفالنتاين) بأنه (عيد وثني) وتقليد لطقوس وافدة وتشويه لقيمة الحب الطاهر العفيف الذي يقره الإسلام ويضعه في مكانه الصحيح، مؤكدا أن كل مال من بيع هدايا (الفالنتاين) هو مال حرام، وأن الشرع قد نهى المسلمين عن تقليد أصحاب الديانات الأخرى، لافتا إلى أن هذا النهي لا يشمل أمورهم الدنيوية النافعة بل هو في أمور دينهم وشعائرهم وخصائصهم التي يتميزون بها، مذكرا بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لتتبعن سَنن مَن قبلكم شبراً بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جُحر ضب لسلكتموه، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟، أي فمن غير اليهود والنصارى؟!.
ما (الفالنتاين)؟
وبيّن أن أصل هذا العيد يؤكد حرمته وقبح الاحتفال به شرعا وعقلا وخلقا، فعيد الحب من أعياد الرومان (الوثنيين)، وهو عيد يعبر عن شهداء الحب الذي يمثلهم القديس (فالنتاين) وهو واحد من أبرز دعاة الحب المشبوه بين الفتيات والفتيان في روما القديمة، ويحاول بعضهم استخدام هذه القصة لترويج العشق والغرام وتسويغ العلاقات المحرمة! ولذلك وبكل أسف نجد بعضهم في مثل هذا الأيام يجاهر بالمعصية ويتبادل الهدايا مع الخليلات والأخدان، وتقام الليالي الحمراء المحرمة، بينما أغنانا الله عن هذا بالحب الحلال الطاهر العفيف حب الزوج لزوجته العفيفة؛ فهي من تستحق قلبه وعطاءه واهتمامه ليس يوما في السنة بل في كل يوم وكذلك حب الزوجة لزوجها.
الطيبون والمضللون
وتابع د.المسباح: إن بعض المحتفلين بعيد الحب (فالنتاين) يجهلون الحكم الشرعي (وهو المنع) أو يحتفلون بمثل هذه الأعياد الباطلة بنية طيبة إلا أن النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد، مبينا أن التشبه بغير المسلمين في شيء من أعيادهم وخصائصهم وعاداتهم وطقوسهم الدينية أمر لا يجوز في شريعتنا الغراء لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من تشبه بقوم فهو منهم»، مؤكدا أننا في بلد مسلم ولدينا جهات مختصة يجب على المسلم الرجوع إليها في قضايا العقيدة والشريعة، مشددا على أنه ليس أقبح من الاحتفال بهذه المناسبات إلا تسويغها والدفاع عنها ومحاولة تضليل الرأي العام وتذويب المفاهيم الشرعية من قبل بعض من لا علم لهم بالشريعة وأحكامها ولكنهم يتجرؤون على الفتوى ويتصدرون لقضايا شرعية حساسة في غير اختصاصهم إما جهلا منهم بالشرع أو محاولة لضرب القيم والعقيدة الإسلامية لصالح الفكر التغريبي واللاديني! وهؤلاء عليهم إثمهم وإثم من اغتر بدعواهم وأطروحاتهم.
دور الأسرة والمؤسسات
وشدد على ضرورة أن تقوم الأسرة أولا بواجب التوعية؛ لأنها الحصن الأول ثم تقوم مؤسسات الدولة بمنع كافة مظاهر هذه الاحتفالات والأعياد وفعالياتها ولاسيما في أوكار الفساد، وأن على السلطة التشريعية أن تسن القوانين التي تمنع مثل هذه المظاهر الدخيلة على مجتمعنا والمنافية لما دعا إليه ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا حتى تقوم السلطة التنفيذية بتنفيذ تلك التشريعات والقوانين وتقوم بدور رقابي صارم بتجريم استيراد أو بيع كل ما له علاقة أو صلة بهذا العيد، مبينا أن كل من يشارك في ترويج هذه الأشياء آثم شرعا بحسب مشاركته، مطالبا بالحفاظ على عقيدة المجتمع وهويته الإسلامية، مذكرا بقوله تعالى: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، داعيا المولى -عز وجل- أن يوفق ولاة الأمور لإقامة شرع الله وحماية جناب التوحيد والحفاظ على أخلاقنا الطيبة العربية الإسلامية، وأن يوفق -سبحانه- أبناء المسلمين وبناتهم لطاعته ومرضاته، وأن يأخذ بيدهم للهدى والتقى والرشاد.
لاتوجد تعليقات