رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حوار: محمد فيض 4 أبريل، 2016 0 تعليق

عبدالله الشنفا مراقب المطبوعات والمصنفات الفنية بالأوقاف: الإصدارات الثقافية للمكفوفين تؤكد اهتمامنا بذوي الاحتياجات الخاصة وأنهم مكون أساس في المجتمع

إدارة الثقافة الإسلامية معلم كبير من معالم التربية الفكرية وسفير يحمل باقتدار رسالة الوزارة والكويت قيمياً وتوجيهياً ومعرفيا

التعاون مع جمعية المكفوفين الكويتية كان له أثر إيجابي في تقريب هذا الحلم وصياغة ملامحه بالنظام الموجود ولله الحمد

 

إدارة الثقافة الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية معلم كبير من معالم التربية الفكرية المجتمعية في الكويت، كما أنها تعد سفيراً يحمل باقتدار وأمانة رسالة الوزارة والكويت قيمياً وتوجيهياً ومعرفيا، وتأطيرها في قوالب عصرية، تعتمد التأسيس للفكر المتزن والسلوك السوي غاية لها. وانطلاقًا من هذه الرؤية شهدت الإدارة مؤخرًا ميلاد مشروع ثقافي جديد من نوعه وهو (مشروع الإصدارات الثقافية لذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين) التي جرى تهيئتها بطريقة (برايل)، وبخصوص هذا المشروع تلتقي (الفرقان) بالأستاذ عبدالله مساعد الشنفا مراقب المطبوعات والمصنفات الفنية بالإدارة للحديث عن هذا الموضوع فأهلا به .

- نرجو إلقاء الضوء في عجالة على فكرة  المشروع وأهم أهدافه.

- إن إدارة الثقافة الإسلامية ومنذ تأسيسها تضع نصب عينيها ووفقا لاختصاصها العمل على نشر الثقافة الإسلامية المعتدلة وتحقيق التواصل مع الجمهور على اختلافه، ومن هنا تولدت الفكرة، فذوي الاحتياجات الخاصة مكون لا يستهان به في المجتمع الكويتي وشريحة المكفوفين لها احتياجاتها الخاصة، التي يجب أن توفى، ومن ضمن هذه المطالب حاجتهم الملحة إلى الثقافة والاحتكاك بوسائل المعرفة والفكر، وهذا ما حفزنا وجعلنا نأخذ خطوة استباقية في هذا الاتجاه ومحاولة دمج هذه الشريحة في دنيا الثقافة والفكر وكسر حاجز العزلة عنهم، ومحاولة إيجاد آليات متطورة بعيدا عن الطرائق شبه الاعتيادية، ولاسيما وأن الأوقاف سبق لها تسيير مثل هذه المشاريع من خلال طباعة المصحف الشريف، والمشروع يستطيع توفير باقة متنوعة من روائع الإصدارات في فنون معرفية مختلفة وتهيئتها بطريقة (برايل) المعروفة.

أهداف المشروع

     للمشروع أهداف كثيرة لعل أبرزها تعزيز قنوات جادة من الشراكة المجتمعية، وجعل التثقيف المجتمعي أحد أضلاعها، إلى جانب استثمار الإصدار الثقافي وتوظيف دوره في بناء كيان ثقافي يزود هذه الشرائح بمصادر المعرفة والفكر المتزن، التي بدورها تسهم في إيجاد أفق سوي يستشرف معالم الوسطية والاعتدال في السلوك والاعتقاد، مع تسليط الضوء على منزلة الرسالة المجتمعية للإدارة ممثلا للوزارة في خدمة المجتمع والارتقاء بأفراده.

- هل هناك شراكات مع جهات أخرى؟

- لم تكن هذه الخطوة ليكتب لها النجاح إلا بتوفيق من الله -تعالى- أولا، ثم ما عقدته الإدارة من شراكة مع جمعية المكفوفين الكويتية، والاستفادة من تجربتهم في هذا الحقل المهم ونقل خبراتهم والجد في ترجمتها على أرض الواقع، وقد كان للإدارة معهم لقاءات عدة في هذا الخصوص للاتفاق على عدد من النقاط الجوهرية التي تخدم المشروع، وتطرح رؤية مشتركة يجني ثمراتها الجميع، وقد كان -ولله الحمد- ما شهدناه اليوم 

- أهم إصدارات المشروع حتى الآن:

- المشروع يخطو بخطوات ثابتة، ونحن الآن في مرحلة التجريب التي لها خصوصيتها؛ حيث قامت الإدارة بإنتاج مرحلتها الأولى التي تضمنت سبعة إصدارات دينية وثقافية هى:

- كتاب: (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ) للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز.

- كتاب: (صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ) للشيخ فهد بن عبدالرحمن الشويب.

- كتاب: (شرح معاني أذكار الصلاة) للدكتور عمر خليفة الشايجي .

- رواية: (عينان مطفأتان وقلب بصير)للدكتور  عبدالله الطنطاوي.

- رواية: (فراشات مكة دعوها تحلق) للكاتبة زبيدة هرماس.

- رواية: (ظلال وارفة)  للدكتورة سعاد الناصر.

- ديوان شعر: (تلاميذ النبوة) للشاعر عبدالرحمن العشماوي.

     ويجري الآن اختيار باقة أخرى من المواد الثقافية والفكرية والأدبية التي ستطرح قريبا لتكون في متناول أبنائنا من المكفوفين، والمشروع يطمح إلى تكوين مكتبة إسلامية متكاملة، تحمل مضامين ثقافية ومعرفية جديرة بالاحترام، وهذا ما نسعى إليه في الوقت الراهن، كما أن هذه المكتبة ستكون على مائدة مشاركات الوزارة في المعارض الدولية التي تشارك بها الوزارة حول العالم.

- هل سيقتصر المشروع على شريحة واحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم المكفوفين؟ أم ماذا؟ 

- جرت دراسة الموضوع من زوايا عدة، وقد وضعت الإدارة نصب أعينها ضمان وصول المد الثقافي ليشمل شرائح  ذوي الاحتياجات الخاصة جميعاً، والسعي إلى بناء عقول مسلمة متفتحة وملء الجوانب القيمية لديهم، وفتح نوافذ من المعرفة وإطلاعهم على مصادرها؛ وسوف يشهد المشروع قريباً ميلاد نسخة جديدة من التواصل الثقافي، وستكون هذا المرة مع شريحة الصم والبكم، وباكورة ثقافية، تجمع ما بين روعة الانتقاء والوسائل العصرية. 

-  ما نوعية الإصدارات التي ستقدمها الإدارة لباقي الشرائح؟

- الإدارة ومن خلال هذا المشروع الطموح، تسعى إلى توصيل الثقافة الإسلامية المعتدلة والفكر الإسلامي المتزن إلى الجميع من خلال استقراء واقع المسلم المعاصر واتباع استراتيجية التنقيب عن كل ما هو نافع ومفيد في هذا الشأن، وقد استفادت الإدارة كثيرا من خبرات الإخوة في جمعية المكفوفين الكويتية التي وضعت أيدينا على آلية  التواصل الجاد وطبيعة احتياجات هذه الشريحة، والإدارة تأخذ في الحسبان هذا التوجيهات؛ لأن ما يهمنا هو تقديم مشروع ثقافي رائد، من خلال أوعية معرفية تحقق الفائدة.

- هل هناك جهات راعية للمشروع؟ أم أن الوزارة هي الراعي الرسمي؟

- المشروع بجملته من مشاريع الوزارة الخالصة والخاصة بها، وهي القائمة عليه؛ فالمشروع منذ بدايته وهو تحت مظلة قيادات العمل بالوزارة ورعايتهم، ويحظى بعناية خاصة من وزيرها معالي الأستاذ يعقوب عبدالمحسن الصانع، الذي أشاد بهذه الفكرة منذ البداية ووفر لها الأجواء الملائمة.

- برأيك هل ما تقوم به الدولة ومؤسساتها من جهود لخدمة شريحة المكفوفين تعد كافية؟

- من خلال شراكتنا مع جمعية المكفوفين الكويتية، وعبر مشاهداتي معهم المستمرة، أقول وبكل فخر: إن الدولة لا تبخل على أبنائها أياً كانوا، وبالنسبة لقطاع المكفوفين هناك توجيهات عليا بتوفير احتياجاتهم المختلفة ورعايتهم الرعاية الكاملة، التي ترفع من شأن الكفيف بين أقرانه، وتحاول دمجه في مجتمعه بنجاح وبالآلية المناسبة لظروفه الخاصة والمشروع يحاول أن يجدد اللون والمساندة لتتكاتف الجهود لخدمة هؤلاء.

- هل لشريحة الأطفال من المكفوفين نصيب من إصدارات المشروع؟

- الإدارة تعكف حالياً ومن خلال المشروع على قراءة احتياجات هذه الشرائح من خلال القراءة المستفيضة لاحتياجاتهم من وسائل المعرفة، التي تضع من خلالها متطلبات الجميع، وتلبي احتياجاتهم المعرفية، وتوفر لهم مصادر التواصل الثقافي، وقطعاً سوف  يؤخذ هذا في الحسبان ولاسيما كما سبق التنويه بأن المشروع في بداياته وما زالت الفرص متاحة.

- نود أن نعرف منكم أهم المعوقات التي صادفت المشروع.

- الفكرة من بدايتها كانت مجرد أحلام تراود الإدارة وآمالاً مؤجلة، جرى مناقشة الأمر بتمعن لمرات عديدة، والنظر فيه من مختلف الجوانب، ولاسيما أن اقتحام هذا المجال يعد سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى قطاعات العمل في الوزارة، وخروجاً عن المألوف في التواصل الجماهيري، فكان لزاماً علينا دراسة الموضوع من مختلف جوانبه والوقوف على تفاصيله، وكان للتعاون مع جمعية المكفوفين الكويتية الأثر الإيجابي في تقريب هذا الحلم وصياغة ملامحه بالنظام الموجود ولله الحمد.

- خطوات يخطوها المشروع ويأمل في إكمالها لهذه الشرائح.

- المشروع يأمل في العديد من الأهداف، ولكن في الوقت الراهن هناك أمل يراود الإدارة وكوادر المشروع أن يأتي اليوم الذي نستطيع فيه تكوين مكتبة متكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، يجد خلالها هؤلاء ضالتهم من مصادر المعرفة والثقافة، تكون قادرة على تقريب الهوة المصطنعة بينهم وبين هويتهم الإسلامية الأصيلة والمستمدة من صحيح الدين، وجعلهم أقرب إلى شعائرهم بطريقة أو بأخرى.

- ما أمنياتكم الخاصة، والعامة لهذا المشروع؟

- أمنيتي الخاصة أن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه هذا المشروع تحقيق كل أهدافه، وأن يقدم شيئاً ملموساً لإخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة على أرض الكويت، وأن تستوعب رؤيته الجميع، وأن يكون المشروع حلقة من حلقات إعادة الثقة إلى هؤلاء، وأن يغير الصورة النمطية التي ينظر من خلالها الناس لهم، وأن يجدوا المكان اللائق بهم، بوصفهم أشخاصاً أسوياء، تستفيد البلاد من جهودهم، وأمنياتي العامة أن يحلق المشروع في سماء العالمية، وأن يستفيد من تجارب المختصين من خارج الكويت، وأن يترك أثره عربياً وعالمياً.

- كلمة أخيرة.

- في الختام أوجه الشكر الجزيل إلى كل من وقف بجهده وبوقته ليرى هذا المشروع النور سواء من الأفراد أم من الجهات، مثنياً على الرعاية الكريمة التي أبداها معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصالح للمشروع، وتشجيعه لنا ووضع كل الإمكانات ليشق المشروع طريقه، ويحقق أهدافه، وكذلك مدير الإدارة الأستاذ بدر العقيل العازمي، وجميع الإخوة العاملين فيه، راجياً أن يكون المشروع نقلة، تفتح الباب أمام نقلات أخرى تخدم أبناءنا من ذوي الاحتياجات الخاصة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك