رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.أحمد الجسار 17 فبراير، 2019 0 تعليق

عابر سبيل

 

لقد شاء الله -عز وجل- أن تكون هذه الدنيا دارَ امتحان واعتبار، والآخرةُ دارَ جزاء وقرار، ولم يجعل الخلودَ في هذه الدَار، ولو كانت كذلك لكان أولى الناسِ بها الأصفياءُ: الرسلُ والأنبياءُ -عليهم السلام- بل جعلها -سبحانه- دارَ مرور، وقنطرةَ عبور، قال -تعالى- لأكرم الناس صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} (الزمر: 30)، وقال -عز وجل- لعباده: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} (المؤمنون: 15-16).

     والسعيدُ من سُعِدَ في الآخرةِ، والشقيُّ من شَقِيَ فيها، قال -تعالى-: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}(الحديد: 20)، وقال -جل جلاله-: {وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَــآبِ} (آل عمران: 14)؛ فليكن ذلك المآبُ همَّك، ولا تغرنك الحياةُ الدنيا، واقنع بما آتاك الله منها، وكن فيها عابرَ سبيل.

كُنْ في الدنيا كأنك غريب

     قال عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: أخَذ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بمَنكِبَيَّ فقال: «كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ». وكان ابنُ عُمرَ يقولُ: إذا أمسيْتَ فلا تنتَظِرِ الصباحَ، وإذا أصبحْتَ فلا تنتظِرِ المساءَ، وخُذْ من صحتِك لمرضِك، ومن حياتِك لموتِك. (رواه البخاري)، هذه هي النظرة الصحيحة لوجودنا في هذه الدنيا: الرضا بالقليلِ منها، والاستعدادُ ليومِ الرحيلِ عنها؛ فإن الحياةَ الكاملةَ هناك، في الدار الآخرة، أما هذه الدنيا فلا بقاء فيها، ولا ثبات لها؛ فانتبه!

ترجو البقاء بدار لا ثبات لها                                      فهل سمعت بظل غيرِ منتقلِ

قد هيأوك لأمر لو فطنت له                                     فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ

الكنز الذي لا يفنى

     واعلم أن مَنْ رُزِقَ القناعةَ في الدنيا؛ فقد أوتي الكنزَ الذي لا يفنى؛ فكن فيها عابرَ سبيل، واعلم أن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الآخرة إلا من يحب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ: مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ».(رواه الترمذي)؛ ولما كانت الدنيا بهذا القدر، لم يغتر بها الصالحون، وقنعوا منها بحد الكفاف، وصار حالهم فيها أخذٌ بغير إشراف، وإنفاقٌ بلا إسراف؛ فقد عَدَّها النبي صلى الله عليه وسلم كمَقيلِ قائل، أو ظل زائل؛ قال عبدُاللهِ بنُ مسعود رضي الله عنه : اضْطَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلمعَلَى حَصِيرٍ فَأَثَّرَ فِي جِلْدِهِ؛ فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ كُنْتَ آذَنْتَنَا فَفَرَشْنَا لَكَ عَلَيْهِ شَيْئًا يَقِيكَ مِنْهُ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «مَا أَنَا وَالدُّنْيَا؟ إِنَّمَا أَنَا وَالدُّنْيَا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا»(رواه أحمد والترمذي وابن ماجه)، وكان صلى الله عليه وسلم يرجو أن يكونَ رزقُه ورزقُ أهلِ بيتِه حَدَّ الكفاية؛ فيقول: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا».(متفق عليه)، قال ابنُ عباسٍ -رضي الله عنهما-: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبِيتُ اللَّيَالِيَ الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا وَأَهْلُهُ لاَ يَجِدُونَ عَشَاءً، وَكَانَ أَكْثَرُ خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِير.ِ (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه)، هكذا كانت حياةُ أكرمِ الناسِ صلى الله عليه وسلم الذي قال: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ».(رواه مسلم)؛ فالقناعةُ بالكفافِ من أسبابِ الفوزِ والفلاحِ؛ فكن في الدنيا عابرَ سبيل.

كُنْ وَرِعًا

     قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرةَ رضي الله عنه: «يَا أَبَا هُرَيْرَة! كُنْ وَرِعًا، تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَكُنْ قَنِعًا، تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ، تَكُنْ مُسْلِمًا».(رواه ابن ماجه)؛ فالزموا هذه الوصيةَ النبوية: «وَكُنْ قَنِعًا؛ تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ».

     وعلى نَهْجِهِ صلى الله عليه وسلم سارَ أصحابُهُ الكرامُ -رضي الله عنهم-؛ إذ رَضُوا بما قَسَمَ اللهُ لهم، ولَمْ ينافسوا أحدا في الدنيا، بل كانت الآخرةُ هَمَّهُم؛ فهذا حكيمُ بنُ حِزَامٍ رضي الله عنه يقول: سَأَلْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ؛ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ؛ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ: «يَا حَكِيمُ! إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ؛ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ (أي: بغير سؤال) بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى»، قَالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا (أي: لا أَنْقُصُ مالَه بالطلب منه)؛ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍرضي الله عنه يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى الْعَطَاءِ؛ فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رضي الله عنه دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ؛ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا؛ فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ، أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ؛ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ؛ فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم ». (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه -رضي الله عنهم- على القناعةِ من الدنيا؛ فكانوا فيها كعابرِ سبيل.

القناعة راحةٌ للنفس

     إن القناعة فيها راحةٌ للنفس، وسعادةٌ للقلب، والرضا عن الرب؛ فالقنوع يعيش كالملك الذي لا يَنْقُصُهُ شيء، وكصاحب القصر الذي قَصَرَهُ قَصْرُهُ عن حاجته لأي شيء؛ فاقنعوا من دنياكم ما يبلغكم الآخرة؛ فما زاد عن ذلك؛ فإنما هو شغل شاغل، وملك زائل؛ فإن الإنسان مهما ملك من الدنيا؛ فإنه تاركُه لا محالة.

هِيَ الْقَنَاعَةُ فَالْزَمْهَا تَعِشْ مَلِكـًا   لَوْ                                            لَمْ يَكُـنْ مِنْكَ إلَّا رَاحَــةُ الْبَـدَنِ

وَانْظُرْ لِمَنْ مَلَكَ الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا هَلْ                                             رَاحَ مِنْهَا بِغَيْرِ الْقُطْنِ وَالْكَفَنِ

الغِنَى الحقيقي

إن الغِنَى الحقيقيَّ هو غنى النفس، وليس الغنى بالدينارِ والفَلس، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ».(متفق عليه)، وإن حظوظَ الدنيا للنفس كالدُّهنِ للسراج، يكفيه منه ما يبقيه مشتعلا، لكن ماذا لو غُمِسَ فيه؟

فكن بما أوتيتَه مقتنعا                                  تقتفي عيشَ القنوع المكتفي

كسراجٍ دُهنُهُ قوتٌ له                                  فإذا غرَّقْتَهُ فيه طُفِي

الانغماس في حب الدنيا

     إن الانغماسَ في حب الدنيا والغفلةَ عن الآخرة: ذلك هو الخسران المبين؛ فإننا ما لهذا خُلقنا، ولا بهذا أُمِرنا، بل منه حُذِّرْنا؛ قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ} (لقمان 33).

أعظم العوائقِ

     وإنّ من أعظم العوائقِ للعبد في سيره إلى الدار الآخرة: هي الدنيا الفتانةُ، والشيطانُ الموسوسُ؛ فنهى الله -تعالى- عباده أن تغرهم الدنيا، أو يغرهم بالله الغَرور، الذي {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا} (النساء: 120)، ومن غره الشيطانُ؛ فإنه لا يشبعُ من الدنيا، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ».(متفق عليه)؛ فمن كانت الدنيا همه؛ فكانت هي قصدَه، ومنتهى أملِه، خاب وخسر -والعياذ بالله-: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا} (الإسراء: 18)، ولكنَّ أعظَمَ التنافسِ هو في إرادة الآخرة، والسعيِ لها كما أمرنا ربنا -تبارك وتعالى-: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} (الإسراء: 19)، وهؤلاء المشكورُ سعيُهم، المحمودُ فعلُهم، هم الشاكرون لنعم الله، القانعون بما آتاهم الله من فضله، الناظرون إلى مَن دونهم في أمور الدنيا، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ؛ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ». (رَوَاهُ مُسْلِمٌ)، وكم نحن غارقون في النعم! نِعَمٍ لاَ تُعَدُّ وَلاَ تُحْصَى؛ فهل نحن قانعون بما قسم اللهُ لنا؟ وهل أرينا ربَّنا من أنفسنا مظاهرَ شكرها؟ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ (أَيْ: فِي نَفْسِهِ أَوْ قَوْمِهِ) مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا». (رواه الترمذي)؛ فانظر في نفسكَ: كم مرة حيزت لك الدنيا بفضل الله وأنت لا تشعر؟!

     سَأَلَ رَجُلٌ عَبْدَاللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ؟ فسأله عبدُالله: أَلَكَ امْرَأَةٌ تَأْوِي إِلَيْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَنْتَ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ، قَالَ الرجل: فَإِنَّ لِي خَادِمًا، قَالَ عبدُالله: فَأَنْتَ مِنَ الْمُلُوكِ. (رواه مسلم).

 اجعلوا الآخرةَ همَّكم

     فاجعلوا الآخرةَ همَّكم تَقْنَعُوا بما أوتيتم من هذه الدنيا، ويباركْ لكم فيه، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ: جَعَلَ اللهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ: جَعَلَ اللهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ». (رواه الترمذي)؛ فلنجعل الآخرة همَّنا، ولنحرص على القناعةِ في الدنيا؛ فإنها الكنزُ الذي لا يَفْنَى، وراحةُ البالِ التي لا تنقطعُ، -بإذن الله تعالى-:

أنعم ببال فتًى يغدو على ثقة                         أن الذي قسم الأرزاق يرزقهُ

فالعِرضُ منه مَصونٌ ما يدنسه                      والوجه منه جديد ليس يُخْلِقُهُ

إن القناعةَ مَنْ يَحلُلْ بساحتها                         لم يلق في ظلها هَمٌّ يؤرقهُ

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك