رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 2 أغسطس، 2011 0 تعليق

عدد المسلمين من غير النرويجيين: 260 ألفاً و700 نسمة- أبرز التحديات التي تواجه المسلمين في النرويج تتمثل في نقص الدعاة

 

97 قتيلا و 88 جريحا خلفها الحادث الارهابي في النرويج والذي استنكره المسلمون في جميع أنحاء العالم وأدانته منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 58 دولة مسلمة، ورفضت العمل الإرهابي الذي وقع في النرويج من مسيحي متطرف ينتمي إلى حزب مناهض للهجرة وكتب تدوينات تهاجم التعددية الثقافية والإسلام، الرجل نرويجى الجنسية و»الأصل» هو «أصولى مسيحى» عرف بمعاداته للإسلام؛ ففي تعليقات على موضوعات نشرها آخرون على موقع معروف بانتقاد الإسلام، انتقد بريفيك السياسات الأوروبية الخاصة بمحاولة احتواء ثقافات الجماعات العرقية المختلفة ودمجهم في المجتمع .

ويحاول النرويجيون العودة الى قدر من الحياة الطبيعية بعد المذبحة التي نفذها هذا المتشدد من أقصى اليمين وروعت البلاد وتحدث عنها العالم أجمع ... وعلى الرغم من أن أصابع الاتهام أشارت منذ الوهلة الأولى إلى الإسلام والمسلمين إلا أن تلك الاتهامات تبددت بعد أن أظهرت تحقيقات الشرطة في النرويج أن المتهم لا ينتمي إلى المسلمين، وإنه مسيحي متطرف... لأن المسلمين في النرويج مسالمون... ولكن كيف دخل الإسلام النرويج؟ وما التحديات التي تواجههم؟ هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال هذا التقرير:

دخل الإسلام النرويج  في أول الستينيات؛ إذ كانت النرويج بحاجة إلى أيدٍ عاملة، فكان العمال الباكستانيون وبعض العرب من أوائل المهاجرين المسلمين الذين دخلوا النرويج. ثم توالت جنسيات أخرى كالأتراك والبوسنيين والألبان ليصل عدد المسلمين مع ابتداء عام 2000 إلى أكثر من 65 ألف مسلم. وقد أنشئ أول مسجد في مدينة أوسلو عام 1974 ثم توالت الجمعيات والمساجد تبعًا لعدد المسلمين وحاجتهم. أما الآن فإن مدينة أوسلو تضم أكثر من 30 جمعية ومسجدا بين كبير وصغير.

وتعود علاقة النرويج بالإسلام والعالم الإسلامي إلى عهد الفايكنج، وقد توجه هؤلاء إلى العالم الإسلام، وتمكنوا بين سنوات 700 ـ 837 هـ من الوصول إلى إسبانيا وتدمير مدينة إشبيلية، كما وصلوا إلى الشمال الأفريقي وإلى المغرب العربي على وجه التحديد، ووصلوا إلى العراق أيضاً، ومن الشواهد التاريخية الموجودة في بعض المتاحف السويدية والنرويجية وجود مسكوكات قيل إن مصدرها العراق. وتذكر كتب التاريخ السويدية النرويجية أن الرحالة المسلم «ابن فضلان» قد وصل أرض النرويج والسويد في القرن العاشر الميلادي بصحبة مجموعة من الفايكنج، وهو أول مسلم يطأ أرض النرويج والسويد وبلاد شمال العالم، كما أن الشاعر والأديب النرويجي المعروف، وصاحب النشيد الوطني قد دخل الإسلام في بدايات القرن التاسع عشر، وتعرّف على الإسلام عن طريق الدراسة، وكان يبحث عن كل الكتب التي تقدم شرحاً عن الإسلام، وهو ما كانت توفره المكتبة الملكية النرويجية، وقد شهد تعرف النرويجيين على الإسلام مرحلة أخرى خلال حقبة الستينيات عندما بدأت مراحل الرخاء الاقتصادي، وكانت البلاد بحاجة إلى أيد عاملة؛ فكان العمال الأتراك والباكستانيون وبعض العرب من فلسطين ولبنان ومن بعد ذلك العراق والمغرب العربي، وتلاها دخول الآلاف من البوسنيين والألبان لتصل أعداد المسلمين في النرويج إلى ما يقرب من (150) ألف مسلم حسب تعداد عام 2004.

الأكاديميّة المسلمة (د. لينا لارسون) مديرة مركز حوار الأديان بجامعة أوسلو النرويجية قالت: إن مسلمي النرويج يتمتعون بقدر كبير من الحرية، لا يتمتع به نظراؤهم في الدول الأوروبية الأخرى؛ فالدولة النرويجية تعترف بالإسلام ديناً رسمياً منذ عام 1969، كما أنها تسمح بتدريس التربية الدينية الإسلامية، وتقدم دعماً مالياً للمدارس والمراكز الإسلامية، ولا تفرض أي نوع من القيود على حرية المسلمين في ممارسة الشعائر الإسلامية تكريساً لمبدأ حرية الأديان الذي يقره الدستور النرويجي، وأضافت في حوارها مع شبكة (الإسلام اليوم) أن العاصمة النرويجية أوسلو مليئة بالمساجد والمراكز والجمعيات والمدارس الإسلامية، كما أن الشعب النرويجي شغوف بالإسلام، ويُقبل الكثيرون من أبنائه على اعتناق الإسلام سنوياً، وشدّدت (لارسون) على أن النقص الحاد في إعداد الدعاة والسلوكيات الخاطئة التي يقدم عليها بعض المسلمين والحملات الإعلامية التي تُشن على المسلمين من أهم التحديات التي تواجه مسلمي النرويج، والتي نحاول -بفضل الله- أن نتصدى لها .

الاعتراف بالاسلام  دينا رسميا

نعم، تعترف الحكومة بالإسلام ديناً منذ عام 1969، كما أنها تسمح بتدريس التربية الدينية الإسلامية في المدارس، وتقدم دعماً مالياً للمساجد والمراكز والمدارس الإسلامية التي أُنشئت بموافقة الدولة، وقد أتاح هذا المناخ للمسلمين أن يؤدوا شعائرهم بحرية كاملة تكريساً لمبدأ حرية الأديان، وهو المبدأ الذي يقره الدستور والقوانين النرويجية؛ بل إن هذه القوانين توفر ضمانات كاملة لأصحاب كافة الديانات كامل الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية رغم الطابع العلماني للدولة، وهي خصوصية تتمتع بها النرويج، ولا تتكرر في دول أوروبية عديدة، كما أن العاصمة أوسلو مليئة بالمساجد والجمعيات والمراكز الإسلامية، ويُعدّ الشعب النرويجي أكبر الشعوب اهتماماً بالإسلام دراسة واعتناقاً.

الوجود الإسلامي

وقد لعب المسلمون المهاجرون في تفعيل الوجود الإسلامي في النرويج من خلال المؤتمرات الإسلامية التي يقيمونها ويدعون إليها مفكرين إسلاميين من العالم الإسلامي والتي يستفيد منها أبناء الجالية المسلمة الذين يقتنون على هامش هذه الملتقيات كتبا إسلامية تباع بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى أنّ المساجد الإسلامية المنتشرة في عموم النرويج تساهم في صقل شخصيّة المسلم عبر المحاضرات الإسلامية وعبر الدروس القرآنيّة والفقهية الخاصة، وفي هذا السياق يسجّل إقبال العديد من النرويجيين على الإسلام اعتناقا ودراسة. ويعتبر المستشرقون النرويجيون من أكثر الباحثين الغربيين إنصافا للحضارة الإسلامية وتراثها الفكري.

التحديات والمشاكل التي تواجه المسلمين في النرويج

- أبرز التحديات التي تواجه المسلمين هناك تتمثل في النقص الحاد في إعداد الدعاة، وهو ما ينعكس سلباً على الدعوة الإسلامية في النرويج؛ فكل الدعاة هناك من أبناء الجالية المسلمة، ومعظمهم متطوعون لنشر الدعوة، وهذا يعني الحاجة الشديدة لدعاة من بعض الدول الإسلامية كمصر والمملكة العربية السعودية لتوعية مسلمي النرويج بتعاليم الدين الإسلامي الصحيح السمح، بعيداً عن الصورة المغلوطة السائدة الآن في الدول الأوروبية نتيجة للسلوكيات الخاطئة لبعض المسلمين، أو الحملات التي تشنها المنظمات الصهيونية في وسائل الإعلام الغربية بهدف تشويه صورة الإسلام وإلصاق الإرهاب والتطرف به.

نبذة تاريخية

تقع النرويج في أقصى الشمال الأوروبي، وهى إحدى الدول الإسكندنافية. يحدها من الغرب ومن الجنوب بحر الشمال ومن الشرق السويد. أما من الشمال فيحدها القطب المتجمد الشمالي. تبلغ مساحة النرويج حوالى 340 ألف كيلو متر. بلغ عدد سكان النرويج بتاريخ 01/01/2000 أربعة ملايين و478 ألفا و497 نسمة. وصل عدد الأجانب بتاريخ 01/01/2000 م -بغض النظر عن أصولهم- 260 ألفا و700 مهاجر بما فيهم المولودون من أصول مهاجرة. نصف هؤلاء من دول العالم الثالث، أما نسبة الذين قدموا من دول إسكندنافية مجاورة فتصل إلى 20%. ويتجمع أغلب المهاجرين في المدن الكبيرة، لا سيما أوسلو العاصمة التي تصل نسبة الأجانب فيها إلى 18%.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك