رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 26 يناير، 2025 0 تعليق

عضو مجلس إدارة جمعية إحياء التراث الإسلامي – حمد الأمير: اهتمامنا بالشباب كان من خلال التواصل مع العلماء وحلقات التحفيظ والدروس العلمية. – الحلقة الثانية

  •  أُسست لجنة خاصة بالشباب اسمها رياض الصالحين في فرع الجهراء وكذلك مركز قيم وهمم في سعد العبدالله الهدف منه العناية بالنشء لأنهم هم الأساس
  • عندما بدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوته كان الشباب هم من ساندوه -صلى الله عليه وسلم - وانتشر الإسلام على يد هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى
  •  الدعوة التي ليس بها شباب صغار تضعف لأنهم هم النواة التي تتجدد بهم فالذين يديرون العقل الدعوي اليوم كانوا بالأمس صغارًا بالثانوية والمتوسطة
  • نحرص على التواصل الدائم مع العلماء لذا زرنا الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله والتقينا الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة والشيخ صالح الفوزان والشيخ الأطرم كما زرنا الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ
  •  نصيحتي للشباب أن يلزموا القرآن الكريم وأن يجعلوا لهم ورد من كتاب الله تعالى ولا يهجروا القرآن وألا ينشغلوا بالأجهزة المحمولة ووسائل التواصل عن قراءة القرآن وتدبره
  • على الشباب الحرص على الصحبة الصالحة فالصاحب الذي يعينك على طاعة الله هو الذي ينفعك أما الصاحب السيئ فيضرك فالصاحب ساحب
  •  الدعوة دون علماء لا قيمة لها والدعوة التي لا تجعل العلماء الربانيين أسوة للناس يتلقون منهم دعوة لن يكتب لها النجاح وستنحرف ولا شك عن المنهج القويم
  • الالتفاف حول العلماء والقرب منهم وملازمتهم من أهم الأمور فالشيخ لابد أن تتعلم منه وتأخذ عنه الأخلاق والأدب وتستشيره في كل الأمور

في الحلقة السابقة من حوارنا مع الشيخ حمد الأمير -حفظه الله- سلط فيها الضوء على مسيرته في العمل الدعوي إلى أن صار إمامًا وخطيبًا لأحد أكبر مساجد الجهراء، وكذلك تحدث عن أبرز المشايخ الذين تركوا أثرًا في مسيرة العمل الدعوي في الجهراء، ثم تحدث عن أهم العوامل التي ميزت العمل الدعوي في الجهراء، وكذلك تأسيس فرع جمعية إحياء التراث الإسلامي في الجهراء، وكيف كان مرحلة فارقة في مسيرة العمل الدعوي المؤسسي، ثم ذكر الشيخ الأمير أهم سمات الداعية الناجح، واليوم نستكمل هذا الحوار الماتع.

  •   تميز فرع الجهراء باهتمامه بالشباب ولا سيما في الحلقات القرآنية والأنشطة التربوية والدعوية، نرجو تسليط الضوء على هذا الأمر.
  •  لا شك أن أي دعوة لابد أن تعتني بالشباب، لذلك كان إنشاء حلقات تحفيظ القرآن منذ بداية تأسيس فرع إحياء التراث بالجهراء؛ حيث بدأت العناية بهؤلاء الشباب بطريقة فردية كل ثلاثة أو أربعة مع شيخ يحفظهم ويربيهم بالإمكانيات المتاحة في ذاك الوقت، هؤلاء الشباب كان لهم أثر فيما بعد في الدعوة، فقد أصبحوا مسؤولين عن عدد من المساجد، وكانوا يسيرون رحلة أو رحلتين في السنة إلى المسجد النبوي، رحلة في الربيع ورحلة في الصيف، اليوم -بفضل الله- عندنا عشرات الحفاظ، يحفظون القرآن ولهم أثر في الدعوة.

       ولا يُكتفى بذلك، بل هناك أنشطة أخرى تعليمية وتربوية وترفيهية، وهناك أنشطة صيفية، وأنشطة في المخيمات الربيعية لنعطي للشباب فسحة في الترفيه مع التعليم يحفظون متون العلم مثل الأربعين النووية، وحفظ الأذكار، ومعرفة الآداب الإسلامية.

       وقد أُسست لجنة خاصة بالشباب اسمها: (رياض الصالحين) في فرع الجهراء، وكذلك (مركز قيم وهمم) في (سعد العبدالله) الهدف منه العناية بالنشء لأنهم هم الأساس، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - عندما بدأ دعوته، كان الشباب هم من ساندوه -صلى الله عليه وسلم - في بداية الدعوة، وانتشر الإسلام على يد هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى، حتى إن الرسول -صلى الله عليه وسلم - كان دائما ما يستشيرهم في الأمور المهمة، وكان ينزل على رأيهم كثيرا، لذلك كان اهتمامنا بهذه الفئة المهمة وعملنا العديد من الأنشطة والفعاليات الموجهة لهم، مثل معرض السيرة النبوية الذي يعتني بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم -، ونعرف الشباب من خلاله بسيرته وأخلاقه -صلى الله عليه وسلم -، وأنا أنصح أن تكون مثل هذه المراكز ومثل هذه الأنشطة مثل السيرة النبوية التي تُظهر لنا واقعيا سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم -، ما نقرؤها في كتاب لكن نراها فتكون لها أبلغ الأثر في نفوس الشباب عموما. وأنا أقول الدعوة التي ليس بها شبابًا تضعف؛ لأنهم هم النواة التي تتجدد بهم الدعوة، والذين يديرون الدعوة اليوم كانوا أصلا شبابًا بالثانوية والمتوسطة، لكن اليوم أصبحوا هم الذين يديرون الدعوة صاروا طلبة علم وتخرجوا من الجامعات، أصبحوا دكاترة أسأل الله أن يبارك فيهم ويثبتهم وينفع بهم الإسلام والمسلمين.

  •  يتميز فرع الجهراء بالاهتمام بالعلماء والتواصل الدائم معهم وزيارتهم باستمرار، فما أسباب هذا الاهتمام؟
  •  الدعوة دون علماء لا قيمة لها، ودعوة لا تجعل العلماء المعتبرين-العلماء الربانيين- أسوة لهم يتلقون منهم، دعوة لن يكتب لها النجاح وستنحرف ولا شك عن المنهج القويم؛ فأثر العلماء في الدعوة عموما أثر بالغ، أحيانا تسير مسار خطأ فتجد هذا العالم يوضح لك الطريق الصحيح، ولذلك فإن زيارة العلماء لا نتركها سواء علماء جاؤوا عندنا هنا في الجهراء أم أننا نسافر إليهم في المملكة العربية السعودية، ومن ذلك أننا قمنا برحلة سميناها الرحلة العلمية لعلماء الدعوة السلفية، زرنا خلالها الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-، والتقينا الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ (مفتي المملكة) وكان نائب الرئيس، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ الأطرم، ومشايخ كثر-حفظهم الله-، وكانت مدة الرحلة ما يقارب من ثلاثة أيام، كما زرنا الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (وزير الأوقاف) السابق، وجلسنا معه ما يقارب من ساعة وتعلمنا من علمه، وتوجيهاته أمورًا ما زالت راسخة في الأذهان، كذلك فإننا نستضيف كبار العلماء في الملتقيات والمخيمات الربيعية التي يقيمها فرع الجهراء مع ترتيب دروس منهجية مع الشيخ إما قراءة متن، أو تعليقات معينة على باب من أبواب الفقه أو باب العقيدة، ويستغرق ذلك من الصباح إلى المساء.

        كما كنا نحرص على التواصل الهاتفي مع كبار العلماء الذين لا يستطيعون القدوم إلى الكويت، مثل: الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين -رحمهما الله-، والشيخ الألباني -رحمه الله- زار الكويت مرة أو مرتين والتف الشباب حوله، وكانت محاضراته دائما عامرة بوجود الشباب، فالالتفاف حول العلماء والقرب منهم وملازمتهم من أهم الأمور، ولا تكون المسألة مجرد شيخ أسأله سؤالا وأستفتيه فقط، هذا مطلوب، لكن الشيخ لابد أن تتعلم منه وتأخذ منه فضلا عن العلم والأخلاق والأدب وتستشيره في كل الأمور التي ترى أنك في حاجة إلى استشارة أحد فيها، أنت الآن في طريق دعوة، تحتاج إلى من يدلك على هذا الطريق من العلماء المعتبرين {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.

         نحن لا ندّعي العلم ولا ندّعي المعرفة، بل إن الله منّ علينا بعلماء معتبرين على منهج أهل السنة والجماعة استفدنا منهم كثيرا جدا، ولا نقلل من شأن أي إنسان آخر، لكن عندما نقول الشيخ ابن باز، والشيخ العثيمين، والشيخ الالباني، والشيخ الفوزان، والشيخ العبّاد، فهؤلاء مشايخ استفدنا منهم وقرأنا لهم وكانت أشرطتهم معنا باستمرار.

  •  فرع الجهراء متميز أيضًا في المشاريع الخيرية، فنرجو تسليط الضوء على أبرز الجهود الخيرية للفرع وأثرها في واقع الناس.
  •  حقيقةً المشاريع الخيرية في فرع الجهراء متميزة، وهذا من فضل الله -عزوجل- ثم بجهود الشباب -بارك الله فيهم وفي جهودهم-، سواء داخل الجهراء أم حتى خارج الكويت، فالجهود كبيرة، وكذلك هناك تعاون كبير مع اللجان القارية، واللجان المتخصصة في المشاريع ولاسيما مسيرة الخير ومشاركتهم فيها، ودائما تكون الجهراء متقدمة في هذه الأعمال، وهذا من فضل الله -عز وجل-، فالأمر إذا لم يكن موفقا من الله -عزوجل- فلا قيمة له ولا اعتبار.

       من هذه المشاريع الداخلية والخارجية أذكر مشروع إفطار الصائم في الجهراء من أكبر مشاريع إفطار الصائم في الكويت، كذلك مشروع زكاة الفطر، فلما بدأ الناس لا يهتمون بمراعاة سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في زكاة الفطر كان للشيخ جابر الجعيثن الشمري جهد واضح في هذا الأمر، حتى أصبح يوضع لها مخيم كبير جدا تستقبل زكاة الفطر بأسر معروفة ومبحوثة سابقا، وتقسم عليها هذه الزكاة، التي تصل أحيانا فوق المائة طن من الأرز وكذا طن من الطحين وغيرها من هذه الصدقات، ومازال هذا المشروع قائما -بفضل الله- داخل الجهراء، ومنها كذلك مشروع الأضاحي، ومشاريع بناء المساجد، هناك أكثر من ألف مسجد تم بناؤه لمحسنين من الجهراء، وكذلك حفر الآبار والمزارع الوقفية كلها من تبرعات المحسنين من أهل الجهراء، وأيضا كفالة الأُسَر المتعففة أو الأسر الضعيفة سواء كانت داخل الجهراء أم خارج الكويت، ومشغل يعلمونهم الخياطة، ويعلمونهم بعض المهن فتعمل المرأة بيدها ولاسيما خارج الكويت.

مشاريع علمية

       وهناك أيضًا مشاريع علمية قام بها فرع الجهراء ومنها منصة تراث التعليمية، هذه المنصة العالمية يشارك فيها مئات المنتسبين لها، يستفيدون من مختلف العلوم في العقيدة والتوحيد وفي الفقه والحديث وفي التفسير، كذلك من المشاريع التي مازالت قائمة المخيم الربيعي، اليوم حيث وصل فوق الثلاثين موسما نستضيف فيه مشايخ وعلماء، فضلا عن العديد من الفعاليات داخل هذا المخيم، وكذلك مشاريع مراكز تحفيظ القرآن المنتشرة في الجهراء، ومن المشاريع المتميزة أيضًا مشروع تفريغ الدعاة ومعلمي القرآن في مختلف أنحاء العالم سواء كان في أفريقيا أو في آسيا، وكلهم على منهج أهل السنة والجماعة.

  •  كانت جمعية إحياء التراث الإسلامي -منذ نشأتها- منبرًا لنشر العلم النافع وتصحيح العقيدة ونشر التوحيد، نريد تسليط الضوء على هذا الأمر.
  •  جمعية إحياء التراث أُسست على منهج أهل السنة والجماعة، ومنذ نشأتها وهي تقيم العديد من الدروس العلمية، سواء في المساجد أم كانت حتى في الديوانيات، وكان لها أثر كبير واستفاد منها كثير من الشباب، وبالجهراء كذلك ذكرت أنه كان عندنا المعهد الشرعي الذي أسسه الشيخ عبدالعزيز الهده -رحمه الله-، وكذلك في الديوانيات دروس علمية، ولا تزال الجمعية -بفضل الله- تنشر العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص لعموم المسلمين، وكذلك نشر العلم وحث طلبة العلم عليه، ولا شك أن الوسائل اليوم صارت أفضل مما سبق وسهلت على الناس الاستفادة من هذه الجهود في أي مكان في العالم، على سبيل المثال (منصة تراث) أي شيخ من المشايخ يأتي نستفيد منه من خلال المنصة بدراسة متون العلم، فضلا عن المشايخ الموجودين عندنا في تدريس العلوم الشرعية المختلفة وأيضًا اليوم عن طريق الزوم أو عن طريق الانستجرام، فالأمور كثرت وتنوعت.

       ومن جهود الجمعية المباركة في هذا الشأن مكتبة طالب العلم تلك المكتبة الحافلة بالكتب العلمية حتى وصلت إلى رقم ثمانية، هذه الكتب قبل أن تطبع على حساب الجمعية تُعرض على العلماء والمشايخ في السعودية، مثلا عرضت على الشيخ ابن باز والشيخ الفوزان ويقرون هذه الكتب ككتب نافعة صالحة في الدعوة إلى الله -تبارك وتعالى-، وتباع بأسعار رمزية وليس بقيمتها الحقيقية تسهيلاً على طلبة العلم، ولا تعرض فقط في الكويت، بل تعرض حتى في خارج الكويت، واستفاد منها أناس كثيرون، أذكر أن جمعية إحياء التراث وضعت كتاب التوحيد مقاطع مرئية يلقيها مشايخ من الكويت وسموها (طريق الموحدين) بتقنية عالية جدا، وينشر عن طريق الإنترنت، والكل يستطيع تناوله ويسمع فيه كل مسائل كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب سبعة وستين بابا كلها جاءت مجمعة تقريبا في مائة رسالة.

  •  تواجه دعوة أهل السنة والجماعة تحديات عديدة واستهدافا لتشويه صورتها ما رأيكم في ذلك؟.
  •  لا شك أن دعوة أهل السنة والجماعة، هي دعوة السلف الصالح -رضوان الله عليهم- الذين هم سلف الأمة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعون وتابع التابعين، هذه الدعوة هي إنقاذ لهذه الأمة مما هي فيه الآن، وهي مصداق لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا تبايعتم بالعِينةِ، وأخذتم أذنابَ البقرِ ورضيتم بالزرعِ، وتركتم الجهاد،َ سلط اللهُ عليكم ذُلًّا، لا ينزعُه شيءٌ حتى ترجعوا إلى دينِكم»، فهذا هو المقصود «حتى ترجعوا إلى دينِكم»  نرجع إلى المنهج الصحيح من كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم -، لذلك فمن أهم التحديات التي تواجهها هذه الدعوة استهدافها وتشويه صورتها بالقول أحيانًا بأنها دعوة حزبية! ونحن نقول التحزب مرفوض تمامًا، والتحزب ضياع للدين والأمَّة، فينبغي أن يكون ولاؤنا للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم -، وأن يكون ولاؤنا لهذا الدين، ولايكون لشخص بعينه نوالي ونعادي عليه، لابد أن يكون منهجنا هو منهج الكتاب والسنة، وولاؤنا للكتاب والسنة، وإمامنا هو نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم -.

دعوتنا لله ورسوله

       فأنا أدعو من هذا المنبر من مجلتكم -مجلة الفرقان- أدعو إلى أن تكون دعوتنا إلى الله وإلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ}، لا أدعو لنفسي ولا لجماعتي، ولا أدعو لمجموعتي أو لجمعية أو كذا، الجمعية مظلة رسمية من قِبَل الدولة، ومن قِبَل ولي الأمر الذي يجب علينا طاعته بالمعروف وأن تكون بيعتنا له، لكن أن أقول: «من ليس معي فهو ضدي» هذا ليس بدين، ولا هو بدعوة إلى المنهج الصحيح، ندعو إلى المنهج الصحيح ولا نتوانى، ندعو إلى منهج الكتاب والسنة ونبينه للناس بكل وضوح.

دعوة النبي صلى الله عليه وسلم

        رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ما دعا لنفسه، الرسول دعا إلى الله -تبارك وتعالى- {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه}، فهذا هو الأساس، لكن أن أُحزّب الناس حولي، أجعلهم معي لا يرون إلا أنا، لا يرون إلا مشايخي، لا يرون إلا منهجي، لا يتواصلون إلا معي، هذه حزبية لا ينبغي أن تسود بيننا، فعلينا أن نتناصح مع الآخرين، ومن أخطأ نبيّن له ما هو فيه من الخطأ، كذلك من التحديات التي تواجهها الدعوة تسميتها بالأصولية بغرض الانتقاص منها؛ لأنهم يعرفون أن مثل هذه الدعوة هي التي سوف تنقذ الأمة الإسلامية، لكنهم لم يستطيعوا النيل منها سوى بالتشويه لها؛ لأنها تقوم على الدعوة إلى الله -عزوجل- بالحكمة والموعظة الحسنة ليس  لها أي مأرب آخر، لذلك نحن نقول للذين يتصدرون العمل الدعوي: ادعوا الناس، وعلموهم التوحيد الخالص والعقيدة الصحيحة، هذا هو السبيل الأمثل للإصلاح والتغيير، قال -تعالى-: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ  عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (يوسف:١٠٨)، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: أن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، وكذلك إذا غير العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله، غير الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة.

  •  نريد منكم رسالة للشباب في ظل الفتن التي تمر بها الأمة، وماذا يجب عليهم في مثل هذه الأوقات؟
  •  رسالة مهمة جدًا، أسأل الله -عزوجل- لشبابنا وفتياتنا الهداية والصلاح والتوفيق والسداد، وأن يقيهم الله -عزوجل- شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وأوصيهم بأمور مهمة منها:

١- الحرص على طلب العلم النافع

     أول هذه النصائح الالتزام بكتاب الله وسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والحرص على طلب العلم النافع حتى ولو بالحد الأدنى من قراءة التفسير ومن الكتب المعتبرة، لا أقول المطولة، مثل تفسير السعدي، أو تفسير أبو بكر الجزائري -رحمهم الله تعالى-، وعليهم أن يقرؤوا في السُنَّة سواء من الأحاديث مثل: الأربعين النووية، ورياض الصالحين، مع الشروح الخاصة بهم، اقرأ ما ينفعك من الرسائل مثلا رسالة في التوحيد، في العقيدة تطهير الجنان ومثل الأصول الثلاثة، حتى على الانترنت أصبح الأمر فيه سهولة أن يصل المرء إلى الكتاب الذي يريد أو الكتيب الذي يريد.

٢- ملازمة القرآن الكريم

       وعليهم كذلك أن يجعلوا لهم وردا من كتاب الله -تبارك وتعالى- لا يقل عن جزء يوميا حتى يختموا القرآن في شهر ولا يهجروا القرآن، وعليهم ألا تشغلهم هذه الأجهزة ووسائل التواصل عن قراءة القرآن وتدبره، اليوم أشغلنا جهاز الهاتف عن القرآن، فنجد كثيرا من الشباب يقضون الساعات الطويلة خلف الهاتف، ويجعلون دقائق معدودة للقرآن وبعضهم يهجر القرآن بالكلية، عيك بملازمة قراءة القرآن حتى لو من الجهاز فممكن أن تقرأ بغير طهارة، فاستغل أوقاتك أوقات انتظارك بالقراءة، أما القراءة من المصحف فينبغي أن يكون على وضوء تأدبا مع القرآن ونحن نقرؤه.

٣- الإخلاص في جميع الأقوال الأعمال

       وأدعو للشباب الإخلاص في جميع الأقوال وجميع الأعمال، تصلي لله، وتبر والديك لله ولا تبرهم من أجل مصلحة أو أنك تريد منهم شيئا، وتصل رحمك وتحقق ما أرادته منك الشريعة بقدر ما تستطيع، {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}.

٤- ملازمة العلماء الربانيين

       الحرص على ملازمة العلماء الربانيين، وسماع مواعظهم ودروسهم، واليوم أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مفتوحة، لا تسمع لأي أحد، إنما تسمع للشيخ ابن باز والشيخ ابن العثيمين -رحمهما الله- والشيخ العبّاد، اسمع للشيخ الفوزان، اسمع للمشايخ المعتبرين الذين تستفيد منهم ومن نصائحهم، لكن احذر أن تسمع لأي شخص حتى ولو كان بليغ اللسان! فالنبي -صلى الله عليه وسلم - حذّر وبيّن أن من الكلام سحرا قال: «وإن من البيان لسحرا»، السحر يغيرك وقد يكون كلامه هذا باطل وأنت استمعت له وارتحت لكلامه ونبرة صوته، لكنه يضلك بمنهجه المنحرف، فلا تسمع لأي أحد مجهول لا تعرفه ولا تعرف عقيدته ومنهجه.

٥- البعد عن أهل البدع

       وعلى الشباب أن يبتعدوا عن أهل البدع، لا تجالسهم ولا تغش أماكنهم؛ لأن هذا سيضيعك وستصاب بخلل في عقيدتك، كثير من الشباب اليوم تناقشه في مسائل بديهية عندنا أصبحت عندهم مخالفة لكتاب الله وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - رغم الأدلة، لأنه متأثر بفلان الذي يتكلم.

٦- عليكم بالصحبة الصالحة

     وأقول لهم عليكم بالصحبة الصالحة، اختر الصاحب الذي يعينك على طاعة الله، الصاحب السيئ يضرك، فالصاحب ساحب، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم -: «لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي»، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك


X