رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أحمد خليل خير الله 22 مارس، 2018 0 تعليق

عشرون فائدة في العمل الجماعي

 

لا يقوى الإنسان في الحياة على هذه الأرض دون أن يعاونه النّاس ويقفوا معه؛ فاليد الواحدة لا تصفّق، وقد كان الإنسان ومنذ خلقه الله -تعالى- يسعى للاجتماع مع أخيه الإنسان، والتّعاون معه في استثمار خيرات الأرض وتطويعها لخدمة البشريّة؛ فكلّ إنسانٍ خلقه الله -تعالى- له من الميّزات ما ليس للآخر؛ لذلك كان تسخير النّاس بعضها لبعض من أجل أن تسير عجلة الحياة وسفينتها تمخر عباب الصّعاب والتّحديات بقوّةٍ وعزيمة، قال -تعالى-: {ورفعنا بعضكم فوق بعضٍ درجات ليتّخذ بعضكم بعضا سخريّا}؛ولقد تعلمت من العمل الجماعي تلك الثمار.

1-الأهداف

 

      تعلمت أنه بالعمل الجماعي تسخّر جهود النّاس نحو تحقيق الأهداف التي تعود على الجميع بالخير والمنفعة، تعلمت أن وجودي في عمل جماعي يساعدني علي التفرغ لتخصصي لوجود كوادر أخرى تعمل في تخصصات مختلفة، ترفع عني الحرج والعناء من التشتت، أو حمل الهم لعدم الولوج فيها.

 

2- الشورى

 

تعلمت أن العمل الجماعي رفع عني الحيرة والمعاناة عند فتن القضايا الكبرى؛ لأن الآراء تُتخذ تجاه هذه القضايا من خلال الشورى الجماعية التي يشارك فيها العلماء وأصحاب الخبرات وأهل التخصص من داخل الكيان وخارجه.

 

3-المتابعة

 

  

 

وجدت في العمل الجماعي من ينتشلني في كل لحظات الفتور، وهذا من فضل الله؛ لأن هناك دائمًا من يتابعني ويسأل عني أو من يلاحقني بتكليفات دعوية إن وجد مني فتورا سألني عنها.

 

4- المنافسة

 

  

 

علمت أني ما علت همتي في مجال إلا ووجدت من ينافسني فيه، ووجدت من يقدم لي الخبرة العلمية والعملية والمشورة والمساعدة المُخلصة فيه.

 

5- الأخوة

 

  

 

 تعلمت داخل العمل الجماعي أن كل مسلم أخ لي بقدر قربه من القرآن والسنة، لا بقدر قربه من الكيان فقط، ولو كان على قمته وأنه لا عصمة لأحد بعد رسولنا صلى الله عليه وسلم .

 

6- الولاء

  

     تعلمت في العمل الجماعي أن الولاء يكون لهذا الدين بفهمه الصحيح وتلك الأمة، لا للأفراد أو الكيانات تخالف ذلك، وأن سنة المدافعة لأهل الباطل، وتكتلاتهم يحتاج إلى مثل تلك الأمور الإدارية لمنظمة بها العمل لدين الله، لتكون أكثر جودة وإحسانًا وأكبر منفعة وأجرًا -بإذن الله.

 

7- الحب

  

تعلمت أننا نتقرب إلى الله بحب كل من خدم هذا الدين ولو بلحظة، وكل من دعا إلى الله ولو بلفظة حتى ولو ظل يعمل بمفرده طوال عمره، بل حتى لو خالفنا في كل ما هو سائغ مقبول من غير ابتداع في الدين أو مخالفة نهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

8- الثمن

 

عرفت أني أدفع ثمن بعض المواقف وأتألم كما تتألم أنت وحدك علي مواقفك الفردية التي تدفع ثمنها، ولكن الأمر عليَّ هين؛ لأني بين أفراد كُثر يحملون الموقف نفسه ويدفعون الثمن نفسه.

 

9- الأمة

 

تعلمت أنني حين تتقدم مصلحة أمتي أو وطني وهي كياني الكبير على مصلحة جماعتي، حينها وعن طيب نفس تُنحى مصلحة الجماعة جانبًا.

 

10- الاحتساب

 

 

     تعلمت في العمل الجماعي احتساب أجر المشاركة مع كل عامل في حسناته، وأجره الذي يكتسبه من عمله؛ لأن لكل منا ثغرته وحرفته، ولكن الأجر والثواب يأتي علي مجموع الكيان، وكأن القاعدة داخل الكيان الدعوي هي أعمال قليلة وحسنات كثيرة -بإذن الله تعالى.

11- الانكار

 

تعلمت أني أرفض وأنكر على المتعصب وسيىء الخُلق، وأتضرر وأستاء منه، وأتبرأ من أفعاله كما تتضرر أنت حتى ولو كان أقرب الناس وأهم الناس داخل هذا الكيان.

 

12- الهوى

 

 

تعلمت أن مدافعة هوى النفس وطغيانها من أعظم فوائد التواجد داخل العمل الجماعي؛ لأنك لا تتحرك إلا بشورى أو ترتيب حتى لو خالف هواك.

 

13- البداية

  

تعلمت أني لا أبدأ شيئًا من الصفر أبدًا؛ لأني في كل ثغر أجد نفسي أقف على أكتاف عمالقة، قد سبقوني من قبل داخل هذا العمل، أو دلوني على عمالقة خارجه أقف على أكتافهم -مع كامل الاعتراف بفضلهم- لأضع لبنتي وبصمتي ليكتمل البنيان.

 

14- المفارقة

 

  

تعلمت أني لو قررت مفارقة هذا العمل الجماعي يومًا لا أعد نفسي فارقت جماعة المسلمين، أو ارتكبت فعلا يجعلني صاحب بدعة، أو فعل جاهلية، إلا لو كان الخروج من جنس البدع أو الكفر نعوذ بالله من ذلك.

 

15- التقرب

 

تعملت أني أتقرب إلى الله بالعمل الجماعي، وأدعوك لممارساته في مكانك وزمانك، ولو بين أهل بيتك لتنعم بما أنا فيه من نعمة، أسأل الله أن يديمها وأن يحفظها من الزوال.

 

16- البركة

 

عرفت أن العمل الجماعي في بعض الأحيان أبطأ، ولكني وجدته أبرك.

 

17- التعاون

 

 إننا نتقرب إلى الله -تعالى- داخل العمل الجماعي بأن نكون تفسيرًا عمليًا قدر المستطاع، لقوله -جل وعلا- {وَتَعاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى وَلا تَعاوَنوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقاب}؛ فالتعاون والجماعية منهج قرآني وقيمة نبوية والسلام .

 

18- الخير

 

 

تعلمت  تلبية دعوة كل إنسان يدعوني إلى الخير؛ فدائرة الخير أوسع بكثير من دائرة الانتماءات.

 

19- التعريف

 

تعلمت أني لا أحتاج إلى مقدمات أو تعريف لشخصي أو مواقفي؛ لأن مجرد ذكر العمل الجماعي دليل على شخصيتي.

 

20- الثمار

 

 

تعلمت أن لكلّ إنسان جهده وعمله وفي النّهاية تؤتي الأعمال المجتمعة أكلها وثمارها، وإنّ الإنسان إذا نظر حوله وتفكّر في أمور الحياة يدرك أنّ كثيراً من الأهداف الفرديّة والجماعيّة لا تتحقّق دون الاجتماع والتّعاون بين النّاس.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك